أبحاث ودراسات تطبيقية متعددة تنجزها كلية الصيدلة بجامعة دمشق حول الوردة الشامية بهدف التعريف بجوانب استخدامها واكتشاف مزايا وخصائص جديدة تمتلكها بوصفها من النباتات الطبية التي تشتهر بها سورية.
وفي تصريح لـ سانا أشار عضو الهيئة التعليمية في الكلية الدكتور جلال فندي المختص بالنباتات الطبية والبيئة إلى أن الكلية قدمت أكثر من أطروحة دكتوراه في هذا المجال اثبتت الاستخدام الطبي للوردة الشامية وتم نشر عدد من الأبحاث في مجلات دولية ومحلية ونشرات علمية لافتاً إلى أن قسم العقاقير في الكلية يقوم حالياً بأعداد دليل وطني للنباتات الطبية في سورية هو الأول من نوعه وجاءت الوردة الشامية فيه كواحدة من أهم الأنواع الطبية والاقتصادية المنتشرة والمستخدمة في سورية.
ولفت الدكتور فندي إلى أن الكلية تقوم أيضاً بإجراء الاختبارات اللازمة لتقييم جودة بعض منتجات الوردة الشامية الموجودة في الأسواق المحلية أو المعدة للتصدير عبر تحليل عينات مرسلة من الجهات المنتجة والمصنعة ضمن وحدة العمل المهني الموجودة في الكلية معتبراً أن هذا التقييم يسهم في تصويب عمل هذه الشركات وتحديد درجة الجودة في منتجاتها الأمر الذي ينعكس إيجاباً على رفع جودة وتسويق المنتج محلياً وعالمياً.
وحول الأهمية الطبية للوردة الشامية أوضح الدكتور فندي أن بتلات الوردة الشامية تحتوي على زيت طيار يعرف بـ “زيت الورد” يستفاد منه في تركيب بعض المستحضرات الطبية والعطور كما تحتوي البتلات والثمار على فيتامينات منها “أ” و” سي” وحموض عضوية وأملاح معدنية.
كما تشير الدراسات العلمية وفق الدكتور فندي إلى إمكانية استعمال مغلي البتلات لمعالجة أمراض ارتفاع ضغط الدم وتصلب الشرايين العصيدي وأمراض القلب والكبد والتهابات القولون والقرحة المعدية.
ومن الدراسات التي انجزتها جامعة دمشق حول الأهمية الطبية للوردة الشامية دراسة قدمتها الدكتورة سهر النقري اختصاصية العقاقير والنباتات الطبية ونالت بها شهادة الدكتوراه حيث جاءت الدراسة حسب النقري حول تأثير خلاصات الوردة الشامية المضادة للبدانة عبر دراسة التأثير المثبط لأنزيم “ليباز البنكرياس” الذي يحفز انهيار أو تحلل الدهون.
كما شملت الدراسة حسب النقري الخلاصة الكحولية والزيت العطري وماء الورد والخلاصة المائية وأظهرت النتائج أن الخلاصة الكحولية للوردة تمتلك فعالية ممتازة مثبطة لأنزيم “ليباز البنكرياس” وتم تحديد هويتها باستخدام عدة تقنيات منوهة إلى أن عدداً من الأبحاث والدراسات الأخرى أكدت التأثيرات الدوائية للوردة الشامية حيث تتميز بالفعالية المضادة للجراثيم وللأورام والاكتئاب وللأكسدة ومسكنة للألم إضافة إلى العديد من التأثيرات الفيزيولوجية كالتأثير المنوم والتأثير المضاد للاختلاج والصرع.
وحول تركيب الوردة الشامية واهميتها اقتصاديا بينت الدكتورة النقري أنها تحتوي على زيت عطري تتراوح نسبته من 1ر0 إلى 1 بالمئة وتختلف النسبة باختلاف الظروف المناخية ومن منطقة إلى أخرى ويعد من الزيوت غالية الثمن حيث أن سعر الغرام الواحد منه يعادل تقريباً سعر غرام واحد من الذهب ويعود ارتفاع ثمن زيت الورد إلى عدة عوامل منها الكميات الضخمة من الأزهار التي نحتاجها لاستخلاصه حيث يتطلب إنتاج كيلو غرام واحد من زيت الورد نحو 3 إلى 5 أطنان من الأزهار تقريباً.
وأكدت الدكتورة النقري أن أزهار الوردة الشامية استعملت منذ القدم في الطب الشعبي لعلاج كل من آلام الصدر والبطن والأمراض الهضمية وعرفت بتأثيرها المقوي للعضلة القلبية أما ماء الورد فكان يستعمل كمعقم وغسول للعين ومطهر للفم والخلاصات المائية للأزهار الجافة استخدمت كمدر وخافض للحرارة.
سيرياهوم نيوز 1-سانا