syriahomenews أخبار سورية الوطن
مكرم عبيد
سئل الفيلسوف جان جاك روسو (1712م -1778 م ) ما هو الوطن؟ فأجاب: “الوطن هو المكان الذي لا يبلغ فيه مواطن من الثراء ما يجعله قادراً على شراء مواطن آخر، ولا يبلغ فيه “مواطن” من الفقر ما يجعله مضطراً أن يبيع نفسه أو كرامته. الوطن هو رغيف الخبز والسقف والشعور بالانتماء، الدفء والإحساس بالكرامة.. ليس الوطن أرضاً فقط، ولكنه الأرض والحق معاً.. فإن كانت الأرض معهم فليكن الحق معك..الوطن هو حيث يكون المرء في خير.”
وهنا أقول: مما لا شك فيه إن معظم اقوال الفلاسفة تصلح لكل زمان ومكان كحالة هذه المقولة التي قيلت في القرن الثامن عشر ونحن الآن في القرن الواحد والعشرين ،ولكن يمكن هنا ان نطرح السؤال التالي : متى يكون المرء بخير ؟ طبعاً كل ما تم ذكره من معايير في إجابة السيد روسو هو خير للمواطن في أي وطن ومن المؤكد أنَّ واجباً ودوراً كبيراً يقع على عاتق الدولة في تحقيق ذلك الخير وكذلك يتوجب على المواطن دوراً كبيراً ايضاً في ان يعم الخير عليه وعلى أقرانه بتأديته عملاً مخلصاً ومنتجاً وجدياًونظيفاً في العمل العام او الخاص ومحاولة تحقيق نسبة من اكتفاء ذاتي في كل ارض يملكها وفي كل ورشة يقيمها او يديرها وان لا يتردد كل ذي امكانية في مساعدة مواطنيه ليس بشرائهم بل بأن يتيح لهم عملاً في موقع انتاجي يملكه او مهنة يمارسها تحتاج الى جهود آخرين وفي مجالات أخرى متعددة جداً وأن يعرِّي الفاسدين والمحتكرين في الوطن ويساهم في فضحهم ومقاضاتهم فوجود من يشتري مواطن او من يبيع نفسه دلالة على انهما جاهزان لبيع وطن بمواطنيه،واذا كان هناك اجنبيي يحتل ارضاً من وطنه و يغتصب قمحه ونفطه ويحرمه من لقمة عيشه ودفء يومه ويدمر اقتصاده ويسلبه ارضه وحقه ، فعليه ان يقاومه بكل انواع المقاومة او على الاقل يدعم من يقاومه ويعمل على طرده ويحرِج من يقف متفرجاً ليعود الخير للمواطن والوطن وهو دور هام وضروري لا بل واجب وطني يتضافر مع الدور الكبير للدولة في هذا الاتجاه .
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب٢١-٢-٢٠٢٢)
