| غانم محمد
لا البصل (المدعوم) ترك رائحته على حياة المعترين، ولا البرغل (الموعود) توفّر في صالات السورية، والسلات الغذائية (غير المدعومة) إلا قليلاً يتوفر فيها كلّ شيء، وبإمكانك أن تحصل على أكثر من سلّة، ويا سبحان المدبّر!
كثيرون من الناس لم يحصلوا على (عبوة زيت) رغم مضي أشهر على التسجيل عليها، وأناس تمتلك عشرات الملايين من الليرات السورية، ومحلات جملة وغير ذلك من أنواع التجارة، يحصلون على كرتونة مساعدة (ولدينا إثباتات، والذين حصلوا عليها وهم بهذه المواصفات أناس مثلنا وليسوا من الفضاء الخارجي)، ومتعففون، أو مظلومون، أو مهمّشون، يتمنون أن يحصلوا على ربع موجودات هذه (الكرتونة) ليسدوا رمقهم، ويوقفوا نباح بطون أبنائهم!
كيف تجري الأمور، لا أحد يعلم إلا الله، وإلى أين تسير، أيضاً لا أحد يعلم إلا الله، ما نعلمه حقاً هو أنّ فوضى عارمة تضرب أطنابها في كلّ شيء!
في سياق آخر، ولكن على نفس النشاز، يتمّ توزيع الوقود الزراعي بين حين وآخر، وكوني من (بلدة الصفصافة) والتي تشهد تجمعاً كبيراً لهذه العملية، تصلني التفاصيل وأراقبها، ومنذ يومين فقط تمّ توزيع دفعة مازوت لمزارعي البيوت البلاستيكية، وقيل إنها لمن يمتلك (ترخيصاً زراعياً) وكثيرون ممن لا يملون ترخيصاً زراعياً باع المازوت على باب كراج الصفصافة، مكان توزيع المازوت، لأنه ليس لديه بيوت بلاستيكية، ولا يحتاج المازوت (هو فقط يمتلك بيوتاً بلاستيكية على الورق، أو ضاعف عدد البيوت التي يمتلكها، حيث لا يتمّ الكشف، وإذا تمّ يمكن أن تشير للجنة إلى أي بيوت موجودة)!
كلما زاد اختناق الناس، يأتي منشور من شخص ما أن زيادة قريبة جداً على الرواتب، فيسيل لعاب (المحتاجين) ويسكتون، لأنهم يخافون إن تكلموا ألا تأتي هذه الزيادة، وعلم هذه الزيادة هي الأخرى عند الله!
(سيرياهوم نيوز3-خاص)