آخر الأخبار
الرئيسية » تحت المجهر » الولايات المتحدة تسرّب خطط إسرائيل الهجومية… تهديد لإيران أم رسالة لنتنياهو؟

الولايات المتحدة تسرّب خطط إسرائيل الهجومية… تهديد لإيران أم رسالة لنتنياهو؟

 

جاد ح. فياض

 

للمرة الثانية في غضون أشهر قليلة، تكشف الولايات المتحدة معلومات استخباراتية عن مخططات إسرائيلية لضرب إيران، ما يطرح علامات استفهام كبيرة عن سبب تسريب هذه المعلومات، وما إن كان الهدف تهديد إيران بالقوة الإسرائيلية لتحسين الشروط الأميركية في المفاوضات النووية، أم ثني إسرائيل عن مغامرات عسكرية عبر تسريب خططها وتعريتها من عنصر المفاجأة.

 

الكشف الأميركي عن المخططات الإسرائيلية جاء بعد يوم واحد من تقدير المرشد الأعلى الإيراني علي خامنئي أن المحادثات النووية “لن تنجح”، وقد يندرج الموقفان الأميركي والإيراني في سياق تحسين مواقع التفاوض على الطاولة، لأن الفجوة حيال تخصيب اليورانيوم في إيران كبيرة بين الطرفين، في ظلّ إصرار إيراني على الاستمرار ورفض أميركي مطلق للعملية.

 

لكن ثمّة من لا يغفل فرضية تسريب المعلومات لإفشال المخطط الإسرائيلي العسكري ضد إيران. وباعتقاد أصحاب هذا الرأي، فإن الولايات المتحدة تريد منح الديبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية فرصة، ولا تريد حرباً معها، لكن إسرائيل ترفض الاتفاق، وأيّ إجراء عسكري ضد إيران سيطيح بالمفاوضات أو يعرقلها، ما يدفع بواشنطن لتسريب هذه المعلومات وثني إسرائيل عن عمليتها مرحلياً، واستغلالها في إطار تحسين الشروط أيضاً.

 

 

الكاتب المتخصّص في الشأن الإسرائيلي فراس ياغي يجمع بين الفرضيتين، ويشير إلى أن الولايات المتحدة “وجّهت” من خلال تسريب المعلومات رسالة لإيران مفادها أن واشنطن “تمنع” الهجوم الإسرائيلي على طهران، وهي رسالة ضغط يراد منها تحقيق نتائج على طاولة المفاوضات، لأن إيران قلقة من ضربة إسرائيلية عسكرية.

 

 

 

لكن ياغي يشير، في حديث لـ”النهار”، إلى أن الولايات المتحدة “متخوّفة” من عملية إسرائيلية ضد إيران تعطّل المفاوضات النووية وتقلب المعادلات في المنطقة “بعكس مصلحة” أميركا، وبالتالي فإن الكشف عن المخططات يمنع الهجوم من جهة، ويرسل رسالة لإيران مفادها أن الولايات المتحدة ليست جزءاً من هذه الخطط الإسرائيلية.

 

هذا التسريب قد يوتّر العلاقة أكثر بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، خصوصاً أن العلاقة الثنائية ليست في أفضل أحوالها، وقبل أيام استثنى ترامب إسرائيل من زيارته الشرق أوسطية على خلفية التوترات، وبالتالي فإن ثمة سؤالاً يُطرح عن كيفية تعامل إسرائيل مع التسريب الأميركي الثاني في غضون أشهر قليلة.

 

إسرائيل تحتاج إلى الولايات المتحدة، وبالتالي لا يمكن توتير العلاقة أكثر، وياغي ينطلق من هذا المبدأ ليقول إن تل أبيب “لن تتمكّن من انتقاد” واشنطن، لكن نتنياهو “سيستفيد من التسريب” ويضيف إلى رصيده في الشارع الإسرائيلي، وخصوصاً اليميني، خطط مهاجمة إيران التي ستعطيه دفعاً وتؤكّد أن تهديداته عملانية وليست “مجرد أقاويل”.

 

في المحصلة، فإن تسريب الولايات المتحدة معلومات استخباراتية حسّاسة يؤكّد أن ترامب هو المايسترو ومحرّك الخيوط، يؤجّل هجوماً إسرائيلياً ويعطي فرصاً للتفاوض السياسي، وبحركته يؤكّد أن قرار ضرب إيران في جعبة الولايات المتحدة، وإسرائيل تنتظر هذه الفرصة، وكل هذه الوقائع لها ترجماتها العملانية على طاولة المفاوضات.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-النهار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

تصريحات مسؤول إسرائيلي بارز عن “قتل أطفال غزة كهواية” تُشعل ضجة كبيرة داخل إسرائيل.. انتقادات وهجوم عنيف.. و”الليكود” يسعى لعقابه

اتهم رئيس الحزب الديمقراطي الإسرائيلي يائير غولان بلاده بـ”قتل الأطفال كهواية” في قطاع غزة، وذلك في مقابلة أجراها مع هيئة البث الإسرائيلية (كان). وقال السياسي ...