*مكرم عبيد
ما يصيب سورية من الحصار اقتصادي احادي الجانب اقل ما يقال فيه انه حصار ارهابي يشكل جريمة ضد الانسانية لانه يهدف الى تجويع الشعب السوري ومنع الدواء والتجهيزات الطبية حتى الموت ، يصيب لبنان ايضاً بشكل مقصود وبنفس الدرجة الخانقة وقد اطلق امس قائد المقاومة في لبنان ما سماه جهاد أو مقاومة آو نهضة الزراعة والصناعة في لبنان للاكتفاء الذاتي وانطلاقًا من أعضاء الحزب وحلفائه وبيئته وهي مفتوحة على جميع الفعاليات اللبنانية .
وحيث ان خطط الاكتفاء الذاتي الزراعي والصناعي ولا سيما الغذائي والدوائي معمول به في سورية منذ عقود ولا سيما بإطار توجيهات الرئيس الخالد حافظ الاسد في بناء السدود التجميعية كي لا تذهب نقطة ماء واحدة الى البحر ( اكثر من ١٤٠ سدًا اضافة الى السدود الكبرى ) واستمرت في خطط زراعية سنوية ملزمة في زراعة الاقماح على مساحة سهول سورية من الجنوب حتى الشمال بما يزيد عن الحاجة بمقدار الضعف وكذلك الأقطان وأشجار الزيتون والفاكهة في هضاب وجبال سورية وسهول ساحلها وبما يزيد عن الحاجات المحلية في معظمها وكذلك الثروة الحيوانية ومعامل الغذاء والدواء وهذا ما يعمل به الآن فيعاد الكثير من المعامل الى التشغيل بعد تدمير وسرقة الارهابيين ومشغلهم العثماني لها ولا سيما في حلب لا بل تضاف معامل جديدة كمعمل الورق من نفايات الورق في حلب في الشهر الماضي وكل المناطق الصناعية والزراعية بما فيها التي تسيطر عليها قوى ارهابية او احتلال تركي او أمريكي في ادلب وحزام شمال سورية هي تحت المتابعة والاهتمام تحريراً و زراعة وفق الخطط الزراعية ،
ولكن ما يجب التركيز عليه هو الاراضي في الأرياف السورية وفي معظمها ملكيات صغيرة ولكنها لم تعد كما كانت سابقا مصادر اكتفاء لمعظم سكان الريف فلا تزرع كما كانت ولا تنتج كما كانت ويأتي سكان معظم الأرياف وتجارهم باحتياجاتهم من خضار وفواكه وخبز وبيض من المدن وهذا غريب عن عادات الريف واهله ، وهي الآن بحاجة لإطلاق “يقظة زراعية “ويجب ان تعتمدها الفعاليات الريفية بأحزابها الوطنية كافة وبالجمعيات المحلية والبلديات والمعلمين والمثقفين ومديريات الزراعة ويبقى عمادها سكان الأرياف أنفسهم وهم خير من يتحمل المسؤولية الوطنية ويساهم في تحدي الحصارات الاقتصادية المجرمة فالحاجة مبعث اليقظة والاكتفاء مصدر الكرامة وان غداًلناظره قريب .
(سيرياهوم نيوز-صفحة الكاتب8-7-2020)