- رشيد الحداد
- الثلاثاء 1 أيلول 2020
بسيطرتها على كامل مديرية مدغل، باتت قوات صنعاء على بعد خمسة كيلومترات فقط من مدينة مأرب، من الجهة الشمالية الغربية للمدينة. يأتي ذلك في وقت تتفاقم فيه حالة الارتباك في صفوف القوات الموالية لـ«التحالف» والتي تعجز عن وقف تقدّم الجيش واللجان الشعبية باتجاه مركز المحافظة
وأكد مصدر عسكري في محافظة مأرب لـ«الأخبار» أن قوات صنعاء تمكّنت، بعد معارك عنيفة استمرّت من فجر الأحد وحتى فجر الاثنين، من «تطهير منطقتَي الجدعان وكمب ربيش، ومديرية مدغل بالكامل»، ومن ثمّ «التقدّم باتجاه مناطق أل زبع الواقعة بالقرب من مركز مديرية رغوان»، مضيفاً أنها الآن «تُشدّد الخناق على مديرية رغوان، التي أصبحت محاصرة من ثلاثة اتجاهات، تمهيداً لتطهيرها». ولفت المصدر إلى أن «قوات هادي تَكبّدت خسائر بشرية كبيرة في مدغل، حيث قُتل عدد من كبار قادتها العسكريين في معارك يوم الأحد في منطقة الضيق شمال مدينة مأرب، ومنهم الشيخ درهم ناجي مبخوت كعلان، وعلي حسن حمد عيظه الشبواني، فضلاً عن سقوط عشرات القتلى الآخرين والمصابين».
باتت مديرية رغوان، المجاورة لمدغل، محاصَرة من ثلاثة اتجاهات
من جهتها، أفادت مصادر محلية بأن معظم سكّان مركز مديرية مدغل، شمال غربي مأرب، أخلوا منازلهم وغادروا باتجاه المناطق الصحراوية، بعدما شنّ طيران «التحالف» عشرات الغارات على مناطقهم. ووفقاً للوحدة التنفيذية لإدارة مخيمات النازحين في اليمن، فإن اقتراب المواجهات من مدينة مأرب، والقصف العشوائي والهيستيري لطيران العدوان، أدّيا إلى نزوح أكثر من 1500 أسرة خلال الأيام الماضية، خصوصاً من مديريتَي مدغل ومجزر في محيط المدينة.
وكان محافظ مأرب المُعيّن من قِبَل حكومة صنعاء، علي محمد طعيمان، أعلن، السبت الماضي، خلال زيارته قوات الجيش واللجان في الخطوط الأمامية للمواجهات في عقبة مهلل في جبهة مأهلية، انطلاق معركة تحرير مأرب بشكل رسمي، مؤكّداً أن عدداً كبيراً من المناطق الاستراتيجية سقطت تحت سيطرة القوات المشتركة التي باتت على مشارف مدينة مأرب من عدّة محاور. ودعا طعيمان أبناء القبائل «المُغرّر بهم» الذين يقاتلون في صفوف قوات هادي، إلى الاستفادة من قرار العفو العام و«العودة إلى حضن الوطن».
وفي ظلّ تساقط المزيد من المواقع والمعسكرات التابعة لها في مأرب، عمدت وزارة الدفاع في حكومة هادي، خلال الأيام الماضية، إلى إحداث تغييرات عسكرية في عدد من الجبهات هناك، ومنها جبهة مأهلية والعبدية جنوب غربي المحافظة، والتي تمّ عزل عدد من القيادات العسكرية فيها وتعيين قيادة جديدة لها، وذلك في أعقاب تقدّم الجيش واللجان في تلك الجبهات، وصولاً إلى مناطق محاذية لمنطقة حريب وسط مأرب. وفي شرق المحافظة، حققت قوات صنعاء، الخميس الماضي، تقدّماً جديداً، بسيطرتها على مناطق واسعة شمال مديرية صافر الغنية بالنفط. ووفقاً لمصادر عسكرية، فقد تَمكّن الجيش واللجان من التوغل في منطقة الريان، بعد سيطرتهما على منطقة شقة الحبيل غربي أبرق الخليلة، ليُنفذا عملية التفاف ناجحة ضدّ مواقع قوات هادي في جبهة العلمان شمال مديرية صافر، ويتقدّما غرباً أيضاً باتجاه معسكر قوات «التحالف» في الرويك.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)