على خلفية إعلان الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عزمه الاعتراف بدولة فلسطين، يقترح وزراء ونواب من اليمين الإسرائيلي 3 طرق للرد على ذلك.
هذا القرار الذي أعلنه ماكرون مساء الخميس، أثار موجة غضب في الأوساط الإسرائيلية امتدت من اليمين الحاكم إلى المعارضة.
فصدرت دعوات للرد على هذا الإعلان عبر ضم الضفة الغربية، فيما طالب بعضهم بإغلاق القنصلية العامة الفرنسية في القدس، ودعا آخرون إلى هجرة اليهود من هذا البلد الأوروبي.
وسابقا، اعترفت دول أوروبية عدة بالدولة الفلسطينية بدءا من السويد في 2014 وصولا إلى إسبانيا والنرويج وإيرلندا منتصف 2024.
لكن قرار فرنسا الاعتراف بالدولة الفلسطينية كان الأكثر تأثيرا على إسرائيل، ربما لخشيتها من أن يؤدي إلى اعتراف دول أخرى بها في الاتحاد الأوروبي.
** ضم الضفة
الرد الأكثر ترديدا على ألسنة وزراء ونواب من اليمين في إسرائيل كان الدعوة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
لكن كانت هناك أيضا دعوة لإغلاق القنصلية الفرنسية العامة في القدس، وأخرى لتشجيع يهود فرنسا على الهجرة إلى إسرائيل.
ويعتبر وزراء ونواب من اليمين الإسرائيلي أن قرار فرنسا يمكن أن يشكل مبررا لتنفيذ خطوة الضم بالضفة الغربية المحتلة.
نائب رئيس الوزراء وزير العدل من حزب “الليكود” ياريف ليفين، قال: “حان الوقت لتطبيق السيادة (الضم) الإسرائيلية على يهودا والسامرة (الضفة الغربية) وغور الأردن”.
وادعى ليفين في بيان مساء الخميس، أن “هذا رد تاريخي عادل على القرار المخزي للرئيس الفرنسي”، بحسب وصفه.
أما وزير المالية بتسلئيل سموتريتش، فكتب: “أشكر الرئيس ماكرون على تقديمه سببا مقنعا آخر لتطبيق السيادة الإسرائيلية نهائيا على منطقتي يهودا والسامرة، والتخلي الكامل عن فكرة إقامة دولة فلسطينية في قلب أرض إسرائيل”، وفق تعبيره.
وأضاف سموتريتش عبر منصة إكس: “سيكون هذا ردنا الصهيوني المناسب على الضغوط أحادية الجانب والإجراءات القسرية التي يقودها الرئيس ماكرون وحلفاؤه”.
كما قال مجلس المستوطنات في الضفة الغربية عبر بيان، الخميس: “نطالب حكومة إسرائيل بالرد على إعلان الرئيس الفرنسي من خلال تطبيق السيادة الإسرائيلية على يهودا والسامرة، لقد أيده الكنيست، والآن حان دور الحكومة (..) إن الفشل في الرد سيشكل خطرا وجوديا على إسرائيل” وفق تعبيراته.
والأربعاء، صوت الكنيست (البرلمان) الإسرائيلي بالأغلبية لصالح إعلان يدعو الحكومة إلى ضم الضفة الغربية المحتلة.
وفي 18 تموز/ يوليو 2024، صوت الكنيست بالأغلبية لصالح إعلان يرفض “إقامة دولة فلسطينية غرب نهر الأردن، وأن إقامة مثل هذه الدولة ستشكل خطرًا وجوديا على دولة إسرائيل ومواطنيها، وستُديم الصراع الإسرائيلي الفلسطيني، وستُزعزع استقرار المنطقة”.
** إغلاق قنصلية باريس بالقدس
أيضا هناك من دعا إلى الرد على قرار فرنسا بإغلاق قنصليتها العامة الموجودة في القدس منذ عقود طويلة.
ووجه عضو الكنيست من حزب “الليكود” دان إيلوز، الجمعة، رسالة إلى وزير الخارجية جدعون ساعر، كتب فيها: “أغلقوا القنصلية الفرنسية في القدس وطبقوا السيادة على يهودا والسامرة الآن”.
ووصف إيلوز القنصلية الفرنسية العامة بأنها تعمل “سفارةً لدى السلطة الفلسطينية من داخل عاصمة إسرائيل” وفق ادعائه.
وأضاف: “في مواجهة الاعتراف الأحادي الجانب بالخيال الفلسطيني، يجب على إسرائيل أن ترد بخطوة سيادية حقيقية. لا مزيد من المحاولات لاسترضاء المجتمع الدولي. حان الوقت لتشكيل الواقع، لا الاستسلام له”.
وسبق لإسرائيل أن فرضت قيودا على عمل القنصلية الإسبانية العامة في القدس بعد اعتراف مدريد بالدولة الفلسطينية منتصف 2024.
** دعوة لهجرة يهود فرنسا
أما وزير الهجرة والاستيعاب الإسرائيلي أوفير سوفر فقد دعا الجمعة، إلى هجرة اليهود من فرنسا.
وتشير التقديرات الإسرائيلية إلى وجود ما بين 450 ـ 550 ألف يهودي في فرنسا.
وقال سوفر في منشور على منصة إكس: “نُعد مجموعة برامج جديدة وفريدة لتوسيع نطاق الاستيعاب، أيها اليهود الفرنسيون، هنا وطنكم، دولة إسرائيل”.
الولايات المتحدة، الحليف الأبرز لإسرائيل، عارضت بدورها قرار فرنسا.
وقال وزير الخارجية الأمريكي ماركو روبيو، الجمعة: “ترفض الولايات المتحدة بشدة خطة إيمانويل ماكرون للاعتراف بدولة فلسطينية في الجمعية العامة للأمم المتحدة”.
واعتبر في منشور على منصة إكس، أن “هذا القرار المتهور لا يخدم سوى دعاية حماس، ويُعرقل السلام”، وفق ادعائه.
والخميس، قال ماكرون في رسالة وجهها إلى الرئيس الفلسطيني محمود عباس: “يشرفني أن أؤكد لكم أنه، استناداً إلى الالتزامات التي اتخذتموها، فإن فرنسا ستقوم بالاعتراف الكامل بدولة فلسطين عندما أشارك في الجمعية العامة للأمم المتحدة في أيلول/ سبتمبر المقبل”.
وأضاف ماكرون: “بذلك، تود فرنسا أن تساهم مساهمة حاسمة في السلام في الشرق الأوسط، وستحشد كل شركائها الدوليين الراغبين في المشاركة”.
وفي 16 فبراير/ شباط 2024، قال ماكرون إن اعتراف فرنسا بدولة فلسطين “ليس من المحرمات” بالنسبة إلى باريس.
وفي مايو/ أيار 2024، أعلنت إسبانيا والنرويج وأيرلندا اعترافها رسميا بدولة فلسطين، وتبعتها سلوفينيا وأرمينيا في يونيو 2024، ما رفع عدد الدول التي تعترف بفلسطين إلى 149 من أصل 193 دولة عضوا بالأمم المتحدة.
ومساء الخميس، وفي مقابلة مع الإذاعة الإسرائيلية العامة، قال عوفر برونشتين المبعوث الخاص للرئيس الفرنسي لعملية السلام الفلسطينية الإسرائيلية، إن غياب دولة فلسطينية مستقلة كان سبب أحداث 7 أكتوبر/ تشرين الأول 2023.
ومنذ 7 أكتوبر 2023، تشن إسرائيل حرب إبادة جماعية بغزة تشمل القتل والتجويع والتدمير والتهجير القسري، متجاهلة النداءات الدولية كافة وأوامر لمحكمة العدل الدولية بوقفها.
وخلفت الإبادة، بدعم أمريكي، أكثر من 203 آلاف فلسطيني بين شهيد وجريح، معظمهم أطفال ونساء، وما يزيد على 9 آلاف مفقود، إضافة إلى مئات آلاف النازحين ومجاعة أزهقت أرواح كثيرين.
اخبار سورية الوطن 2_وكالات _راي اليوم