آخر الأخبار
الرئيسية » كتاب وآراء » اليوم التالي بعد الحرب…..

اليوم التالي بعد الحرب…..

 

باسل علي الخطيب

دعونا نتفق اولاً ان عاموس هوكشتاين ليس وسيطاً، انا لا اناقش هنا المضمون وأقصد النزاهة من عدمها، أنا اناقش من حيث الشكل، إن كان وسيطاً أم لا….
هوكشتاين من مواليد الكيان عام 1973، خدم في جيش الاحتلال، ينتمي لليهود المتشددين، قولاً واحدا هذا ليس وسيطاً…
هذا مبعوث صهيوني…
و إن أنا أدركت واستنتجت ذلك، فحكماً هذا الأمر تدركه المقاومة…

السؤال الذي يطرح نفسه هنا لماذا تقبل به المقاومة كوسيط؟؟!!..

لا نحتاج الكثير من الاستقراء لنستنتج أن الورقة التفاوضية التي جرى الحديث عنها ليست الا ورقة تم إعدادها في الكيان، ونالت موافقة الأمريكيين، ومهمة هوكشتين المناورة فيما خص كل نقطه منها للحصول على المكاسب الأكبر للصهاينة…
وهذا تدركه المقاومة…
ولكنها تعرف أن التعامل (غير المباشر) مع مبعوث صهيوني، اسهل من التعامل مع وسيط ما، تستطيع أن تعرف و تستنتج ماذا يريد الصهاينة مباشرة، و على هذا الأساس تترجم رد الفعل أو الجواب مباشرة في الميدان، ليعود هوكشتين إلى بيروت مرة أخرى و قد انخفضت سقف المطالب، ليتلقى الرد المناسب في الميدان على السقف الجديد….

وهاكم الوضع….

هوكشتاين الذي توقع هو ومن خلفه أن تقتصر زيارته لبيروت على زيارتين، الأولى لعرض الورقة غير القابلة للتفاوض، والثانية للحصول على التوقيع، يبدو انه سيكون مضطراً للمرور من بوابات مطار بيروت مرات عدة وكثيرة….

دعونا نجري جوجلة كاملة للحرب التي اندلعت بشكل موسع منذ منتصف ايلول الفائت…
المقاومة اللبنانية تلقت ضربة قاسية باغتيال الصف الأول من القيادتين السياسية والعسكرية، تداركت المقاومة الوضع بسرعة، ألغت بالكامل كل طرق التواصل السابقة، انتقلت إلى خطة طواريء قاسية يبدو أنها كانت معدة مسبقاً لهكذا حالة، أي أن يتم اغتيال قيادات الصف الأول، وهذا يدل على البعد العبقري الاستراتيجي للمقاومة في إدارة الصراع، قامت بإعادة ترميم القيادة، امتصت الصدمة بسرعة، أخذ الامر معها قرابة الشهر ونيف، وقد كانت في موضوع الدفاع ورد الفعل….
مع بداية شهر تشرين الثاني انتقلت المقاومة الى الفعل والهجوم، صواريخ المقاومة غطت نصف مستوطنات الكيان وصولاً الى جنوب تل أبيب، أضحت حيفا وتل أبيب في مرمى الاستهداف الدائم، هناك مليون مستوطن يومياً في الملاجيء، الاجتياح البري يترنح، حرب الحافة ما زالت على تلك الحافة، المقاومة تطلق صواريخها من الحافة، كل متر يخطوه الصهاينة يكلفهم الكثير، وفي كل مرة يظن الصهاينة انهم قد احرقوا منطقة ما وأخرجوها من الميزان العسكري يتفاجؤون بالكمائن فيها و أن الصواريخ تنطلق منها….

الأهداف الكبرى والسقوف العالية التي وضعها الصهاينة مع نشوة الانجازات في الاسبوعين الأولين، تتهاوى واحداً أثر الاخر، و باعتراف الصهاينة والدليل هو الميدان، وها هي النتائج التالية ترتسم كلمة كلمة و على لسان الصهاينة:

لا يمكن القضاء على المقاومة، لا يمكن هزيمة المقاومة، لا يمكن نزع سلاح المقاومه، لا يمكن منع المقاومة من إعادة التسلّح، نحن لم ننتصر ولن ننتصر، حدود الاتفاق هو القرار 170، حتى تطبيق هذا القرار كما تريد المقاومة سيحيد الخروقات الجوية الصهيونية، موضوع مزارع شبعا وتلال كفرشوبا والخط الازرق ليست مطروحة للنقاش، موضوع الاتفاق على الحدود البحرية والحصص النفطية غير قابل للنقاش، المستوطنون لن يعودوا الا باتفاق سياسي….

حسناً، ما الذي سيقدمه القادة للصهاينة لجمهورهم كانجاز حقيقي لهذه الحرب؟….
قتل السيد حسن؟؟…
نعم، هذا إنجاز كبير ولكن هذا الانجاز قد تآكل، عدا عن كون المقاومة قد حدت من تداعياته بشكل كبير حتى اوقفتها..
والأهم ان هذه هي طبيعة الحروب غير النظامية التي تخوضها حركات التحرر والمقاومة، والتي لطالما استشهد فيها القادة…

الإنجاز الوحيد الذي يمكن ان يناله الصهاينة هو فصل جبهتي لبنان عن غزة، و حتى هذا ليس بإنجاز، لأن جبهة الإسناد اللبنانية قد فقدت وظيفتها منذ منتصف أيلول، بعد ان تحول النزاع الى حرب شاملة، وصرنا نتحدث عن جبهة منفصلة بين طرفين يخوضان مواجهة لا ترتبط بشيء سوى بميدان مواجهتهما….
علماً أن – وهذا استنتاجي- أن العدوان على غزة سيتوقف بشكل اوتوماتيكي خلال اسبوع بعد توقف الحرب على الجبهة الشمالية…

أقصى ما يمكن أن تخسره المقاومة مع نهاية ايلول قد خسرته، وبعد ذلك بدا خطهم البياني بالتصاعد….
أقصى ما يمكن أن يكسبه الصهاينة قد كسبوه مع نهايه ايلول، وبعد ذلك بدأ خطهم البياني بالنزول….

ما خسرته المقاومة هو دمار البيوت وخسارة الأرواح، نعم، هذه خسائر كبيرة، ولكنها تأتي في حسبان الخسارة المتوقعة للشعوب التي تضع الكرامة عنواناً لحياتها وكفاحها في سبيل هذه الكرامة……

الذي خسره الكيان هو الثقة، الأمان، النظرة إلى المستقبل، أسطورة الجيش الذي لايقهر…
والأهم أن المداميك الأساسية التي قام عليها الكيان قد تهاوت…
وهذه في حسبان (الكيانات الاستيطانية الاستعمارية) قاتلة…

و إليكم السؤال التالي و هو بمقام السؤال الوجودي، ترى
كيف ستؤثر نتيجة هذه الحرب على العقلية والعقيدة الصهيونية و على وجود الكيان ذاته؟..
الكيان استعمل اقصى قوته، و استهلك أقصى وقته، وحصل على أقصى الدعم و التغطية، وذهب الى الحدود القصوى في جرائمه….
وهاكم النتيجة..
التعادل، وهذا في أحسن الأحوال….
أما في في أسوأ الأحوال، هزيمة للكيان من دون أن يكون (انتصاراً) للمقاومة..

دائما ما كان الصهاينة والأمريكيون يتحدثون عن اليوم التالي بعد الحرب في غزة، وقد كرروها في ما خص الحرب مع المقاومة اللبنانية….
السؤال الحقيقي الذي يجب ان يطرح هنا هو عن اليوم التالي للحرب في الكيان….
تسألون عن اليوم التالي عن الحرب في لبنان؟….
نعتقد ان هناك الكثير من الرؤوس بدأت تتلمس أعناقها….

 

 

(موقع اخبار سورية الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الديناصور الإسرائيلي الثقيل وحزب الله الرشيق ٠ مالم يتوقعه الديناصور ٠

نارام سرجون         صار من الواضح ان قبعة الساحر نتنياهو لم يعد فيها أي قدرة على ادهاش الحضور والجمهور .. فاذا نظرنا ...