وفاء فرج:
أكد المهندس عبد الرحمن قرنفلة عضو اتحاد النحالين العرب أن مهرجان العسل الذي يقام اليوم سيشكل فرصة لعرض منتجات العسل السوري وتسويقه خاصة ضمن هذه الظروف الصعبة، لافتاً إلى أن الانخفاض الحاد في أعداد نحل العسل السوري الناتج عن تداعيات الحرب حظي بتغطية إعلامية واسعة، ليس لأنه يهدد إنتاج العسل فحسب، وإنما لأن الإنتاج الزراعي أيضاً، نظراً لما يلعبه النحل من دور مهم في عملية إخصاب النباتات المزروعة والبرية والرعوية.
وبين أن التوقعات تشير إلى أن النحل وغيرها من الملقحات تسهم في إنتاج المحاصيل الغذائية الرئيسية في العالم بما قيمته 209 مليارات دولار سنوياً أو 9.5 % من قيمة إجمالي الإنتاج الغذائي الزراعي العالمي.
وقال قرنفلة للثورة: محلياً تعتبر تربية النحل وإنتاج العسل ومنتجات خلية النحل من الأنشطة الزراعية القديمة، حيث قدرت مساهمة قطاع النحل في الناتج المحلي الإجمالي بأكثر من مليار ونصف مليار ليرة سورية، إضافة إلى الدور الاقتصادي الهام لتربية النحل على الإنتاج لزراعي حيث تقدر مساهمة النحل في زيادة الإنتاج الزراعي بحوالي 38% من خلال ما يقوم به النحل في مجال زيادة نسبة عقد الثمار والأشجار المثمرة من 35 إلى 60% عن طريق المساعدة في تلقيح الأزهار، مبيناً أن للحرب تأثيراً سلبياً عميقاً على تربية النحل حيث تعرض قطاع النحل لخسارات كبيرة نتيجة إجرام المجموعات الإرهابية من حيث عدد الطوائف التي تدهورت ووصلت إلى حوالي 150 ألف خلية وفقدان حوالي 35 ألف أسرة لمصدر رزقها، حيث يؤكد مختصون أن إنتاج العسل انخفض بنسبة تتراوح بين 75% إلى 80% من إنتاجنا من العسل قبل الحرب كما تراجع عدد خلايا النحل بنفس النسبة وذلك نتيجة صعوبة الترحال وارتفاع تكاليف النقل وتأمين الأدوية اللازمة وهذه العوامل دفعت الحكومة إلى الموافقة على استيراد العسل لسد حاجة السوق المحلية وخاصة في مجال الصناعات الغذائية والتجميلية والدوائية.
وأشار إلى أن قطاع تربية النحل وإنتاج العسل يضم حوالي 30 ألف مربٍ ويقدر عدد خلايا النحل قبل الأزمة بحوالي 700 ألف خلية منها حوالي 75% خلايا حديثة تتوزع بين محافظات ريف دمشق وادلب واللاذقية وحماة حيث يقدر إنتاج القطر قبل الأزمة بحوالي 7000 طن من العسل وإنتاج الخلية بحوالي 10 كغ من العسل بينما سجل إنتاج الخلية في مزرعة كلية الزراعة ما بين 12 إلى 16 كغ من العسل سنوياً، إلا أن إنتاجية الخلية في العالم أعلى من هذه الأرقام حيث تراوح إنتاج الخلية في الجزائر بين 20 و 25 كغ من العسل بالسنة، ويشير مختصون إلى أن انخفاض إنتاجية خلية النحل في سورية يعود لأسباب متداخلة يأتي في مقدمتها تراجع المراعي المناسبة ومحدودية طول موسم الرعي وارتفاع الحمولة الرعوية ( عدد الخلايا في الهكتار ).
واقترح تشكيل لجنة فنية استشارية من المختصين والباحثين لحل المشاكل التي تعترض مهنة تربية النحل و تشجيع الصناعات المحلية التي تستخدم مادة العسل في منتجاتها الغذائية والدوائية والتجميلية، إذ إن هناك العديد من الشركات الوطنية المتخصصة تستخدم العسل وغبار الطلع والغذاء الملكي والعكبر في صناعة الشامبو والكريمات والسكاكر والتي لاقت رواجاً لكونها منتجاً طبيعياً خالياً من الكيماويات، و إحداث اتحاد للنحالين السوريين يجمع كل الجمعيات واللجان العملية في مجال النحل والتابعة لاتحادات ونقابات متعددة وإلزام كافة مربي النحل بالعمل التعاوني لسهولة المكافحة والإحصاء والإنتاج وتنفيذ برنامج تنموي كبير يتم فيه توزيع خلايا نحل مع مستلزماتها على المربين المتضررين.
(سيرياهوم نيوز-الثورة)