آخر الأخبار
الرئيسية » من المحافظات » «اليونيسف» تتوسّط بين دمشق و«الذاتية»: مصير آلاف الطلاب مُهدّد

«اليونيسف» تتوسّط بين دمشق و«الذاتية»: مصير آلاف الطلاب مُهدّد

 

 

يتواصل تعطّل الدوام الحكومي في كلّ الدوائر والمؤسسات الحكومية في محافظة الحسكة، بما فيها المدارس، للشهر الخامس على التوالي، في ظل البطء الواضح في تطبيق اتفاق العاشر من آذار بين الرئيس السوري الانتقالي، أحمد الشرع، والقائد العام لـ«قسد»، مظلوم عبدي، الذي ينصّ على دمج مؤسسات مناطق «الإدارة الذاتية» المدنية والعسكرية في بنية الدولة السورية.

 

وبعد مضي 30 يوماً على الاتفاق، من دون بروز أي مؤشرات على استئناف العمل قريباً في تلك المؤسسات، بما فيها المدارس، ارتفعت أصوات أهالي الطلاب الذين يطالبون بإيجاد حلول لأبنائهم من طلاب الشهادات العامة (الأساسية والثانوية)؛ إذ بعد سنوات من التحضير الدراسي، وجد هؤلاء الطلاب أنفسهم أمام خطر فقدان فرصة التقدّم للامتحانات في المحافظة هذا العام، في ظلّ صعوبة نقل الطلاب الذين يتجاوز عددهم العشرة آلاف طالب إلى المحافظات الأخرى.

 

ويعود الخلاف إلى عدم تقديم الطلاب امتحاناتهم العامة في محافظاتهم، نتيجة غياب أي تمثيل رسمي للحكومة الجديدة في المحافظة، بعد سيطرة «قسد» عليها بالكامل إثر سقوط نظام بشار الأسد. وتتمثّل نقطة التباين في رغبة «الإدارة الذاتية» بإجراء الامتحانات تحت إدارتها، بما يشمل إعداد الأسئلة والتصحيح، وبإشراف من وزارة التربية السورية، وهو ما رفضته الأخيرة. كما طالبت الوزارة بضرورة وجود جهة قادرة على حماية الامتحانات غير مرتبطة بـ«الإدارة الذاتية»، وبمركزية إعداد الأسئلة، لضمان العدالة والمساواة بين جميع الطلاب في عموم محافظات البلاد.

 

وعلى هذه الخلفية، أصدرت «التربية» قراراً يسمح لطلاب مناطق سيطرة «قسد» في محافظات الحسكة والرقة ودير الزور وحلب، بالتسجيل في أي محافظة يرونها مناسبة لهم، – مع السماح بنقل طلاب «مدرسة المتفوّقين» إلى المحافظات الأخرى -، وهو ما أعطى مؤشراً إلى استحالة إقامة الامتحانات الحكومية في مناطق سيطرة «الذاتية». إلا أن الأخيرة ردّت، في سياق الضغط على الوزارة للقبول بإجراء الامتحانات والاعتراف بنتائجها، بفتح باب التسجيل لطلاب المدارس الحكومية في مناطق سيطرتها، تمهيداً لإخضاعهم لامتحانات الشهادة العامة في تلك المدارس، علماً أن الطلاب يدرسون في هذه الأخيرة منهاجاً مغايراً للمنهاج الوزاري.

 

الطلاب يرفعون الصوت لتحييدهم عن السياسة

 

وإزاء ذلك، رفع العديد من الطلاب صوتهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي للضغط على كل من وزارة التربية و«هيئة التربية والتعليم» في «الإدارة الذاتية»، للتوصل إلى حلول تضمن تقديم امتحاناتهم ضمن المحافظة، وسط عدم قدرة غالبية الطلاب على تقديمها في المحافظات الأخرى، بسبب الأعباء النفسية والمادية الكبيرة عليهم.

 

وفي هذا السياق، يشرح، فارس زكي، والد إحدى الطالبات، معاناة أولياء أمور الطلاب مع هذا الملف، في حديثه إلى «الأخبار»، قائلاً إنه «قام بتحضير ابنته لامتحانات شهادة التعليم الأساسي، من خلال الالتحاق بالمعاهد الخاصة، مع خسارة رسوم لا تقلّ عن ألفَي دولار، نتيجة الازدحام الموجود في المدارس الحكومية، وتراجع مستوى التعليم فيها»، مشيراً إلى أن «تعطّل دوام المدارس وعدم فتح باب التسجيل للتقدّم للامتحانات في محافظة الحسكة، رفعا من الشكوك حول تعثّر إقامتها في المحافظة».

 

ويلفت، في الوقت نفسه، إلى أن «معظم الأهالي منهكون اقتصادياً، مع عدم تسلّم الرواتب الحكومية منذ أربعة أشهر، وغير قادرين على نقل أولادهم وتحمّل مصاريف التقدّم للامتحانات»، مطالباً بـ«إيجاد حلول مناسبة ترفع الظلم عنهم».

 

ويقول الطالب في «مدرسة المتفوّقين» في محافظة الحسكة، قصي المحمد، إن «حجم الضغوط النفسية علينا كبير منذ سقوط النظام، وتعطّل دوام المدارس»، لافتاً إلى أن «التركيز في الدراسة محدود، والتأثير سيكون واضحاً في النتائج النهائية». ويضيف لـ«الأخبار»، أن «معظم الطلاب سيخسرون عاماً دراسياً كاملاً في حال لم تُجرَ الامتحانات في محافظة الحسكة».

 

ومع تصاعد الأصوات المطالبة بإيجاد حلول وسطية وتحييد الطلاب عن الصراعات السياسية، دخلت منظمة «اليونيسف» على خطّ الوساطة بين وزارة التربية في الحكومة الانتقالية، و«هيئة التعليم» في «الذاتية»، بهدف ردم هوة الخلافات بين الطرفين، والعمل على تخفيف عناء السفر على آلاف الطلاب وعوائلهم.

 

وفي هذا الإطار، يؤكّد مصدر مطّلع على الملف، أن المنظمة «اقترحت على الطرفين، إشرافاً ثلاثياً على الامتحانات، يضمّ إلى جانب اليونيسف، الوزارة وهيئة التعليم، مع الحفاظ على مركزية الأسئلة وضمان نقل أوراق الامتحانات إلى العاصمة لتصحيحها»، لافتاً، في حديثه إلى «الأخبار»، إلى أن «هناك توافقاً مبدئياً على عدة أفكار يمكن البناء عليها للحصول على موافقة الطرفين النهائية لإجراء الامتحانات في محافظة الحسكة». ويكشف المصدر أن «الذاتية» تعمل على «الاستفادة من المفاوضات لإدراج الامتحانات التي تنظّمها وفق المناهج المُقرّة من قبلها في الاتفاق»، موضحاً أنها «تريد أن تحصل على اعتراف من وزارة التربية بمناهجها ومدارسها، بما يعطي شرعية مركزية لها، واعترافاً محلياً ودولياً».

 

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الخطيب وعبد القادر يطلعان على الواقع الخدمي في الدريكيش ويلتقيان وجهاء المدينة

  زار المكلف بتسيير أعمال الوحدات الإدارية في محافظة طرطوس الأستاذ” عبد الفتاح الخطيب” ومدير الخدمات الفنية الأستاذ “جابر عبد القادر “بلدية الدريكيش حيث اطلعا ...