نيفين احمد:
منح الإحساس بالمسؤولية للطفل في السنوات الأولى من عمره ستجعل منه شاباً مسؤولاً عن تصرفاته وأفعاله في المستقبل ويصبح لديه القدرة على التعامل مع الأمور بفعالية أكبر وكلما تأخرت في منحه هذا الإحساس بالمسؤولية كلما كان بناء ذلك صعباً ويحتاج إلى صبر ووقت أطول وهذا يسبب تأخيراً في تحقيق إنجازاته.
وللتوسع بهذا الموضوع أكثر كان لنا وقفة مع مديرة المركز الإقليمي لتنمية الطفولة المبكرة كفاح حداد والتي تحدثت في البداية عن كيفية اعتماد الطفل على الأم في التغذية والتنقل والتنظيف ومع نموه يأتي وقت استيعاب المهام واتخاذ القرارات ولكنهم مع ذلك يواصلون الاعتماد عليها في الحب والأمان والدعم وبالنسبة لتعليم الأطفال المسؤولية هذا يستغرق بعض الوقت، فهي تعتبر عملية تطور بطيئة تستغرق سنوات عديدة تبدأ منذ الصغر بشكل تمهيدي هذا بدوره يساعد في تشكيل حياتهم وقراراتهم بجانب مشاركتنا لهم من خلال الدعم.
ونوهت حداد إلى أن كثيراً من الآباء يخلطون بين الطاعة والمسؤولية، إذ يجب على معظم الآباء أن يفعل أطفالهم ما يطلبوه منهم دون اعتراض وأضافت تلك أهداف مهمة في التربية ولكنها ليست المسؤولية، حيث نستطيع إجبار الطفل على القيام بأي شيء ولكن لا ينتج عن الطاعة الشعور بالمسؤولية، فالأطفال المطيعون يقومون بفعل ما يؤمرون به وليس ما يشعرون به داخلياً.
متى يصبح ابنك مسؤولاً؟
كما تطرقت حداد لكيفية جعل طفلنا مسؤولاً وقالت يجب أن يكون مسؤولاً عن جميع تصرفاته واختياراته ويحافظ على الاتفاق والالتزامات التي يقولها بالإضافة إلى أن يعترف بالخطأ ويقوم بمهامه بشكل جدي وأن يكون مسؤولاً عن سلوكه كفرد ويحترم سلوك الاخرين ،كما أكدت على ضرورة أن يكون ممتناً لما لديه محاولاً تطوير مهاراته.
وشددت حداد على فكرة ضرورية جداً وهي بدلاً من إعطاء الأوامر اجعلي أطفالك يفكرون ليكونوا مسؤولين عن حل مشكلاتهم وعدم القيام بأعمالهم هذا شيء مهم يجب أن يعرفه الاهل.
وختمت حداد علم طفلك أن يكون مسؤولاً عن تفاعلاته مع الآخرين.
بدورها اختصاصية الفلسفة وعلم نفس إيفلين محمد أكدت بأن الأهل في مراحل الطفولة المبكرة يبدؤون بالحرص على تعليم فكرة المسؤولية للطفل، وهذا يتم من خلال بعض الأعمال البسيطة حسب عمره، حيث يتكون لدى الطفل حس أكثر بالاستقلالية لذا في هذه الحالة يجب تشجيعه على أخذ القرارات المناسبة والمسؤولة إذ يمكن بدء تعليم المسؤولية من خلال إسناد بعض الأعمال للطفل ومراقبته من بعيد ومساعدته.
تتابع محمد يكتسب الطفل من الأسرة أولى تجاربه في تحمل المسؤولية، إذ يتعلمها من أمه لأنها دائماً موجودة بجانبه وشددت على خطأ كبير تقوم به بعض الأمهات عندما يمتنعن عن إعطاء المسؤوليات للطفل بحجة العطف حيث سيكبر الطفل وينبغي أن يتهيأ لمواجهة عالمه في الغد وستواجهه مصاعب جمة في المستقبل إذا لم يأخذ الإحساس بالمسؤولية مكانه في قلبه منذ الصغر.
كيف نمنح طفلنا الحس بالمسؤولية؟
وتقول إيفلين هناك دراسة مفادها أن الأطفال الذين شرعوا في عمل الأعمال المنزلية بعمر ثلاث أو أربعة سنوات أصبحوا أصحاء للقيام بالعلاقات الصحية مع أصدقاهم وأسرهم، وأيضاً فيما بعد كانوا ناجحين في المجال الأكاديمي أو في الحياة المهنية كما أنهم يكونون مكتفين بنفسهم والأمر عكسه في حالات الأطفال غير المسؤولين منذ الصغر، لذا ينبغي على الأم أن تكون الأنموذج الأسمى في تعليم وتدريب الطفل على تحمل المسؤولية فلا تفرض عليه عملاً بسبب تعبها أو لشعورها بالكسل.
وأكدت على منحه الفرصة لاكتشاف خبرات حياتية جديدة ومكافئته لإنجازاته من خلال المدح لأفعاله الإيجابية ومنحه الثقة والتقدير لذاته ويجب أن نكون القدوة النموذجية أمام طفلنا من خلال أفعالنا وليس أقوالنا.
كما أشارت إلى ضرورة مشاركة طفلنا في حل مشاكله في حال اشتكى من أي مشكلة تعرض لها وعن السن الذي ينبغي أن نكون مستعدين لمنحه حس المسؤولية أضافت أنه في أي مرحلة من العمر يمكن ذلك فبمجرد ملاحظة استعداده لقبولها ولا ينبغي حرمانه من تحمل المسؤولية بذريعة عدم حلول وقت العمل والنشاط بالنسبة للطفل “فالمولود يحاول مثلاً منذ الشهر الخامس عشر من عمره أن يستقل في تناوله للطعام وألا يتولى أحد مساعدته وهذا من مؤشرات تقبل المسؤولية.
أخيراً نوهت محمد إلى ضرورة أن يعتاد الطفل منذ الصغر على تحمّل المسؤوليات سواء في منزله أو في حياته المدرسية والخاصة ويرجع الدور الأساسي الذي يجب أن تقوم به الأسرة هو التنشئة الاجتماعية السليمة وتقوية حسّ المسؤولية لدى الأطفال منذ عمر صغير لما له تأثير إيجابي في نفسية الطفل وعلاقاته الاجتماعية.
سيرياهوم نيوز 6 – الثورة