امننا الغذائي في خطر .. ؟! 

سلمان عيسى

منذ بداية الازمة السورية على الاقل، لم نشهد تهديدا للأمن الغذائي في سوريا كما هذا العام .. انحباس الامطار في عموم البلاد يهدد الانتاج الزراعي بكافة انواعه خاصة القمح و قد يؤدي الى خروج بعض السدود من الخدمة مثل سد تل حوش، فمن المتوقع ان يتم توقيع الفلاحين المستفيدين من هذا السد في محافظتي حمص وطرطوس – ان لم يكن قد تم ذلك فعلا – على تعهدات بعدم الزراعة الصيفية، ما يعني انه بالكاد قد يؤمن ري المواسم الربيعية كالبطاطا مثلا .. والمعلوم انه في منطقة ارواء السد تكثر الزراعات التكثيفية مثل الفول السوداني وبعد موسم البطاطا تحديدا، اضافة الى ارواء الزراعات المحمية التي قد تتأثر بشكل كبير.

يبدو ان الموارد المائية حسمت امرها بهذا الاتجاه، رغم انها مازالت متفائلة بما ستحمله الايام القليلة القادمة من شهر اذار من امطار قد تزيد من منسوب السد .. ويبدو ان هذا التفاؤل مبني على ما حدث في عام ٢٠١٣ عندما كان هناك عطلا في بوابة السد الذي ادى الى تفريغ السد كاملا واصلاح العطل، حينها ابلغت الموارد المائية المزارعين بعدم الزراعة نهائيا في المساحات المروية منه .. لكن امطار اذار ونيسان ونبع راوول انقذوا الموقف .. كتبت حينها تحقيقا مطولا عن هذه الحالة في صحيفة تشرين .. اليوم قد تهطل الامطار في هذا الشهر والشهر القادم .. لكن اين نبع راوول هذه الايام .. واين تذهب مياهه ..؟!

بقية السدود في طرطوس قد تكون احسن حالا من سد تل حوش، لكن ليس بفوارق كبيرة .. فقد بلغ التخزين في سد الباسل حوالي ٦٥ مليون متر مكعب، وهذا يعادل اكثر من نصف سعة السد بقليل، ما يعني ان الزراعات المروية من هذا السد قد تتأثر بعض الشيئ، كأن تطول المدة بين الرية والأخرى .. علما ان السد بالاساس يغذى من نبع الابرش الذي تأثر ايضا بقلة الامطار ..

قد يكون ( للرية ) الاسعافية التي نفذت خلال اليومين الماضيين اثر ايجابي على القمح والبطاطا تحديدا والمعلوم ان القمح في الساحل هو من الزراعات البعلية ، لكنه هذا العام كان بأمس الحاجة للمياه ..

ليس الداخل السوري افضل حالا، وان ندرة مصادر المياه خاصة للزراعات البعلية قد تخرج كامل المساحات المزروعة بعلا من الخدمة كما العامين الماضيين .. لكن تنفيذ رية اسعافية في الغاب مثلا والتي جاءت بعد ( حركشات ) صحفية سوف تغير حال الانتاج من القمح .. لذلك هناك ضرورة ملحة لاطلاق ريات اسعافية من كامل السدود ان كان في حلب او الحسكة ودير الزور ودرعا .. وغيرها لانقاذ المواسم الربيعية والصيفية خاصة القمح والشعير للاقلال من فاتورة استيراد القمح على الاقل .. ؟!

(سيرياهوم نيوز ١-خاص)