تنمو ظاهرة تربية الحيوانات المنزلية بوتيرة لافتة، على الرغم من الظروف الاقتصادية الصعبة التي تعيشها محافظة طرطوس،
حتى باتت جزءاً واضحاً من المشهد الاجتماعي في المدينة. قطط تتجول في الشرفات، كلاب ترافق أصحابها في الحدائق، وأنواع غير مألوفة كالسناجب والهامستر والسلاحف أصبحت ضيوفاً على البيوت، في ظاهرة تبدو أكبر من مجرد “موضة”.
رفيق يومي… وتعويض نفسي
الاختصاصية الاجتماعية مروة عيسى ترى في حديث لـ “الحرية” أن أسباب انتشار الظاهرة تتجاوز الرغبة في الترفيه، لتصل إلى الحاجة للرفقة داخل المنزل في ظل ضغوط اقتصادية واجتماعية خنقت الروابط التقليدية بين الناس. وتضيف أن التأثر بالثقافة العالمية، وسهولة شراء الحيوانات عبر الإنترنت ومحلات البيع، جعلا الظاهرة أكثر انتشاراً بين مختلف شرائح المجتمع.
يأتي هذا بوقت تشير فيه تقارير مديرية الزراعة إلى تراجع الثروة الحيوانية الزراعية في المحافظة، في مفارقة لافتة بين تقلص الحيوانات المنتجة وازدهار الحيوانات المنزلية.
فوائد نفسية ومسؤولية تربوية
وترى عيسى أن وجود حيوان أليف في المنزل يحقق دعماً نفسياً مهماً، من خلال تخفيف الشعور بالوحدة وتعزيز الهدوء داخل المنزل، إضافة إلى دوره التربوي عند الأطفال عبر تعلّم المسؤولية والرحمة والرعاية اليومية.
غير أن الأمر لا يخلو من تحديات تشمل العناية الطبية، المصاريف الشهرية، النظافة، وبعض المخاطر الصحية المحتملة.
قانون غائب… وشوارع تشهد على الفوضى
من جهتها، توضح المهندسة رقية كتوب أن لا إطاراً قانونياً ينظم اقتناء الحيوانات المنزلية حالياً، باستثناء بند غير مُفعّل في القانون المالي للوحدات الإدارية لعام 2021 يتعلق بفرض رسم سنوي قدره 15 ألف ليرة على الكلاب وتزويدها بلوحة رقم. وتلفت إلى غياب قواعد تتعلق بمنع إزعاج الجوار أو إلزام المالكين بتنظيف فضلات حيواناتهم من الطرقات والأرصفة .
طب بيطري يتطور وأعداد المربين يرتفع
الدكتور أحمد عبيد، رئيس نقابة الأطباء البيطريين في طرطوس، يؤكد وجود 312 طبيباً بيطرياً في المحافظة، وعشر عيادات متخصصة بالحيوانات الأليفة فقط موزعة بين طرطوس (6) وبانياس(3) وواحدة بصافيتا.

ويشير إلى أن اللقاح السنوي للقطط والكلاب يبلغ 125 ألف ليرة، بينما لا يتجاوز سعر حبة الطفيليات 25 ألف ليرة، مؤكداً فعالية الأدوية المحلية وانخفاض تكلفتها مقارنة بالمستوردة.
ويقدّر عبيد نسبة المنازل التي تربي حيوانات أليفة بنحو 65%، معتبراً أنها ظاهرة غير مكلفة نسبياً، وتمتد بين مختلف فئات المجتمع، وتترك آثاراً إيجابية داخل البيت.
وعن المخاوف الصحية، يوضح أن أغلب الإصابات تنتقل لمن لا يربّون الحيوانات أصلاً، نتيجة تلوث الخضار أو المياه ببراز الحيوانات المصابة، فيما يتم إعطاء الحيوانات المنزلية “حبة النفس” للوقاية من الأمراض الطفيلية مثل الكييسات العدارية.
من القطط والكلاب إلى السناجب والقرود!
ويكشف عبيد أن قائمة الحيوانات المنتشرة في طرطوس باتت تشمل إضافة للقطط والكلاب والطيور ، السناجب والأرانب والهامستر والسلاحف، بل وحتى القرود في بعض الحالات. ويتوقع أن تشهد السنوات المقبلة ظهور جمعيات للرفق بالحيوان أو “أوتيلات” مخصصة لاستضافة الحيوانات، كما هو الحال في محافظات أخرى.
syriahomenews أخبار سورية الوطن
