وفق تصريحات جو بايدن، فإن الفترة المقبلة تُنذر بمعركة كبيرة مع الجمهوريين في الكونغرس ومع «لوبي السلاح»، ربطاً بمطالبة الرئيس بإقرار تشريعات تتعلّق بمبيعات الأسلحة النارية. الموضوع جدلي بامتياز، في وقت يصرّ فيه المدافعون عن حرية اقتناء السلاح على «قدسيّة» التعديل الثاني من الدستور، الذي يحمي هذا الحق
بدأ البيت الأبيض التواصل مع المدافعين عن مراقبة الأسلحة
وبينما لم تكن سياسة السلاح حزءاً من جولته الأولى من الأوامر التنفيذية، إلّا أن جماعات مراقبة السلاح أعربت عن تفاؤلها بتصريحاته والمقاربة التي قد يعتمدها. وفي هذا الإطار، أفادت صحيفة «وول ستريت جورنال» بأن مستشارة السياسة المحلّية سوزان رايس، ومدير المشاركة العامة في البيت الأبيض سيدريك ريتشموند، اجتمعا عبر الإنترنت مع مجموعات مراقبة الأسلحة، حيث أكّدا الالتزام باتّخاذ ما وصفوه بـ»الخطوات المنطقية». ويضغط هؤلاء النشطاء باتجاه اتخاذ خطوات تشريعية، بما في ذلك مشروع قانون موسّع للتحقّق من خلفية مقتني الأسلحة، بالإضافة إلى البنود التي يمكن للرئيس متابعتها من دون الكونغرس المنقسم، بما في ذلك تعيين مساعد مكلّف بالإشراف على سياسة الأسلحة، ومتابعة إنفاذ أكثر صرامة للقواعد الحالية.
إلّا أن المجموعات التي تدافع عن حقوق السلاح انتقدت خطط بايدن. وقالت المتحدثة باسم «الرابطة الوطنية للبنادق»، آمي هانتر، إنه «قد يصبح الرئيس الأكثر مقاومة للأسلحة النارية في التاريخ الأميركي». وجادلت بأن عمليات التحقُّق من الخلفية الموسّعة «مهزلة لأنّ المجرمين لن يلتزموا أبداً بالقانون»، مضيفة إنها تخلق «أطواقاً إضافية للأشخاص الملتزمين بالقانون للحصول على أسلحة نارية، من دون أيّ تأثير على الجريمة». بدوره، أعلن آلان غوتليب، مؤسِّس «مؤسّسة التعديل الثاني» أن مجموعته أطلقت حملة إعلانية تلفزيونية وطنية تركّز على مقترحات الأسلحة التي قدّمها بايدن. وقال عن جهود البيت الأبيض: «سيكون التشريع عبئاً ثقيلاً لأنّنا سنسحب بوجهه كلّ العوائق. أيّ شيء يفعله بأمر تنفيذي يعدّ تجاوزاً، سنقوم برفع دعوى في المحكمة».
تعقيب هانتر وغوتليب مبنيٌّ على واقع أن بايدن قام بحملته بناءً على فكرة أنّه مؤهّل أكثر من غيره لمعالجة هذه القضية. فبصفته عضواً في مجلس الشيوخ، عمِل على تمرير قانون منع العنف في عام 1993، والحظر لمدة 10 سنوات على ما يُسمّى بالأسلحة الهجومية، والذي تمّ سنّه في عام 1994. وخلال فترة تولّيه منصب نائب الرئيس، كان جزءاً من الاستجابة لإطلاق النار على مدرسة «ساندي هوك» الابتدائية، عام 2012. لكن هذه التجربة تتميّز أيضاً بما يسمّيه الديموقراطيون «نضالات» في شأن هذه القضية. فبعد تشريعَي عام 1993 وعام 1994، خسِر بعضهم مقاعدهم في انتخابات التجديد النصفي، مع اعتبار أن قضية السلاح كانت من الأسباب. وعلى الرغم من جهود الرئيس السابق، باراك أوباما، في أعقاب حادثة إطلاق النار على «ساندي هوك»، إلّا أن الضغط من أجل تشريع لتوسيع عمليات التحقُّق من الخلفية فشِل في الحصول على الأصوات الستين اللازمة في مجلس الشيوخ الذي يسيطر عليه الديموقراطيون.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)