توصّلت استنتاجات سياسية وأمنية أردنية وإماراتية إلى أن الرئيس السوري بشار الأسد لا يوجد لديه “استجابة مطلوبة عربيا” تجاه مسار منع الحرس الثوري الإيراني أو المنظمات الموالية لإيران من التقدم للمساعدة في الدفاع عن المناطق التي تقع أصلا تحت سيادة الدولة السورية وبمعدل نحو 68% من كامل المساحة السورية.
وافترضت أوساط سياسية ودبلوماسية بأن الدول العربية التي تتصل بالرئيس الأسد منذ فترة وتنصحه وتحذره لا تملك أي وسيلة من أي صنف لمنع حكومة اليمين الإسرائيلي من الاستمرار في عدوانها على سورية والذي لم يقف إطلاقا وكان دائما حتى قبل أحداث 7 أكتوبر.
وعُلم من مصدر دبلوماسي غربي أن مسؤولين أردنيين وإماراتيين تمكّنوا من الاتصال بدوائر رفيعة في دمشق في سياق مبادرة تدعمها بعض الدول الأوروبية بأن لا يعمل الأسد على المساعدة في توسيع الصراع.
لكن المسؤولين العرب صُدموا من صلابة تصوّر الرئيس السوري وترحيبه بالنصائح العربية رغم أنها “خالية من أي وصفة تحد من عدوان إسرائيل” خلافا لإبلاغه مبعوث عربي التقاه مؤخرا بأن الدولة السورية لم تكن جزءا من معركة طوفان الأقصى لكن الشعب السوري سيُقاتل حتى النهاية في حال الاعتداء مجددا على الأراضي السورية.
وطلب أوروبيون وامريكيون من دول عربية مثل الإمارات التدخل لنصيحة الأسد ووقف تدفق “مقاتلين إيرانيين وعراقييتن ويمنيين” إلى وسط سورية وفي عمق الأراضي التي يسيطر عليها النظام لأن ذلك من شانه أن يستفز إسرائيل ويوسع نطاق الحرب.
وكان جواب المسؤولين السوريين على النصيحة المنقولة بصيغة الإسرائيلي لا يوفر يوما بدون اعتداء على سوريا.. ثمة معادلة لضبط النفس.. القوات الصديقة الموجودة لن تقاتل إسرائيل انطلاقا من الأراضي السورية إذا لم تُهاجم إسرائيل سورية”.
ونُقل أيضا عن الرئيس السوري بشار الأسد قوله لوزير خارجية الأردن أيمن صفدي الذي زار دمشق قبل يومين بأن سورية ستدافع عن نفسها بالتأكيد وبكل قوتها إذا قرر الإسرائيلي تصدير المعركة وتوسيعها مع الإشارة إلى تحضيرات دفاعية طارئة وتوجيهات دخلت حيز التنفيذ.
ولا ترغب دول عربية بأن تصبح الأراضي السورية مسرحا للنزاع بين إسرائيل وإيران.
لكن تحقيق ذلك يتطلّب تقديم ضمانات أمريكية وأوروبية بأن لا تغير إسرائيل من معادلة الاشتباك ضد سورية من جانبها وهو ما لا يستطيع تقديمه الناصحون العرب.
(سيرياهوم نيوز2-رأي اليوم)