انطلقت من محافظة اللاذقية أعمال المؤتمرات السنوية لاتحادات عمال المحافظات، حيث عقد عمال المحافظة مؤتمرهم السنوي امس بحضور الرفيق جمال القادري رئيس الاتحاد العام لنقابات العمال، والرفيق هيثم إسماعيل أمين فرع حزب البعث العربي الاشتراكي باللاذقية، والمهندس عامر هلال محافظ اللاذقية، والرفيق عبد القادر نحاس عضو المكتب التنفيذي للاتحاد العام المشرف على أعمال المؤتمر، وقائد الشرطة باللاذقية اللواء عبدو كرم و اعضاء مجلس الشعب عن المحافظة ورئيس مجلس المحافظة و رئيس مجلس المدينة و اعضاء المكتب التنفيذي في محافظة اللاذقية ورئيسي مكتبي العمال في فرعي الحزب باللاذقية والجامعة، إضافة لرئيس وأعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد عمال اللاذقية وأعضاء قيادة فرع الحزب ورؤساء المنظمات الشعبية والنقابية والسادة المدراء.
وفي كلمته استذكر الرفيق منعم عثمان رئيس اتحاد عمال اللاذقية، الوقفة الوطنية الشعبية والرسمية التي جسدها أبناء سورية بمختلف شرائحهم وأطيافهم خلال استجابتهم لتداعيات الزلزال المدمر الذي ضرب سورية العام الماضي، والتي كانت موضع تقدير من قبل أهالي اللاذقية بشكل عام والمتضررين بشكل خاص، وتوجّه باسم الطبقة العاملة وتنظيمها النقابي في محافظة اللاذقية بصادق الكلمات وأسمى معاني الحب للسيد الرئيس الدكتور بشار الأسد على الرعاية التي يوليها لعمال الوطن والمكرمات التي خصهم بها بمراسيم زيادة الرواتب والأجور والتي ولدت المزيد من التصميم على مواصلة العمل ومضاعفة الجهود لإعلاء صروح بنيان سورية وإعادة إعمارها.
وبعد استعراض أعضاء المكتب التنفيذي في اتحاد عمال اللاذقية سلسلة النشاطات والأعمال النقابية التي أنجزتها أماناتهم خلال العام 2023، وخطط الأمانات المستقبلية التي سيتم تنفيذها في العام الجاري، تقدم أعضاء المؤتمر بمداخلاتهم على ماورد في التقرير السنوي، مقدمين جملة من الطروحات البنّاءة التي أغنت أعمال المؤتمر وتقريره السنوي ولامست هموم الطبقة العاملة، حيث طالب المؤتمرون الحكومة باتخاذ الاجراءات التي من شأنها تقليل الفجوة بين الدخل والانفاق للطبقة العاملة بالسرعة ذاتها التي يتم فيها اتخاذ قرارات رفع سعر المشتقات النفطية وأسعار المكالمات والاتصالات والكهرباء والمواد وغيرها، داعين إلى ضبط الأسعار في الأسواق، وتفعيل دور مؤسسات التدخل الإيجابي، و الاهتمام المباشر والدائم بالقطاع الزراعي كونه طوق النجاة لتحقيق الامن الغذائي.
كما طالب أعضاء المؤتمر بتثبيت عمال العقود السنوية وفتح سقوف الرواتب وزيادة الاعتمادات للباس العمالي وتأمين وسائط نقل جماعي، وتساءل البعض عن أسباب إلغاء الحوافز الإنتاجية معتبرين أن التوقف عن منح الحوافز مخالف للمرسوم رقم ٢٥٢ لعام ٢٠٢٢…
بدوره أجاب محافظ اللاذقية على ماورد في المداخلات بما يتعلق بنطاق عمل المحافظة، مشيداً بدور الطبقة العاملة عبر تاريخها النضالي في إعمار سورية وبنائها، والدفاع عن الوطن حيث قدمت الطبقة العاملة العديد من الشهداء والجرحى في معارك الشرف التي خاضها الجيش العربي السوري لتطهير الأراضي التي دنسها الإرهاب والاحتلال، كما كانوا الجيش الخدمي الذي أعاد بناء كل ما دمره الإرهاب في المناطق التي حررها أبطال الجيش.
وأشاد أمين فرع الحزب بالدور البطولي للطبقة العاملة في الدفاع عن الوطن وحماية منشآته والإصرار على الاستمرار بالعملية الإنتاجية لتأمين مقومات الصمود للشعب السوري، مؤكداً أهمية المؤتمرات النقابية السنوية العمالية كمحطات نضالية تشرح الواقع وتتلمس الحلول وتلامس هموم الطبقة العاملة التي هي محط اهتمام قيادة الحزب منذ ثورة الثامن من آذار.
وأثنى أمين الفرع على الدور الهام الذي يقوم به التنظيم النقابي في سورية من خلال النضال للحفاظ على حقوق ومكتسبات العمال، والجهود التي يبذلها لإيصال الصوت السوري والقضايا الوطنية إلى العالم عبر وجوده في قيادة المنظمات العربية والعالمية العمالية.
الرفيق القادري أثنى في كلمته على مداخلات أعضاء المؤتمر التي كانت غنية وواقعية ولامست هموم الطبقة العاملة، لافتاً إلى أن البعض مما طرح مرتبط بإجراءات محلية بالمحافظة، وسيتم حله والبعض الآخر يتم متابعته بشكل مستمر من خلال تواجدنا كتنظيم نقابي في كافة مفاصل اتخاذ القرار و يتم العمل على حله من خلال متابعته مع الحكومة وأشار إلى أن التريث بموضوع الحوافز الإنتاجية وفقا للمرسوم ٢٥٢ كان مستغربا بعد اشهر طويلة من الاستعداد له وان التريث في التطبيق و تشكيل لجنة وزاريةللتقييم يعني ان المشروع قيم واوقف العمل به قبل ان يطبق فعليا بسبب حجم تكلفته المادية المرتفعة و الفهم الخاطئ من قبل القائمين على التنفيد وفقا لوزارة التنميه الادارية وقد رفعنا مذكرة لرئاسة مجلس الوزراء للعمل بالنظام السابق حتى يتم الرسو على أمر بالنسبة للآلية الجديدة لنظام الحوافز.
ولفت القادري إلى تداعيات الحرب الإرهابية وظروف الحصار الغربي الذي يزداد لؤما حيث صدر منذ أيام عن الكونغرس الأمريكي قانون لمناهضة التطبيع مع سورية إضافة إلى الاحتلالات الجاثمة على أرضنا، الأمر الذي جعل مواردنا غير كافية لتلبية الاحتياجات والمتطلبات الكبيرة وخاصة تحسين الوضع المعيشي لطبقتنا العاملة التي كانت أشد المتأثرين بهذا الواقع لأن دخلها مرهون برواتب وأجور محددة وخاضعة لقرارات مركزية، مشيراً إلى تضرر جزء كبير من قطاعنا الخدمي والانتاجي على أيدي العصابات الإرهابية وجزء آخر يعاني قدم خطوط الإنتاج إضافة الى الهدر وضعف تنافسية منتجاته.. بسبب غياب اي جهود فعلية للاصلاح من الجهات المعنية واشار القادري الى المراسيم والقوانين التي صدرت لإحداث المؤسسات والشركات القابضة العمومية والبدء بعمليات دمج لبعض جهات العمل المتشابهة بهدف تخفيف النفقات وتحديث وزيادة الإنتاج، منوهاً بدور القطاع الخاص في لعب دوره كرافد وداعم لعملية التنمية الاقتصادية والعوائق الكثيرة التي تعترض عمله كنقص حوامل الطاقة الأساسية وعدم قدرته على تأمين متطلبات العمل ووسائل الإنتاج وغيرها..
واكد الرفيق رئيس الاتحاد العام ان الواقع صعب وعلينا ان نقر بصعوبته لنتمكن من الخروج منه وايجاد الحلول اللازمة ضمن الامكانيات المتاحة وعلينا ان نقر ايضا بان بعض الاجراءات والتوجهات الحكومية المتسرعة احيانا وغير المدروسة تزيد من صعوبة هذا الواقع.
وعن الخطوات التي قامت بها المنظمة لمساعدة العمال.. أوضح القادري أن الاتحاد العام لنقابات العمال قدم مساعدات في العام 2023 بقيمة 20 مليار ليرة من موارده الذاتية واستثماراته واشتراكات عماله، و يستمر العمل ببعض المشروعات التي اطلقها ومنها مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة الذي انطلق من مدينة اللاذقية بالتعاون مع هيئة دعم المشروعات المتوسطة والصغيرة، وتدربت خلاله نحو 8000 عاملة على مهن منزلية تمارس فيها عملها في المنزل وتدعم دخل رب الأسرة ونحن اليوم بصدد مشاهدة نتائج هذا المشروع من خلال المعرض الذي سيتم افتتاحه بعد المؤتمر كذلك أقمنا دورات تعليمية مجاناً لأبناء العمال في الشهادتين الأساسية والثانوية ومنهم من نال العلامة التامة في الشهادة الثانوية و تم تكريمهم، ويستمر العمل في الصندوق المركزي لشهداء و جرحى الطبقة العاملة و يتم تطويره بصورة مستمرة لصالح المستفيدين منه ، وكل هذه الأنشطة تمول من الاتحاد العام بشكل مباشر ..
وشدد القادري على ان الطبقة العاملة كانت عبر تاريخها دائما وستبقى إلى جانب الوطن وخياراته وتغلب الشأن الوطني على أي شان خاص وكلنا ثقة وأمل بقائد نجا بسورية من حرب استهدفت وجودها وسيكون قادر بحكمته وحنكته وحسن إدارته واستشرافه للمستقبل على الخروج من هذا الواقع الاقتصادي الصعب الذي ينعكس على الشعب السوري عموماً والطبقة العاملة على وجه الخصوص مع الحفاظ على الحقوق والمبادئ والقيم الوطنية وبناء سورية القوية المتجددة.
وختم القادري كلامه بتوجيه التحية لشهدائنا ودمائهم الزكية التي صنعت النصر والتحية لجيشنا الباسل المستمر في معركة الدفاع عن الوطن في وجه الإرهاب والاحتلالات الجاثمة على أرضه، والتحية والمحبة لعمالنا الذين يمارسون عملهم بظروف قاسية جداً في سبيل أن تبقى سورية وتعلى خياراتها وكل الحب والوفاء للقائد المفدى السيد الرئيس بشار الأسد.
وعلى هامش المؤتمر تم تكريم عدد من النقابيين القدامى في محافظة اللاذقية وأبطال الرياضة العمالية الذين اعتلوا منصات التتويج في البطولات على مستوى الجمهورية، كما افتتح الرفيق القادري وصحبه معرضاً لتسويق منتجات المرأى العاملة ضمن مشروع دعم اقتصاديات الأسرة العاملة، عرضت من خلاله خريجات الدورات التي أقامها الاتحاد العام منتجاتهن المتنوعة والتي لاقت إقبالاً لافتاً من قبل الموجودين.
(سيرياهوم نيوز ١-اتحاد العمال)