انطلقت اليوم أعمال المؤتمر الإقليمي الأول للذكاء الاصطناعي وريادة الأعمال، تحت عنوان: “الذكاء الاصطناعي يشكل مستقبل الاقتصاد السوري”، بمشاركة خبراء تكنولوجيا ورواد أعمال من سوريا والمنطقة العربية، وممثلين عن منظمات إقليمية ودولية، وذلك في فندق البوابات السبع بدمشق.
ويهدف المؤتمر، الذي ينظمه الاتحاد العربي للإنترنت والاتصالات والجمعية العلمية السورية للمعلوماتية ووزارة الاتصالات وتقانة المعلومات على مدى يومين، إلى تسليط الضوء على دور الذكاء الاصطناعي في إعادة تشكيل مستقبل الاقتصاد السوري، وتعزيز الابتكار وريادة الأعمال في مختلف القطاعات، ضمن جلسات حوارية لمناقشة الرؤى والاستراتيجيات العربية لاستثمار الذكاء الاصطناعي في تطوير الاقتصاد العربي ودوره في تعافي ونمو الاقتصاد السوري.
ولفت وزير الاتصالات وتقانة المعلومات السيد عبد السلام هيكل إلى دخول سوريا مرحلة جديدة هي الشراكة والانفتاح على كل الشركاء في الداخل والخارج، مؤكداً أهمية تمثيل سوريا جسراً للقاء لكل صديق وحليف يريد البناء.
وأعلن الوزير عن قُرب إطلاق مشروع إنشاء الشبكة الإقليمية للإنترنت بصيغة (PPT)، الذي سيربط شمال العالم بجنوبه وغربه بشرقه، كما سيمنح المنطقة كلها رديفاً استراتيجياً عن المسارات التخفيضية، وستكون سوريا في قلب هذا المسار الجديد، ليكون النافذة الاستراتيجية لتخفيف الاختناقات التقنية.
وبين الوزير هيكل أن تنفيذ المشروع ستقوم به سواعد بشرية وطنية وخبرات سورية، وشركاء دوليون يتم اختيارهم بعناية، بما يخدم مصلحتنا الوطنية ويعزز الثقة والشراكة بيننا وبين العالم أجمع، لافتاً في الوقت ذاته إلى أن الإنسان يعدّ أكبر فرصة استثمارية بالمنطقة، لا كمستهلك بل كشريك ومنتِج، وأن الوجهة الأكبر للوزارة اليوم تحقيق انتقال رقمي وإعادة بناء الثقة بين المواطن والدولة، عبر تقديم خدمات حكومية وتطبيقات ذكية.
وأوضح الوزير هيكل أن انطلاقة المؤتمر اليوم جاءت لتؤكد حقيقة أن الإنترنت لم يعد ترفاً أو خياراً، بل أساساً للتنمية ومحركاً للاقتصاد، وهو ما يحمّل الجميع مسؤولية العمل، مستعرضاً التحديات التي لا بد أن تزول بالاعتماد على العقل السوري المبدع، الذي استطاع تأسيس تجربة شمال غرب سوريا، وحافظ على مؤسسات وشركات الدولة طوال الـ 15 سنة الماضية، والذي هاجر وأسس وطور وقام بالبناء بمفرده في المغترب.
من جهته رأى رئيس مجلس الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت الدكتور محمد فراس بكور أن سوريا دخلت مرحلة التحول الرقمي، وأن الاتصال نقطة تتقاطع فيها الفرص مع التحديات، ويلتقي فيها الطموح بالتكنولوجيا، معلناً جهوزية الاتحاد للتعاون مع الوزارة في تطوير الأدوات لمعالجة العقبات باستخدام الذكاء الاصطناعي.
بدوره، أشار نائب الممثل المقيم لمكتب برنامج الأمم المتحدة الإنمائي المقيم في سوريا الدكتور محمد سعيد مضوي إلى تراجع مستويات التنمية البشرية بمختلف أنحاء العالم ضمن مؤشرات العام الفائت، وأهمية اتخاذ إجراءات حاسمة لإخراج العالم من حالة الركود المطولة إلى التطور، لافتاً إلى ضرورة بناء اقتصاد يتعامل فيه الناس مع الذكاء الاصطناعي بدلاً من التنافس معه، ودمج الدور الفاعل للإنسان بدورة حياة الذكاء الاصطناعي، بدءاً من التصميم إلى التنفيذ، وتحديث أنظمة التعليم والصحة لتلبية متطلبات الظرف الحالي.
من جانبه أكد رئيس مجلس إدارة الجمعية العلمية السورية للمعلوماتية الدكتور باسل الخشي، في مداخلته، أن المؤتمر ليس حدثاً عابراً بل دليلاً على أن التكنولوجيا ليست رفاهية، مشيراً إلى التجارب التي حملت الكثير من التميز والتحدي، في وقت كان الإنجاز دليلاً على تجارب واقعية ناجحة.
وكشف الخشي عن توقيع مذكرة تفاهم بهدف تعزيز الشراكات الاستراتيجية مع الاتحاد العربي للاتصالات والإنترنت، لتحديد مسارات التعاون المستقبلية، بما فيها بناء كوادر عربية متخصصة بالذكاء الاصطناعي، وتبادل الخبرات في مجالات الأمن السيبراني والبنى التحتية الذكية، ودعم مشاريع ريادة الأعمال والبحث العلمي، والعمل على استكمال إجراءات افتتاح المكتب الإقليمي للاتحاد ضمن مقر الجمعية.
اخبار سورية الوطن 2_سانا