آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » انطلاق المفاوضات الروسية – الأوكرانية في إسطنبول وسط شكوك بإمكانية اختراق ينهي الحرب

انطلاق المفاوضات الروسية – الأوكرانية في إسطنبول وسط شكوك بإمكانية اختراق ينهي الحرب

 

يعقد وفدان من موسكو وكييف اجتماعا في إسطنبول قرابة منتصف النهار، اليوم (الجمعة)، في مباحثات مباشرة هي الأولى بين الطرفين منذ قرابة ثلاثة أعوام، لكن عدم حضور الرئيس الروسي فلاديمير بوتين حدّ من التوقعات بإمكان تحقيق اختراق على طريق إنهاء الحرب المستمرة منذ 2022.

 

ويلتقي الوفدان برعاية أنقرة في أول لقاء مباشر منذ مباحثات ربيع 2022 التي أعقبت بدء الغزو الروسي في فبراير (شباط) من العام ذاته، ولم تفض إلى أي نتيجة.

 

وأشارت المصادر ذاتها إلى أن هذا الاجتماع الذي سيعقد في قصر دولما بهتشة في إسطنبول، سبقه لقاء بين الأوكرانيين والأميركيين والأتراك بدأ بالفعل، ومن المقرر أن تبدأ المفاوضات بين روسيا وأوكرانيا عند منتصف النهار تقريبا، طبقا لما ذكرته مصادر تركية.

 

وأفادت وكالة أنباء الأناضول التركية الرسمية، الجمعة، باختتام الاجتماع الثلاثي بين وفود تركيا والولايات المتحدة وأوكرانيا في مدينة إسطنبول.

 

 

وشارك في اللقاء الثلاثي برئاسة وزير الخارجية التركي هاكان فيدان، نظيره الأميركي ماركو روبيو والسفير في أنقرة توم باراك والمبعوث الأميركي الخاص لأوكرانيا كيث كيلوغ، بينما حضر عن الجانب الأوكراني كبير موظفي الرئاسة أندريه يرماك ووزيرا الدفاع والخارجية، رستم عمروف وأندري سيبيغا، حسبما أفادت مصادر في وزارة الخارجية التركية.

 

وفي سياق متصل، عقد مسؤولون أميركيون وروس، الجمعة، في أحد فنادق إسطنبول اجتماعا على هامش المباحثات حول أوكرانيا التي تشرف عليها تركيا، بحسب مسؤول أميركي. وأوضح المصدر أن مايكل أنتون مدير تخطيط السياسات في وزارة الخارجية الأميركية أجرى محادثات مغلقة مع المستشار في الكرملين فلاديمير ميدينسكي الذي يقود وفد موسكو إلى المباحثات مع أوكرانيا.

 

من جهته، قال الرئيس الأميركي دونالد ترمب، الجمعة، إنه سيعود إلى واشنطن بعد انتهاء جولته في منطقة الخليج. وأضاف: «دعونا نر ما سيحدث بالنسبة لروسيا وأوكرانيا»، في إشارة إلى المحادثات الجارية بين البلدين في تركيا. وذكر أنه سيلتقي مع الرئيس الروسي فلاديمير بوتين «بمجرد أن نتمكن من ترتيب الأمر».

 

 

 

 

ووصل وزير الخارجية الأميركي ماركو روبيو صباح الجمعة إلى إسطنبول، ولن يشارك الأميركيون في المباحثات المباشرة، لكن روبيو أكد سابقا أنه سيلتقي نظيره الأوكراني أندري سيبيغا، على أن يجتمع مسؤولون من وزارته مع الوفد الروسي.

 

وكان روبيو أكد الخميس أن التوقعات من هذا اللقاء ستكون متواضعة، خصوصا في ظل مستوى التمثيل الروسي، وتبادل الجانبين الإهانات قبيل المباحثات. وقال: «أريد أن أكون صريحا. لا أعتقد أن لدينا توقعات كبيرة حيال ما سيحدث»، من دون أن يخفي أمله في «أن يحققوا اختراقات هائلة» الجمعة.

 

وعكست مواقف الوزير الأميركي رأيا مشابها كان أدلى به في وقت سابق الرئيس الأميركي دونالد ترمب، إذ استبعد أن تفضي المفاوضات بشأن إنهاء الحرب في أوكرانيا إلى أي نتيجة، قبل أن يعقد هو لقاء مباشرا مع نظيره بوتين. وقال ترمب على هامش زيارته الخليجية: «لا أعتقد أن أي شيء سيحدث، أعجبكم الأمر أم لا، حتى نلتقي أنا وهو».

 

بدوره، استبعد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي تحقيق أي اختراق، معتبرا أن روسيا لا تأخذ المباحثات «على محمل الجد». ورأى أن الوفد الذي أرسلته موسكو «صوري»، لتردّ عليه الأخيرة بوصفه بـ«المهرّج» و«الفاشل». لكن موسكو أرسلت وفدا يتقدمه المستشار الرئاسي الروسي فلاديمير ميدينسكي المعروف بمواقفه القومية المتشددة، والذي سبق له أن قاد مباحثات ربيع 2022.

 

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) يلتقي رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي في إسطنبول (رويترز)

وزير الخارجية التركي هاكان فيدان (يمين) يلتقي رئيس وفد التفاوض الروسي فلاديمير ميدينسكي في إسطنبول (رويترز)

في المقابل، يترأس الوفد الأوكراني وزير الدفاع رستم عمروف. وكان بوتين دعا في نهاية الأسبوع المنصرم إلى مباحثات مباشرة مع الجانب الأوكراني في تركيا، وحدد له موعدا في 15 مايو (أيار). وأبدى زيلينسكي تجاوبا، لكنه طلب من بوتين أن يحضر «شخصيا» إلى إسطنبول للقائه.

 

مسارات مختلفة

ويسعى ترمب منذ عودته إلى البيت الأبيض في يناير (كانون الثاني)، إلى الدفع نحو تسوية للحرب، بعدما تعهد خلال حملته الانتخابية بأن يضع حدا لها «خلال 24 ساعة». ولم يستبعد الرئيس الأميركي الذي يختتم الجمعة جولته الخليجية التي شملت السعودية وقطر والإمارات، السفر إلى تركيا في حال تحقيق تقدم في المباحثات الروسية الأوكرانية. وقال المستشار الروسي ميدينسكي إنه سيكون بانتظار الوفد الأوكراني صباح الجمعة. وأوضح خلال مؤتمر صحافي في إسطنبول الخميس: «غدا صباحا، واعتبارا من العاشرة تحديدا سنكون بانتظار حضور الجانب الأوكراني إلى الاجتماع». وكان ميدينسكي أشار في وقت سابق إلى أنّ بلاده تعتبر أنّ المحادثات الجديدة تشكّل «امتدادا» للمفاوضات الثنائية المتعثّرة التي جرت في عام 2022. لكنّه أكد الاستعداد لـ«تسويات محتملة»، من دون إضافة تفاصيل بهذا الشأن. وقال إنّ الوفد الذي يرأسه مُنح «جميع الصلاحيات» لاتخاذ قرارات، وهو ما شكّك فيه زيلينسكي في وقت سابق.

 

 

 

وكان الرئيس الأوكراني التقى في أنقرة الخميس نظيره التركي رجب طيب إردوغان، وقال عقب ذلك إن روسيا لا تأخذ المباحثات على محمل الجد، مؤكدا أنه بعث بوفد رفيع المستوى إلى إسطنبول «احتراما» لترمب وإردوغان. وأكد زيلينسكي أنّه لا يزال «مستعدا» لإجراء «محادثات مباشرة» مع بوتين.

 

 

 

 

قمة أوروبية في ألبانيا

وقبيل المباحثات، شدد رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر على ضرورة أن تدفع روسيا «ثمن تفادي السلام»، وذلك عشية حضوره اجتماعا للجماعة السياسية الأوروبية تستضيفه ألبانيا.

 

وتضم هذه المجموعة الدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي و20 دولة أخرى، وأسست في عام 2022 بمبادرة من الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون ردا على الغزو الروسي لأوكرانيا. وينضم إلى ماكرون وستارمر في ألبانيا، المستشار الألماني فريدريش ميرتس والأمين العام لحلف شمال الأطلسي مارك روته ورئيسة المفوضية الأوروبية أورسولا فون دير لاين وغيرهم.

 

وكانت كييف والدول الأوروبية الحليفة لها دعت روسيا الأسبوع الماضي إلى الموافقة على وقف غير مشروط لإطلاق النار مدته 30 يوما قبل أي مفاوضات، وهو طرح لم يلق آذانا مصغية في روسيا.

 

وما زال البلدان متمسّكين بمطالب يصعب التوفيق بينها. وتطالب روسيا أوكرانيا بعدم الانضمام إلى حلف شمال الأطلسي (ناتو) وتصر على الاحتفاظ بالأراضي الأوكرانية التي ضمتها، فيما تعتبر كييف مدعومة من حلفائها، هذه الشروط غير مقبولة. في المقابل، تريد أوكرانيا «ضمانات أمنية» غربية متينة لتجنب أي هجوم روسي جديد وأن ينسحب الجيش الروسي الذي يسيطر على حوالي 20 في المائة من مساحة البلاد، كليا من أراضيها، رغم أن زيلينسكي أقر في مراحل سابقة بأن بلاده قد تضطر للعمل على استعادة بعض أراضيها بالوسائل الدبلوماسية.

 

ميدانيا، تتواصل الأعمال الحربية بين الطرفين. وأفادت السلطات الأوكرانية بمقتل امرأة في قصف روسي طال بلدة كوبيانسك، وأخرى في الخمسينات في منطقة دنيبرو. من جهتها، أعلنت روسيا إسقاط 65 مسيّرة أطلقتها أوكرانيا خلال الليل.

 

 

أخبار سوريا الوطن١-وكالات-الشرق الأوسط

x

‎قد يُعجبك أيضاً

في ما وراء غياب «عقيدة بيغن» | أميركا – إيران: الخيار العسكري لا يزال بعيداً

  علي حيدر     تكاد المفاوضات النووية مع إيران، تمثّل العنوان الأبرز لتحديد مسارات المنطقة، وسط تشابك لافت بين العوامل الدافعة وتلك المعرقِلة، والتي ...