| غسان خيو
انطلقت اليوم فعاليات مهرجان سلطان باشا الأطرش الثقافي الثامن الذي تنظمه وزارة الثقافة ومديريتها بالسويداء، تقديراً لبطولات المجاهد الكبير ورفاقه على امتداد الوطن الذين صنعوا بتضحياتهم وبطولاتهم مجد الجلاء.
واستهلت الفعاليات بوضع إكليل من الزهر على ضريح القائد العام للثورة السورية الكبرى سلطان باشا الأطرش، في صرح شهداء الثورة في بلدة القريا، وقراءة الفاتحة على روحه الطاهرة.
وتضمن حفل الافتتاح تقديم لوحات فنية فلكلورية قدمتها فرقة اتحاد شبيبة الثورة بالسويداء، أمام صرح الثورة، جسدت أصالة بعض العادات والتقاليد والمبادئ والمواقف الوطنية والاستعداد لبذل التضحيات دفاعا عن الوطن والأرض.
وانسجاماً مع الرسالة الفكرية والحضارية للمهرجان والحرص في كل دورة من دوراته على تكريم شخصية من شخصيات الثورة السورية الكبرى وبطل من أبطال تلك المرحلة المشرفة من تاريخ البلاد، تم تقديم درع المهرجان التذكاري لأسرة المجاهد قاسم أبو خير أحد أركان الثورة السورية الكبرى، تكريماً وتقديراً لنضاله وكفاحه وتاريخه الوطني وبطولاته في معارك الثورة السورية الكبرى ضد المستعمر الفرنسي.
وفي كلمة خلال حفل افتتاح المهرجان قالت وزيرة الثقافة الدكتورة لبانة مشوح: “نلتقي اليوم على هذه الأرض الطيبة أرض القريا التي احتضنت المجاهد الكبير سلطان باشا الأطرش، والتي انطلقت منها ثورة جبل العرب الأشم والثورة السورية الكبرى ضد الانتداب وممارساته البغيضة، نصرة لكل سورية بكل طوائفها وفئاتها”.
وأضافت: “نحتفل بمهرجان ثقافي عمّد باسم هذا المجاهد العظيم، تخليداً لبطولاته، وتذكيراً بالقيم الوطنية التي قضى مدافعاً عنها من أجل حرية سورية أرضاً وشعباً وهوية وطنية وانتماء عربياً”.
وأشارت الدكتورة مشوح إلى أن هذا المهرجان الثقافي يتزامن واحتفالنا بجميع الشهداء الذي آثروا بذل أرواحهم فداء للوطن، ليبقى قوياً عزيزاً موحداً.
وختمت الوزيرة مشوح كلمتها بتوجيه التحية لأهالي السويداء، أهل الثقافة ورعاة الفكر والأدب والذواقين للفنون على اختلاف أنواعها.
وفي كلمة أسرة المجاهد سلطان باشا الأطرش أشار حفيده المهندس ثائر الأطرش إلى أن المهرجان محطة مهمة لاستلهام العبر والمعاني والقيم النضالية والتحررية والوطنية لوضعها أمام الأجيال في الحاضر والمستقبل، والتي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه عبر كفاحهم الطويل في التمسك بمبادئهم ومواقفهم النضالية من أجل استقلال بلدنا والحفاظ على وحدته وكرامة شعبه، ورفض كل المغريات والمساومة عليه مهما اشتدت الظروف.
وفي كلمة لابنة المجاهد قاسم أبو خير بعد تسلمها درع المهرجان التذكاري سمرة أبو خير لفتت إلى أن والدها كان أحد أركان الثورة السورية الكبرى وشارك في معظم معاركها، حيث وضع مع رفاقه الميامين أرواحهم فداء للوطن، وظلوا راسخين على وطنيتهم وعزتهم وعروبتهم حتى آخر نفس فيهم، معربة عن شكر وتقدير أسرتها لوزارة الثقافة والقائمين على المهرجان على هذه اللفتة الكريمة.
بدورها أشارت مديرة الثقافة بالسويداء ليلى أبو فخر إلى أن المهرجان يأتي للإضاءة على القيم الفكرية والنضالية النبيلة والمفاهيم الوطنية الجامعة التي جسدها المجاهد الكبير ورفاقه، ووحدت جبهات المواجهة السياسية والعسكرية والفكرية والاجتماعية، وسمت بالأهداف بعيداً إلى حد تجاوز كل الانتماءات والاعتبارات الثانوية نحو رحاب وطن حر موحد، وهو ما تابعه الأحفاد اليوم في مجابهة الهجمة الفكرية الظلامية التي حاولت استهداف ثقافتنا وتراثنا ورسالتنا الحضارية الإنسانية بالجوهر والعمق.
وعقب ذلك افتتحت وزيرة الثقافة معرضاً للوثيقة التاريخية في قصر الثقافة، من إعداد وتنظيم الباحث كمال الشوفاني وإشراف بيت الوثيقة التاريخية في مديرية الثقافة بالسويداء، يضم نحو 70 وثيقة ورسالة كانت تعود للمجاهد قاسم أبو خير وتؤرخ لمرحلة الثورة السورية الكبرى، ومنفى الثوار إلى وادي السرحان وللفترة ما بين 1937 و 1946 والعهد الوطني، إضافة إلى وثائق تتعلق بالمجاهد ورفاقه وأخرى خاصة تتعلق بمعاملات من إيصالات وحجج بيع وشراء وتقسيم أراض أصبحت وثائق تراثية.
كما تم افتتاح معرض من ذاكرة الثورة بين عامي 1920 و 1939 المستند إلى موسوعة تاريخية وثقافية صادرة عن مركز سميح متعب الجباعي للثقافة والتنمية والفنون ومن إعداد المهتم بالتوثيق رياض نعيم، ويضم نحو 200 لوحة وثائقية تبرز صوراً ورسائل وصحفا تتعلق بالثورة السورية الكبرى ومجاهديها.
وتتضمن فعاليات المهرجان على مدى ثلاثة أيام معارض فنية وتوثيقية وندوات تاريخية وفكرية وتراثية وأمسيات شعرية وقصصية وفنية وموسيقية، تتوزع بين المراكز والنوافذ الثقافية في كل من السويداء وشهبا و صلخد والكفر والمزرعة والقريا.