الرئيسية » الأخبار المحلية » «انفصال» السويداء: وصلت الرسالة الأردنية!

«انفصال» السويداء: وصلت الرسالة الأردنية!

| فراس الشوفي

ليس سرّاً ما تنشره صحافة العدوّ هذه الأيام عن الدور القذر للملك الأردني، الراحل الحسين بن طلال، في حرب أكتوبر 1973، تجاه سوريا تحديداً. فقبل الكشف عن الوثائق الجديدة حول وشاية الحسين بالخطط السورية على جبهة الجولان، كان سبق للحسين أن اعترف بلقائه غولدا مائير وبتحذيرها من الهجوم السوري ـ المصري، مجاهراً بذلك في إحدى مقابلاته التلفزيونية.

الظاهر، منذ عام 2011، على الأقلّ، أن الحسين، أورث أدواره لابنه الملك الحالي عبدالله، الذي ينعقد الأمل عليه، بأن لا ينقل حقد الهاشميين على دمشق، لابنه ولي العهد الحسين بن عبدالله. حتى لا يكون الضرب في الخاصرة السورية من الجبهة الأردنية، قد انتقل أباً عن جدّ… أمام التاريخ.
لم يكتفِ النظام الأردني بالانخراط في أكبر مؤامرة تستهدف سوريا، دولة وشعباً وجغرافيا ومعنىً إنسانياً وحضاريّاً. مراجعة أحداث السنوات الماضية، من زاوية المساهمة الأردنية في الحرب ضد الشعب السوري، تكشف «المغامرة الشاميّة» للملك عبدالله، بمصير السوريين والأردنيين وغيرهم. جريمة، ستترك آثارها لقرون على منطقة الهلال الخصيب، وترخي سواداً يُعتم الإشعاع الدافق منذ الإنسان الأول، من هذه البقعة في العالم.

لم يرتوِ النظام الأردني من دماء السوريين، ولا من الأنين تحت الخيام، ودويّ الموت، فوق الحرب والاحتلال والتقسيم والحصار. وها هي المغامرة الأردنية تعود من جبل حوران، درع دمشق الجنوبي. لكنّ الضحايا الأبرز هذه المرّة، هم سكّان السويداء، وغالبيتهم من الدروز، التي تنتشر فوق أربعة جبال استراتيجية، من حوران إلى جبل الشيخ إلى الكرمل وجبل لبنان.
تماماً كأي محافظة سورية أخرى، تعوز السويداء الموارد بكل أشكالها وتشتكي من الفساد الرسمي والحلول الأمنية، ومن فوضى السلاح ومن العصابات والمهرّبين والمحتكرين وتجار السوق السوداء، من أبناء المحافظة نفسها. وكلّ هذا سببه الحرب على سوريا التي أضعفت الدولة وأفرزت الفوضى، ومن الحصار الأميركي ـ الغربي ـ العربي الذي يمنع الدولة عن «أخذ النفس».
لكنّ البعض في المحافظة، من معارضة تقليدية إلى جماعات مسلّحة، يحمل مطالب سياسيّة أخرى، كالقرار 2254 و«الانفصال». والبعض في السويداء أصابه اليأس، مثل ملايين السوريين هذه الأيام، فهتف مع الهاتفين تعبيراً عن حنقٍ وغضب خلال الأسابيع الثلاثة الماضية.
لكنّ الصدفة، لا تجمع بعض رجال الدين المقرّبين تاريخياً من الأردن، وبعض المهرّبين المقرّبين من الأردن، وبعض الذين تدرّبوا عند أجهزة الأمن الأردنية في دورات عام 2016 وبعض المعارضين المقرّبين من الأردن. ومشكلة النظام الأردني، أنه لا يريد تحمّل أي مسؤولية عمّا اقترف بحقّ سوريا، وبات الأردنيون اليوم يدفعون ثمن خطاياه، من عبء اللجوء وتهريب المخدّرات والفوضى الأمنية والظروف الاقتصادية، بتأثير مباشر من الحرب السورية.

يُذكّر النظام الأردني، دمشق، بقدرته على توريط الدروز السوريين في مشروع هدم الدولة التي ساهموا بتأسيسها واستقلالها، وتقسيم بلادهم من أجل مصالح غيرهم. والذريعة، عدم تعاون دمشق في وقف تهريب الكبتاغون وضبط الحدود وإخراج المجموعات المقرّبة من إيران خارج الجنوب السوري. فيما يستمر الأردن في توفير الظروف التي تمنع الدولة السورية من استعادة نفوذها الكامل.
لكنّ المشكلة العميقة، عند الملك عبدالله، تكمن في الدور الذي باتت تلعبه الجبهة السورية، في تأمين الدعم اللوجستي للضّفة الغربية المحتلّة، والأمل الذي تعيده للفلسطينيين بقدرتهم على إمداد مقاومتهم بالسلاح والمعرفة. بائساً، يربط النظام الأردني نفسه بوجود دولة الاحتلال، حين لم تترك «التفاهمات الإبراهيمية»، إلّا الفتات، للذين استسلموا باكراً.
يستقوي الأردن على سوريا من السويداء، ناسياً حكومة بنيامين نتنياهو، ومشروع «الوطن البديل» الذي بدأت خطواته التنفيذية عبر القضم والتهجير من الضفة. بينما كان عليه غضّ الطرف عن الفلسطينيين لكي يتسلّحوا ويخوضوا حربهم وحرب الأردن، عساهم أن يقاتلوا في الضفة الغربية المستوطنين والجنود، بدل أن يقاتلوهم غداً فوق الهضبة الأردنية.
يحاول أعداء دمشق إفقادها انتصارها السياسي والمعنوي، ومنعها من تحقيق استقرار مادي بعد العودة إلى الجامعة العربية واعتراف العالم بالأمر الواقع. فإذا كان لا بدّ من عودة دمشق، فلتعد ضعيفة، ويساعدهم الأردن على ذلك عبر الضغط على أطرافها… عمليا، وصلت الرسالة الأردنية!

 

سيرياهوم نيوز3 – الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

سورية تدين الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على تدمر وتؤكد انه يعكس الإجرام الصهيوني المستمر في المنطقة

أدانت سورية بأشد العبارات الاعتداء الإسرائيلي الوحشي على مدينة تدمر، وأكدت أنه يعكس الإجرام الصهيوني المستمر بحق دول المنطقة وشعوبها. وقالت وزارة الخارجية والمغتربين في بيان ...