تشهد محافظة مأرب انقلاباً حقيقياً على السعودية، التي لم تَعُد أدواتها القديمة في ابتياع الولاءات فاعلة، بعد ستّ سنوات من سيطرة الميليشيات الموالية لها على المحافظة. واحدةً تلو أخرى، تنضمّ القبائل إلى «اتفاقيات السلام» المعقودة مع صنعاء، من أجل تجنيب مناطقها القتال. اتفاقيات لا تني الرياض تفعل كلّ ما في وسعها من أجل إبطالها، من دون أن تفلح في ذلك، وهو ما يُمثّل صدمة كبيرة لها بالنظر إلى تجذّر أدواتها وتقادمها في مأرب، والعلاقات التاريخية التي تجمعها بوجوهها
ليست تجربة صنعاء في إزالة الحواجز بينها وبين قبائل مأرب جديدة
إزاء ذلك، يُتوقّع نجاح صنعاء في قلب الطاولة على «التحالف» وحكومة هادي من الداخل، خصوصاً أن استجابة قبائل مأرب لنداءات «الإنقاذ» لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة لأخطاء تراكمية ارتكبها حزب «الإصلاح» (الإخوان) ضدّ القبائل على مدى ستّ سنوات، حيث سيطر بالقوة على إيرادات المحافظة وثرواتها، وحاول إخضاع منطقة لم يسبق لها أن خضعت لأيّ سلطات مركزية أو محلية على مدى العقود الماضية. ومن هنا، يُستبعد أن تُجدي التهديدات والإغراءات السعودية للقبائل المتعاونة مع «أنصار الله» نفعاً، لكون ميليشيات «الإصلاح» ارتكبت أبشع الجرائم بحق القبائل خلال السنوات الثلاث الماضية، فداهمت منازل «الأشراف» مطلع العام 2019 بالدبابات، وقصفت المزارع، وأحرقت المنازل، وأبادت العام الماضي أسرة آل سبيعيان، وقاتلت آل حتيك وآل شبوان وآل جلال وآل مثنى وقبائل أخرى تنحدر من «عبيدة» التي تسيطر على النصف الشرقي بأكمله من المحافظة.
وكان «التحالف» رفع، أخيراً، مستوى تهديداته للقبائل المتعاونة مع قوات صنعاء، وشدّد ضغوطه على أخرى يُعدّ زعماؤها موالين له لإجبارهم على نقض الاتفاقيات المبرَمة مع الجيش و»اللجان». كذلك، وجّهت قيادة قوات هادي، عناصرها، بعدم الالتزام بأيّ اتفاقيات من هذا النوع. وبعد أيام من تعمُّدها إفشال اتفاق جديد أُبرم مع شيخ منطقة الزور، محمد علي طعيمان، شرق جبهة صرواح، شنّت طائرات العدوان عشرات الغارات على المنطقة، وحَوّلها إلى ساحة حرب استمرّت لعدّة أيام إثر اقتحام قوات هادي أطرافها، قبل أن تنتهي المواجهات بسيطرة الجيش و»اللجان» عليها. وتحت ضغوط سعودية أيضاً، نقضت قوات هادي اتفاقاً قبلياً ساري التنفيذ منذ سنوات بين صنعاء وقبائل بني ضبيان وخولان، لتحييد مناطق واسعة ممتدّة من خولان غرب العاصمة صنعاء، وصولاً إلى مناطق شرق صرواح. ووفقاً لمصدر قبلي، فإن قوات هادي اخترقت، مساء السبت، بإسناد جوي سعودي، اتفاق السلام في منطقة الراك شرق صرواح، مُحاوِلةً فتح جبهة جديدة ممتدّة من شرق صرواح إلى غرب صنعاء، وساعيةً في السيطرة على آخر منطقتين في وادي ذنة وحصن مطول والراك التي توجد فيها المئات من الأسر النازحة، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استمرّت لساعات، وانتهت بسقوط المنطقة تحت سيطرة قوات صنعاء.
وتعكس محاولات السعودية وقوات هادي إفشال أيّ اتفاقيات تُبرَم في مأرب، مخاوفها من انقلاب القبائل المفاجئ ضدّها، وفشل سياسة الإغراء والاحتواء التي استخدمتها في أوساط «عبيدة» و»مراد» خلال الفترة الماضية، وانقسام القبائل التي قاتلت في صفوف قوات هادي بدعم سعودي مباشر، من جرّاء مصادرة 120 مليون ريال سعودي سَلّمتها الرياض لعدد من المشائخ الموالين لها في مأرب لتحريك جبهة مراد، ولم تُصرَف للمقاتلين القبليين أواخر العام الماضي، إضافة إلى اتهام القبائل، «الإصلاح» والسعودية، بتصفية أبنائها بغارات صديقة بشكل متعمّد، بعد تكرارها خلال الأشهر الماضية ضدّ مواقع كانت تحت سيطرة مسلّحين قبليين.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)
تشهد محافظة مأرب انقلاباً حقيقياً على السعودية، التي لم تَعُد أدواتها القديمة في ابتياع الولاءات فاعلة، بعد ستّ سنوات من سيطرة الميليشيات الموالية لها على المحافظة. واحدةً تلو أخرى، تنضمّ القبائل إلى «اتفاقيات السلام» المعقودة مع صنعاء، من أجل تجنيب مناطقها القتال. اتفاقيات لا تني الرياض تفعل كلّ ما في وسعها من أجل إبطالها، من دون أن تفلح في ذلك، وهو ما يُمثّل صدمة كبيرة لها بالنظر إلى تجذّر أدواتها وتقادمها في مأرب، والعلاقات التاريخية التي تجمعها بوجوهها
ليست تجربة صنعاء في إزالة الحواجز بينها وبين قبائل مأرب جديدة
إزاء ذلك، يُتوقّع نجاح صنعاء في قلب الطاولة على «التحالف» وحكومة هادي من الداخل، خصوصاً أن استجابة قبائل مأرب لنداءات «الإنقاذ» لم تأتِ من فراغ، بل نتيجة لأخطاء تراكمية ارتكبها حزب «الإصلاح» (الإخوان) ضدّ القبائل على مدى ستّ سنوات، حيث سيطر بالقوة على إيرادات المحافظة وثرواتها، وحاول إخضاع منطقة لم يسبق لها أن خضعت لأيّ سلطات مركزية أو محلية على مدى العقود الماضية. ومن هنا، يُستبعد أن تُجدي التهديدات والإغراءات السعودية للقبائل المتعاونة مع «أنصار الله» نفعاً، لكون ميليشيات «الإصلاح» ارتكبت أبشع الجرائم بحق القبائل خلال السنوات الثلاث الماضية، فداهمت منازل «الأشراف» مطلع العام 2019 بالدبابات، وقصفت المزارع، وأحرقت المنازل، وأبادت العام الماضي أسرة آل سبيعيان، وقاتلت آل حتيك وآل شبوان وآل جلال وآل مثنى وقبائل أخرى تنحدر من «عبيدة» التي تسيطر على النصف الشرقي بأكمله من المحافظة.
وكان «التحالف» رفع، أخيراً، مستوى تهديداته للقبائل المتعاونة مع قوات صنعاء، وشدّد ضغوطه على أخرى يُعدّ زعماؤها موالين له لإجبارهم على نقض الاتفاقيات المبرَمة مع الجيش و»اللجان». كذلك، وجّهت قيادة قوات هادي، عناصرها، بعدم الالتزام بأيّ اتفاقيات من هذا النوع. وبعد أيام من تعمُّدها إفشال اتفاق جديد أُبرم مع شيخ منطقة الزور، محمد علي طعيمان، شرق جبهة صرواح، شنّت طائرات العدوان عشرات الغارات على المنطقة، وحَوّلها إلى ساحة حرب استمرّت لعدّة أيام إثر اقتحام قوات هادي أطرافها، قبل أن تنتهي المواجهات بسيطرة الجيش و»اللجان» عليها. وتحت ضغوط سعودية أيضاً، نقضت قوات هادي اتفاقاً قبلياً ساري التنفيذ منذ سنوات بين صنعاء وقبائل بني ضبيان وخولان، لتحييد مناطق واسعة ممتدّة من خولان غرب العاصمة صنعاء، وصولاً إلى مناطق شرق صرواح. ووفقاً لمصدر قبلي، فإن قوات هادي اخترقت، مساء السبت، بإسناد جوي سعودي، اتفاق السلام في منطقة الراك شرق صرواح، مُحاوِلةً فتح جبهة جديدة ممتدّة من شرق صرواح إلى غرب صنعاء، وساعيةً في السيطرة على آخر منطقتين في وادي ذنة وحصن مطول والراك التي توجد فيها المئات من الأسر النازحة، ما أدّى إلى اندلاع مواجهات عنيفة استمرّت لساعات، وانتهت بسقوط المنطقة تحت سيطرة قوات صنعاء.
وتعكس محاولات السعودية وقوات هادي إفشال أيّ اتفاقيات تُبرَم في مأرب، مخاوفها من انقلاب القبائل المفاجئ ضدّها، وفشل سياسة الإغراء والاحتواء التي استخدمتها في أوساط «عبيدة» و»مراد» خلال الفترة الماضية، وانقسام القبائل التي قاتلت في صفوف قوات هادي بدعم سعودي مباشر، من جرّاء مصادرة 120 مليون ريال سعودي سَلّمتها الرياض لعدد من المشائخ الموالين لها في مأرب لتحريك جبهة مراد، ولم تُصرَف للمقاتلين القبليين أواخر العام الماضي، إضافة إلى اتهام القبائل، «الإصلاح» والسعودية، بتصفية أبنائها بغارات صديقة بشكل متعمّد، بعد تكرارها خلال الأشهر الماضية ضدّ مواقع كانت تحت سيطرة مسلّحين قبليين.
(سيرياهوم نيوز-الاخبار)