آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » بأمر أمريكي..!!

بأمر أمريكي..!!

 

علي عبود

كشفت عملية انتخاب الجنرال جوزاف عون رئيسا جديدا للبنان الإنتهاك الفج والسافر لسيادته على مرأى وسائل الإعلام العالمية والإقليمية والمحلية!
ولم نتفاجأ بما حدث، فكل رؤساء لبنان منذ حقبتي الإنتداب و“الإستقلال” كان بأوامر الخارج، لكن الراعي الفرنسي “الأم الحنون” كان يضغط على النواب سرا لانتخاب رؤساء لبنان، في حين يفعلها “الأمريكي” علنا، بل وشكّل لجنة خماسية لممارسة الضغوط وتحديدا على قيادات الأحزاب التي ترفع شعار “السيادة” على مدار الساعة، وتُروج لمزاعم رفضها لتدخل الخارج في شؤون لبنان!
وكان لافتا جدا توزع سفراء “الخماسية” على المقاعد الأمامية في مجلس النواب يُراقبون من كل الجهات حصيلة ضغوطهم، ويشرفون على مدى التزام النواب بالتصويت للمرشح “عون” الذي أمرت واشنطن بانتخابه رئيسا للبنان!
هذا ماحصل أمام الكاميرات: جلست السفيرة الأميركية ليزا جونسون، وإلى جانبها السفيران المصري علاء موسى والفرنسي هيرفيه ماغرو، وفي جهة أخرى جلس السفير السعودي وليد البخاري وخلفه في المقعد الآخر جلس السفير القطري سعود آل ثاني. وعلى صف آخر “تربّع” المبعوث الفرنسي جان إيف لودريان، وتولّوا جميعهم “حراسة” الاتفاق المُسبق الذي عبّد الطريق لقائد الجيش جوزاف عون و“عيّنه” رئيساً قبل تصويت النواب له بالإقتراع “السري” في انتهاك سافر للدستور!
ولكي تكتمل مسرحية (انتهاك السيادة) فقد تُوّجت نهايتها “السعيدة” جدا باتصال هاتفي للرئيس الأمريكي جو بايدن بالجنرال عون، وربما قال له مهنئا: “أنبسط”.. هاقد أصبحت رجلنا” في لبنان!!
وهذا ماكشفته سريعا السفيرة الأميركية في بيروت بأنها “سعيدة للغاية” بانتخاب جوزيف عون رئيساً!!
ولم يخجل حتى رئيس “القوات اللبنانية” سمير جعجع من الإنصياع للأمر الأمريكي قبل ساعات من “مسرحية” إنتخاب عون، فبعدما روّج خلال أسابيع بأنه “الأحقّ” برئاسة لبنان قام “بأمر أمريكي” بعقد اجتماع لنواب المعارضة في مقره المحصّن في معراب ليعلنوا في ختامه إن عون هو الأنسب ليكون رئيسا للبنان!
ولعل جعجع كان يراهن على قدرة التيار الوطني الحر على إفشال النصاب في جلسة الإنتخاب التي تحتاج لأكثر من ثلثي النواب لقطع الطريق أمام انتخاب عون، وبالتالي التسويق مجددا أنه الأحقّ بنيل لقب “رئيس لبنان”، لكنه كان يعلم جيدا بأن الأمر الأمريكي المغلّف بقرار اللجنة الخماسية واضح ومباشر: اخترنا لكم الجنرال جوزاف عون رئيسا للبنان!
كان واضحا جدا بأن الأمر الأمريكي أصبح نافذا وواجب التنفيذ ليل الأربعاء قبل ساعات من انعقاد جلسة الإنتخاب وبأن لبنان سيكون له يوم الخميس 9/1/2025 رئيس جديد هو العماد عون، وكل الإجتماعات للكتل اللبنانية، واعتراض بعضها ، باستثناء موقف التيار الحر، لم يكن سوى مسرحية هزلية!
أكثر من ذلك، كان يُمكن لرئيس التيار جبران باسيل أن “يقلب الطاولة” ويتمرّد على الأمر الأمريكي، لو سار مع “الثنائي الشيعي” بتأمين الأصوات الكافية لانتخاب سليمان فرنجية، لكنه لم يفعلها لأسباب كيدية ومصلحية، وسيكون الخاسر الأكبر والوحيد خلال عهد رئاسة الجنرال جوزاف عون!
وما يؤكد أن غالبية النواب وأبرزهم “السياديين”، ـ باستثناء خمسة نواب ـ ، انصاعوا للأمر الأمريكي.. أن فريق عون أعدّ مسبقا خطاب القسم وطبع عشرات الآلاف من الصور واللافتات لتعلق في كل لبنان فور الإعلان عن فوزه بلقب رئيس لبنان الجديد.
الخلاصة: ممثلو الخماسية كانوا صارمين جدا خلال اجتماعهم مع الكتل النيابية ومع التغيريين والسياديين وقالوا لهم بلهجة خلت من أيّ دبلوماسية: انتخبوا عون وإلّا..!!
وقد ترجم هذه الـ (إلّا) الموفد الأميركي عاموس هوكشتين فقد هدد كل من اجتمع بهم: سيدفع المتمردون على الأمر الأمريكي ثمن مواقفهم ولن ينال لبنان أيّ مساعدة دولية!!
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الاحد الرابع بعد التغيير

    د.جورج جبور     . *تزداد ببطء نسبة التفاؤل.* . *أعدد الآن ثلاثة مظاهر.*   1- *يزورنا عرب واجانب.*   2- *تتعرف على ...