آخر الأخبار
الرئيسية » يومياً ... 100% » بأي آلاء الحق تكذبون؟ …

بأي آلاء الحق تكذبون؟ …

 

بقلم: د. حسن أحمد حسن

غريبٌ أمرُ الردَّاحين الذين من كل حدب وصوب يتقاطرون… يتقاسمون ما أُمْلِيَ عليهم من مصطلحات هجينة مشبوهة ومشوهة ما أنزل الله بها من سلطان، ولا تمت للعقل والمنطق بصلة، ومع ذلك يتهافتون عليها، وبتسويقها يتفاخرون ويتسابقون، وكأنهم صُمٌّ بكمٌ عميٌ فهم لا يعقلون…
يا أيها السادرون بغيّهم.. الخاضعون بطبعهم… الخانعون القانطون اليائسون المأزومون كأسيادهم… المروجّون لسرديات أولياء نعمتهم بلا وازع من ضمير، ولا حساب لبقية من أخلاق، ولا لأعراف أو قيم مجتمعية وإنسانية تفرض قول كلمة الحق، أو التزام الصمت في أسوأ الأحوال..
ينسون أو يتناسون أن الذلة التي ضربت على وجوه أسيادهم لا يمكن تغطيتها ولا إخفاء معالمها بسردية خاوية الأركان.. مهيضة الجناح، مهزوزة البنيان… لا يستقيم بقبولها عقل ولا لسان، ولا تصلح حتى للوضع في الميزان، ومع ذلك سبقوا الصهاينة والأمريكان، وادعوا ما لم تنبس به شفة كيان العدوان الذي أصابه الهلع والاضطراب والهذيان، وذاق طعم الخذلان، فابتلع مرارة الهزيمة مرغماً مرتعش اليد مضطرب الجنان، وقالتها تل أبيب بالفم الملآن: ها قد رجحت كفة الميزان لصالح إيران، وكل من في “إسرائيل” مأزوم ومهان.. خائف ومرعوب من مستقبل في طي المجهول والكتمان، ولم يعد يفيدهم دعم الأطلسي ولا سرديات الزور والبهتان…فبأي آلاء الحق تكذبون أيها الحمقى!…
يدرك كل متابع منصف أن فورتكم جاءت بعد الصفعة التي تلقاها الكيان، فانبرت مجموعة الصبيان، وشمرت عن سواعدها الغلمان، وتسابقت الصيصان والغربان والغواني والخصيان… تسابق الجميع وتباروا في نزع الأقنعة والكشف عن السوءات والسيقان، وتنازعوا في الرهان: من يستطع أكثر تعديل الرجحان في كفة الميزان، وتسخيف ما تحقق في الميدان فقالوا بكل صفاقة: ما حدث مسرحية أخرجتها إيران، ولا نتائج ترجى، فبيضة القبان ما تزال وستبقى بيد الأمريكان…
تباً لكم أيها الأوغاد المأجورون، أفليس لكم عيون بها تبصرون، وآذان بها تسمعون، وعقول بها تعقلون، وأفئدة بها تسترشدون.. تباً لكم فبأي آلاء الحق تكذبون؟ … لقد صحصح الحق.. وشقشق الفجر، وتنفس الصبح وقطعت الصواريخ والمسيرات الإيرانية مسافة أكثر من ألف كيلو متر وأنتم غافلون نائمون غائبون مغيبون… الصواريخ البالستية ضربت القاعدة العسكرية التي انطلقت منها طائرات “إف 16” التي ضربت القنصلية الإيرانية في دمشق، ودكت المركز الاستخباراتي والاستطلاعي في الجولان، وأرغمت نتنياهو ومجلس الحرب المصغر على عقد اجتماعاتهم في باطن الأرض، وألزمت المستوطنين في جميع أنحاء الكيان على التواري في غرفهم المحصنة، وهم يصرخون ويستغيثون ويبكون ويندبون… فبأي آلاء الحق تكذّبون، وتسخرون وأنتم الأدنون، وأسيادكم يقرون بأن المقاومين هم الأعلون وهم الفائزون القادرون الواثقون الغالبون، فبأي آلاء الحق تكذبون؟ …
بأي آلاء الحق تكذبون … تستسخفون وتقللون من عظمة ما فرضته إيران في ساحة الميدان، وشهد به الثقلان، ولم يعد هناك كفتان ولا ميزان إلا وفق ما يريده الأبطال الشجعان الذين قالوا كلمتهم وتركوا بصمتهم في الزمان والمكان…كفاكم نفاقاً ودجلاً وضحكاً على أنفسكم أيها الخصيان… وأسالوا أسيادكم ينبئوكم بلا ترجمان أن المعادلات تغيرت، وقواعد الاشتباك يفرضها أصحاب الحق لا أتباع الشيطان.. فللحق رجال إذا قالوا صدقوا.. وإن قرروا فعلوا.. وإن وثبوا غلبوا.. وإن صبروا ظفروا…. وإن كبَّروا انتصروا.. فماذا أنتم فاعلون يا أبواق الزيف والكذب الصراح؟ … وكيف لكم أن تُنْسُوا الكون انطلاقة فيض البركان من طهران عبر صواريخ ومسيرات وقودها إرادة أصلب من الصوان، فبأي آلاء الحق تكذبون فتهذون وتنكرون الحقيقة الواضحة وضوح الشمس في رابعة النهار لتثبتوا أنكم فعلاً الهمج الرعاع أتباع كل ناعق ممن لم يستضيؤوا بنور الحكمة، ولم يلجؤوا إلى ركن وثيق، بل اتخذوا أهواءهم وشهواتهم القذرة آلهة يقدمون لها القرابين للفوز برضا قتلة الأنبياء وشذاذ الآفاق وهم يتبادلون الأنخاب بجماجم الأطفال والنساء، ويسبحون ببحر من الدماء وكأن شيئاً لم يكن، فكيف تطاوعكم ألسنتكم القذرة على التشدق والتطاول على من أذلوا أسيادكم؟ …
ألا تخجلون من النظر في المرآة إلى وجوهكم الرجسة المكسوة بغبار الذلة والتبعية المقيتة لمن يقتلون أبناء جلدتكم، وينحرون أحلام الطفولة التي لن يكون أبناؤكم بمنأى عن أذاهم وإجرامهم طال الزمن أم قصر، ألا قبحت وجوهكم وألسنتكم وأنفسكم الوضيعة، وهيهات هيهات لأراجيفكم وأباطيلكم وسرديتكم الهزلية والهزيلة أن تقنع من به ذرة من عقل أو وجدان…
عربدوا كما تشاؤون، فالشمس لا تحجب بغربال، ونافقوا وكذّبوا كما يحلو لكم فمحال بالكذب تغيير الحال، ولن تنالوا إلا لعنة التاريخ والأجيال…استمروا ما طاب لكم، فإنكم وأسيادكم خاسرون مهزومون، وإننا باقون نهندس معالم النصر الأكبر مع رجال الله المقاومين في كل مكان، وإننا لمنتصرون، فبأي آلاء الحق تكذبون؟ …
(موقع سيرياهوم نيوز)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الحرب على الوعي والمثقف الوطني المشتبك

  بقلم :د. حسن أحمد حسن   عندما يطوي السوريون تحت أقدامهم ثلاثة عشر عاماً من أقذر حرب عرفتها البشرية، ويفلحون في الحفاظ على كيان ...