آخر الأخبار
الرئيسية » السياحة و التاريخ » “باب شرقي”.. أول أبواب دمشق المستقبِلة للشمس

“باب شرقي”.. أول أبواب دمشق المستقبِلة للشمس

ربط اليونانيون القدماء كل باب من أبواب دمشق السبعة بكوكب من كواكب السماء وكانت صور هذه الكواكب السبعة المنقوشة من الحجر معلّقة فوق كل منها وتبعهم في ذلك الرومان، فخُصص “الباب الشرقي” للشمس، لأن الشمس تشرق عليه قبل غيره من الأبواب، ورُسم فوق قوس تاجه الحجري نقش نافر، عبارة عن صورة لقرص الشمس تنبعث منه أشعة النور، واستمر وجوده طوال القرون الأولى الميلادية، وهو رمز مرتبط بالإله الإغريقي “هيليوس” راكباً على عربة تجرها أربعة خيول وحول رأسه هالة مستديرة تنبعث منها حزم من النور، بحسب قول ابن عساكر في كتابه “تاريخ دمشق”، وكذلك الباحث قتيبة الشهابي عاشق دمشق، غير أن خضوع الباب لعمليات الترميم على مر العصور أخفى معالم ذلك النقش.
وكان يطلق عليه في زمن السلجوقيين والرومان “باب الشمس”، والشمس يمثلها في الإغريقية “هليوس” وهو الإله الأكبر عند اليونان، ويقابله عند الرومان إله الشمس “سول”، وتورد المصادر التاريخية أن قادة الرومان سرعان ما أدركوا أهمية الموقع الاستراتيجي لمدينة دمشق فبنوا سوراً حجرياً أحاط بها بغرض حمايتها والسيطرة على سكانها وتقييد حركتهم دخولاً وخروجاً، وطوّقَ هذا السور الحجري الضخم أرضاً تبلغ مساحتها هكتاراً ونصف الهكتار تقريباً وهي ما تعرف اليوم بدمشق القديمة، وأنشأ الرومان للسور أبواباً يرمز كل منها لعيد من أعياد الهيكل السبعة الرومانية وكانت الأبواب السبعة تشكّل المداخل الوحيدة للمدينة التي توسعت فيما بعد خارج حدود السور الروماني.
هذا وقد بُني الباب الشرقي في عهد الإمبراطور الروماني سبتيموس سيفيروس وابنه كركلا إبان حكمهما للمدينة خلال القرنين الثاني والثالث من الميلاد، وأصبح لدمشق في عهدهما مقومات المدينة، فتشكّلت فيها التجمعات الحضرية والقبلية وانتشرت فيها الأحياء العربية والآرامية والرومانية والنبطية.
واهتم الإمبراطوران الرومانيان بالعمارة والعمران، فاستجلبوا من مُدن الإمبراطورية أمهر البنائين والحرفيين لتشييد أبواب دمشق السبعة وتزيينها، وكان باب شرقي ثمرة هذا المشروع كما يروي خريستوف تيكسيدور في مؤلفه “الحياة الدينية في سوريا قبل الإسلام”. وقد ظلّ هذا الباب محتفظاً بعمرانه وهندسته الرومانية كباقي الأبواب الرومانية الأصلية على السور وذلك بتميزه بأنه يتألف من ثلاثة أروقة مسقوفة تقابلها ثلاثة أبواب، واحد كبير في الوسط واثنان جانبيان أصغر حجماً، وتحملها أعمدة كورنثية الطراز، وكان المدخل الكبير في الوسط مخصصاً للقوافل، أما المدخلان الجانبيان الصغيران فكانا لعبور المارة، كما تميز بانفتاحه على الشارع المستقيم الذي بناه الرومان خلال القرن الأول قبل الميلاد كشارع رئيس في قلب المدينة القديمة ليقسمها إلى قسمين شمالي وجنوبي، ويمتد من باب الجابية غرباً لينتهي عند باب شرقي شرقاً بطول 1500 متر، وليحتل هذا الباب مكانة مميّزة كونه كان ممرّاً للعديد من الشخصيات المؤثرة والأحداث الهامة في تلك المنطقة.
وقد عرف باب شرقي عمليات ترميم لأعمدته وأبوابه على عهد الدولة الزنكية (1127-1250 م) ومنها في عهد نور الدين الزنكي الذي اهتم بأبواب دمشق لغرضين، أولهما حربي دفاعي، فجعل لكل باب مسجداً صغيراً وأقام فوقه منارة بهدف المراقبة من مكان مرتفع إبان الحملات الصليبية، والآخر اقتصادي لتنشيط الحركة التجارية، فأنشأ إلى جانب كل باب طريقاً متعرجاً يتصل بالباب من خارجه وله بوابة ضخمة متينة وسُميَ بـ”الباشورة” لتسهيل حاجات الناس وتسيير شؤون التجار والمشترين.
وقد رمم نور الدين الزنكي “الباب الشرقي” مع بقية أبواب دمشق وسورها وبنى عليه مئذنة ومسجداً صغيراً وأقام أمامه باشورة، ويعتقد أن نور الدين سدَّ الفتحتين الوسطى والجنوبية لأسباب دفاعية، كما رممه الأيوبيون من بعده، وجددت مئذنته في العهد العثماني.

 

 

 

 

اخبار سورية الوطن 2_وكالات _الحرية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

بعد أن انتشرت ظاهرة ممارسة النشاط السياحي من جهات غير مرخّصة ..الوزارة تطلب تشديد الرقابة لمنع وقمع هذه الظاهرة وغرفة سياحة طرطوس تحذّر من ممارسة النشاط السياحي خارج الإطار القانوني

  متابعة:هيثم يحيى محمد ظاهرة ممارسة تمارس النشاط السياحي من قبل جهات غير مرخصة حيث تقوم هذه الجهات بتنظيم رحلات داخلية وخارجية وبيع تذاكر السفر ...