سعاد سليمان
في جلسة أدبية للمجموعة الشعرية – بارقات تومض بالمرايا – للأديب منذر يحيى عيسى رئيس اتحاد الكتاب العرب بطرطوس أقيمت في المركز الثقافي العربي بالمحافظة , و بالتعاون مع فرع اتحاد الكتاب العرب , وبمشاركة الدكتور محمد علي , والأستاذ عصام حسن , وتقديم الأديبة ضحى أحمد , وحضور نخبة من المهتمين بالشأن الثقافي , والأدبي بالمحافظة , وذلك مساء أمس الثلاثاء .
وفي تقديمها للنشاط الأدبي تحدثت الأديبة ضحى عن آراء لبعض الأدباء بالمنتج , وما قالوه عن الشاعر منذر عيسى , وبدأت بالقول :
من بوابة الدخول ومضات على مساحة ما يقترب من 200 صفحة إلى فسيح أرجائه , ومضات معان تحتشد بها الحياة ما بين الولادة , والموت , يحاول الشاعر أن يكون فيلسوفا , ومحللا , ومفكرا ..
وتضيف ما قاله الأديب حبيب ابراهيم : أنه يجده في البحث الدائم على الصورة الشعرية المنتقاة بحرفية عالية عبر النصوص الشعرية , والنثرية ,
ويسعى لتجاوز اشكالية المصطلح عبر قصيدة النثر , والتكثيف , والادهاش ..
وأضافت : يقدم الأديب منذر نصوصه كالينابيع الصافية .
ويبدأ الدكتور محمد علي بدوره الحديث عن طفولته حين عرف الأديب منذر وأعجب به , وتمنى أن يكون مثله يوما ما !!
ويتحدث عن الشعرية في نصه الأدبي .. شعرية الفكرة , والصوت , والانسانية , وعن أسلوبه الابداعي , ومواكبة الفكرة الشعرية حيث الشعر احساس عميق بالأشياء , يولد انفعالا نفسيا هادئا , أو عميقا بالأفكار التي تكتسي رداء اللغة , ويؤكد أنها قراءة سريعة .. حيث شعرية الفكرة , وقضايا فلسفية من حيز التجريب إلى الشعر .. تحويلها إلى الشعر , وعن الحياة والموت , ويطرح سؤالا : هل من قيمة نشعر بها بهذه الحياة , تدفعنا إلى التمسك بها لولا صحوة الموت ..
فكرة من الخيال , جمالية في العرض , والتقديم , ويقدم مثالا :
إن شجرة الحياة أم باقية
أما نحن أبناء هذه الأم زائلون
سيطرة الفكرة على الخيال
لولا الجذور , والأغصان
ويتحدث عن نصه الشعري , والتجلي اللغوي .. التمرد والوسيلة اللغة , والمفاهيم الزائلة : الأرض الواطئة , التواضع , وصور تعطيه حقه حيث ينفي مفهوم التواضع , وعن ولادة القصيدة , وسؤال : هل تنبع الفكرة الشعرية من الوعي وتتشكل على ايقاع الصنعة أم تخلق أثناء الكتابة أم أنها وليدة اللاوعي .. أسئلة يطرحها , ويقول :
كتابة القصيدة تشبه فعل ظواهر الطبيعة فعندما تهب العاصفة تهب دون قرار..
هي شرط لازم .
ويضيف : الفكرة الشعرية تنبع من القلب لكنها تحتاج إلى العقل , وتتداخل الادوات الفنية لتشكيل ابداع للفكرة ..
هي جمرة ملتهبة تحت الرماد تنتظر لحظة شعرية لتستحيل نارا ونورا ..
ومن الدراسة النقدية ل – بارقات تومض في المرايا – التي قدمها الأستاذ عصام حسن , وبدوره اعترف بداية أنه لا يحب النقد , وأن له قلبا لا يطيعه في كثير من الأمور التي يراها عقله صوابا , وتحدث عن منتج الاديب منذر عيسى البارقات التي تومض في مرايا القراء , في فضاء من برتقال تحكمه المحبة , والدفء والخصوصية بحروف صارمة الحواف لكنها بيضاء القلب ..
و عن نشوء قصيدة النثر , وأهم أعلامها , ويذكر ما كتبه الدكتور نزار الهنيدي في مقدمة الكتاب حيث الإهداء , والرأي الذي وصفه الاستاذ منذر بأنه بعد الكتابة , ويسبق القراءة , وهو تمهيد غير تقليدي ..
ويتحدث الأديب عصام عن تاريخ الفن الشعري , وولادته – قصيدة النثر – ويطرح سؤالا : هل الموسيقا , والبلاغة في الشعر مجرد زينة , وأفكار بنيت على ظواهر , وشواهد , ورؤى ؟!!
ويؤكد ظلم الأحكام التي تبنى حول نشوء قصيدة النثر , وتعميمها ..
عن رأيه يقول : هو جنس أدبي مستقل لا يزاحم الشعر , ولا النثر المعهودين إذ لديه المقومات الفنية ليكون لونا من الأدب المبدع , والاكتشاف , والتجدد , وحيث توجد في كتابات الأديب منذر يحيى عيسى , وهو الميال بحكم اختصاصه العلمي إذ يرسم حدودا للمعاني التي يقصدها في صياغة نصوصه , يرسمها بريشة فنية ابداعية , ويقدمها وفق رؤى مختلفة مثالية حالمة , ونقدية , وجمالية تأملية إبداعية يطلق من خلالها العنان لخياله , ويقول :
كل نص في الكتاب يبدأ بالمبتدأ , ويقدم الأمثلة :
الحياة شراب ساحر في كؤوس تختال على مائدة العمر .
الحرية عصافير تغني متى شاءت
الليل حلم طويل يبدأ بوداع الشمس الهاربة
ويتحدث عن المزامير التي تقابل الأغاني , وعن التطور الدلالي من خلال ايقاعات العاطفة , ويقدم المثال من الكتاب المحتفى به :
أيتها الأوراق البيضاء
وقد تعمدت بألوان الكلمات
ورقصت على سطحك آهات شاهقة
أيتها الأوراق
إنني سأرحل .. وأنت الباقية
ويستطرد في تقديم الأمثلة حيث التكثيف اللغوي , ومنها :
حضورك يشعل النار في هشيم العمر
ويجعل البحر مرآة في جيب القمر …
ويؤكد الأديب عصام أن قراءته كانت في إطار البنى , والأنماط الدلالية في بارقات الاديب منذر , وهي قراءة مختزلة يرسم من خلالها هوية الأديب الابداعية , وملامح تجربته الخاصة التي تميزه .
(سيرياهوم نيوز-٢)