أصبحت حكومة باريس تخاطب المغرب عبر الصحافة الفرنسية في ظل الأزمة التي تمر بها علاقات البلدين، حيث نقلت صحيفة “لوموند” أن باريس غير مستعدة لتغيير موقفها من نزاع القضية الصحراوية، وكانت صحيفة “لوفيغارو” القناة التي أبلغ مسؤولون فرنسيون نظرائهم المغاربة من خلالها، أن القضاء البلجيكي جاد في اعتقال بعض المسؤولين منهم رئيس المخابرات الخارجية ياسين المنصوري.
ونشرت صحيفة “لوموند” يوم السبت الماضي مقالا بعنوان “لعبة التوازنات الفرنسية مع المغرب والجزائر محفوفة بالمخاطر”، تحدثت فيه عن المصاعب التي تواجهها الدبلوماسية الفرنسية في تحقيق توازن يرضي أكبر دولتين مغاربيتين الجزائر والمغرب.
ونقلت عن مسؤول دبلوماسي قوله أن “فرنسا غير مستعدة الآن، حفاظا على العلاقات مع الجزائر، بتغيير موقفها من القضية الصحراوية، فهي ستستمر في اعتبار الحكم الذاتي “حلا واقعيا للنزاع” دون الانتقال إلى الاعتراف بالسيادة المغربية على هذه المنطقة” التي ينازع المغرب عليها جبهة البوليزاريو المدعومة من الجزائر.
وعلق الموقع الإعلامي المغربي “360” المقرب من الدوائر العليا في الرباط أمس بأن مقال “لوموند” هو عبارة عن رسالة يبعثها الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون للمغرب بأن لا ينتظر تغييرا في موقف باريس من الصحراء.
وفي ملف آخر، تناول صحفي التحقيق جورج مالبرونو في صحيفة “لوفيغارو” خبرا يفيد بتعميم القضاء البلجيكي مذكرة اعتقال في حق مسؤولين مغاربة على خلفية تورطهم في فضيحة الفساد الي شهدها البرلمان الأوروبي، واعتقل القضاء البلجيكي عدد من نواب البرلمان الأوروبي الحاليين والسابقين، ونشر الصحفي الخبر كسبق في تغريدتين في “تويتر”، كما نقل الصحفي قلق الخارجية الفرنسية التي ترى في الخبر عنصرا جديدا يعرقل إعداد زيارة الرئيس ماكرون إلى المغرب، واعتاد مسؤولون مغاربة من الملاحقين المفترضين زيارة فرنسا، وذكرت وسائل الاعلام اسم مدير المخابرات الخارجية ياسين المنصوري، فيما لم يعلق المغرب على هذا الخبر رسميا حتى كتابة هذه السطور.
وفهم جزء من الصحافة والسياسيين في المغرب الخبر على خلفية الأزمة القائمة مع باريس، واعتبروا نشره رسالة ضغط على المغرب، وفهم آخرون الخبر بأن فرنسا ترسل رسالة غير مشفرة الى المسؤولين المغاربة تحذرهم من مغبة زيارة فرنسا أوروبا أمام خطر الاعتقال بسبب المذكرة القضائية البلجيكية.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم