باريس:د.أيمن حسين
ما تزال العقوبات الغربية على سورية تشكل ضائقة مالية واقتصادية ، وتهز قلوب وبيوت السوريين جميعا. وكما كان متوقعا فقد تم تجديد هذه العقوبات غير القانونية والخالية من القِيَم والأخلاق والمشاعر الإنسانية لعام أخر جديد بهدف منع إعادة إعمار سورية والدفع بها إلى حافة الفقر والتقسيم.
سورية صاحبة الماضي الجميل والتي كان كل شيء فيها ميسور ومتوفر… تتغيّرأحوالها بسبب هذه العقوبات و يصبح السوريون متعبون أكثر من ذي قبل بهموم الحياة من كهرباء وماء ووقود وينتظر أغلبهم في طوابير أمام أبواب المنظمات الإنسانية و كأنهم يخوضون معركة ليحصلون على مساعدات غذائية لا تغطي حاجاتهم.
لكن صانعوا هذه العقوبات فشلوا في تحقيق مقاصدهم السياسية وهي رسم مستقبل سورية وأبنائها فالدولة السورية ما تزال صامدة في هيبتها ووقارها. والثابت أنها لم و لن تتنازل عن سيادتها وأرضها ونهجها في وجه حصارهم و إرهابهم و اعتداءاتهم المتكررة و كما قال السيد الرئيس بشار الأسد لن ترضخ سورية لأي من هذه الضغوطات
تحت هذا السقف ومن أجل سورية ، أقامت المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب لقاء نوعيا في ساحة الباستيل الشهيرة وسط العاصمة الفرنسية حضره نخبة فرنسية صديقة , مناهضة للهيمنة الاطلسية الانجلوساكسونية على العالم و ملمة بأحوال منطقتنا و قد صرح رئيس المنظمة و منظم هذا اللقاء الرحالة الكاتب عدنان عزام أن المشاركين في الندوة زاروا سورية في السنوات السابقة و تشرفوا بلقاء سيادة الرئيس بشار الاسد كما التقوا بالمواطنين و القيادات في كافة المحافظات السورية
بدأ اللقاء في وسط العاصمة الفرنسية بعرض فيلم عن زيارتهم لسورية في كانون اول 2021 وبدا الحضور منشدا الى المشاهد بتعاطف وجداني كبير في صالة زينها علم الجمهورية العربية السورية كما صرح رئيس المنظمة أن هذا اللقاء يتم بالتعاون مع اتحاد الكتاب العرب في سورية ممثلا بالدكتور محمد الحوراني رئيس الاتحاد وتحت رعاية القيادة المركزية لحزب البعث العربي الاشتراكي ( مكتب الاعداد والثقافة و الاعلام ) و أن الهدف منه هو نقل معاناة الشعب السوري الى الشعب الفرنسي بهدف تشكيل رأي عام ضاغط على الحكومة الفرنسية و حثها على رفع الحصار عن سورية
عدنان عزام , بيير بلاس , الان غورفيز , كلود جانفيي , ماريا بوميي , ايمانول لو روا , ايف بيرود , بيير ايمانويل تومان , لوسيان سيريز , كتاب و اعلاميون و اساتذة جامعات وضباط متقاعدون , تحدثوا عن تاريخ سورية الذي يعرفونه جيدا وعن الحصار الاجرامي الذي تتعرض له و قانون قيصر و جميعهم زاروا سورية وجميعهم أيضاً يعارضون السياسة الرسمية الاوربية المرتهنة لحلف الاطلسي و اللوبي الصهيوني وقد تكلموا خلال اربع ساعات بحضور العديد من الاعلاميين الذين يعملون خارج النسق الرسمي الغربي و الذين أخذوا على عاتقهم فضح الاعلام الرسمي القائم على الخداع و التضليل و خدمة السياسات الاستعمارية في العالم
شكل هذا اللقاء فرصة ثمينة لمناقشة العقوبات الظالمة الجائرة و قدم القائمون عليه مداخلات وتحليلات غنية عن الآثار النفسيةوالمجتمعية التي صاحبت تلك العقوبات ولم يفت المشاركون الربط بين ما يجري في سورية والعالم العربي و الحرب الاوكرانية و الاشارة الى ان النتائج الكارثية ستطال عاجلا ام اجلا المجتمعات الغربية
حصل كل شيء في مناخ معرفي واضح و رفاقي وجداني الى أن تم اقتحام القاعة من قبل مجموعة من الشبان السوريين الهائجين وهم يرفعون علم الاحتلال الفرنسي لسورية ويرمون الفقاعات المدوية ويصرخون في وجه منظمي اللقاء , أعتداء همجي صارخ من قبل حفنة تاهت بوصلتها الوطنية في العواصم الغربية و لم تحتمل أن يصل صوت الدولة السورية و الشعب السورية الى العالم
انتهت المواجهة بحضور الشرطة الفرنسية التي ابعدت المهاجمين الرعاع و تابعت المنظمة العالمية لدعم سيادة الشعوب تنفيذ برنامجها كاملا .
(سيرياهوم نيوز12-6-2022)