وسام كنعان
في كواليس تصوير «المهرّج»، التقينا بالنجم السوري الذي كان من أوائل ممثلي بلاده الذين عبّروا عن تضامنهم مع الفلسطينيين. شمل الحديث جوانب عدّة، أبرزها المهنة وحرب الإبادة الإسرائيلية الدائرة منذ شهرين
لا يتوقف النجم السوري باسم ياخور عن العمل. لا خيارات متاحة له، كأنّ متعته تكمن في تراكم إنجازه وشغله. هكذا، لن تجده إلا في بلاتوهات الأعمال الدرامية، أو يتحضّر لتصوير برنامج أو سلسلة تقارير لقناته على يوتيوب، أو بعيد عن العيون. لذا، سيكون منطقياً أن نحدّد معه موعداً مراراً ثم لا نلتقيه إلا في موقع تصوير المسلسل القصير «المهرّج» (كتابة بسام جنيد، وإخراج رشا شربتجي، وإنتاج «دراما شيلف»). نبدأ حورانا معه بالحديث عن «دراما» المقاومة المذهلة التي ينجزها أهلنا في غزّة، وصمودهم في وجه أعتى آلة قتل شهدها التاريخ. علماً أنّ ياخور كان من أوائل الممثلين السوريين الذين عبّروا عن تضامنهم مع الضحايا والأبرياء الذين يسقطون كلّ يوم على أرض فلسطين في حرب الإبادة الإسرائيلية المستمرّة منذ شهرين.
نسأله عن الطريقة الفضلى للتعبير عن رفض ما يحدث من مجازر عبر الفن، فيُجيب: «سنقوم بكل ما نستطيع… عبر السوشال ميديا، يمكننا الصراخ للتعبير عن رفضنا لهذه الجرائم. لكن الكارثة أكبر من قدرتنا على مواجهتها بأصواتنا، وأكبر من حجم دول مجتمعة، لأنّ ما يحدث سيذكره التاريخ لسنوات طويلة، لأنّه من شأنه تغيير وجه المنطقة بالكامل. لن أقول كلاماً إنشائياً عن إنّنا قادرون على التغيير الذي فشلت فيه الحكومات، لكن يقع على عاتقنا واجب تفنيد هذه الإبادة الجماعية الممنهجة، والاستمرار في فضح ما يتعرض له شعب فلسطين». ويُضيف: «ما نراه اليوم من مشاهد يؤكّد على تمسّك الشعب الفلسطيني الحرّ والصامد بأرضه. بعد التدمير والهدم والقتل اليومي، رفض هذا الشعب المقاوم الرحيل. صحيح أنّ الأمر مؤلم، لكنّه ضرورة ملحّة. أما نحن هنا، فليس لدنيا سوى الاستمرار في العمل والثبات، مع احتفاظي بأمنياتي المهنية بأن نتمكّن يوماً من الإضاءة بأعمالنا الفنية على كلّ ما يحدث».
أما عن تجربته الجديدة في «المهرّج»، فيقول: «لا أفضّل الحديث عن الشخصية، وخصوصاً إذا كانت في عمل بوليسي، لأنّ قصّته تحكي عن نفسها. أتمنى لو نستطيع تحقيق أصداء إيجابية لإيماني المطلق بأننا تعبنا وعملنا بجد». يشرح نجم «ضيعة ضايعة» أنّه سيقدّم في هذا العمل المكّون من عشر حلقات شخصية «محام خاص يقتحم عوالم قصة بوليسية مشوّقة وجريمة محيّرة، ثم يبدأ في تحليل خيوط الحكاية لدوافع متعدّدة تخص علاقته بهذه الجناية، والحالة الشخصية المرتبطة فيها مهنياً. شخصية جديدة لم ألعبها سابقاً، حاولت أن أجسّدها بشكلٍ مختلف. ومن ناحيتها، اعتنت المخرجة بتفاصيل دقيقة كعادتها برويّة وبهدوء شديدين وطاقة كاملة. لذا يمكن القول بثقة إن المسلسل أنجز بإتقان، كما أنّ الجهة المنتجة قدمت إمكانات مهمة». لكن ماذا عن صحة الاستعانة بممثل بديل عنه (دوبلير)؟ «فعلاً استقدمنا مجازفاً من أصحاب الكفاءة والخبرة، بسبب وجود مشاهد صعبة قد تعرّض حياتي للخطر». وعن موضة العصر المتمثلة في الدراما المعرّبة التي تتسيّد المشهد رغم تحفّظ النقاد على السوية العامة التي تخرج بها هذه وسبب غيابه عنها لغاية الآن، يؤكد أنّه تلقى عروضاً «لكن لم أر نفسي فيها، لأنّني كممثل أعتقد أنّ كل تجربة أخوضها مهما كان تصنيفها يجب أن تحقّق لي الفائدة، سواء فنياً أو على مستويات أخرى.
يجسّد شخصية محامٍ خاص في مسلسله القصير المرتقب
لذا، عندما توجد تجربة جيّدة بالنسبة إليّ من ناحية الحضور والقيمة الفنية والأجر المادي، لن أتردد في خوضها». بالتوازي، يخوض نجم «الخربة» (ممدوح حمادة والليث حجو) تجربة افتراضية بطريقة احترافية تخوّله الاشتباك مع الواقع الخدمي المتردّي في الشام. في الفيديو الأخير الذي نشره على قناته على يوتيوب، تحدّث عن أزمة جوازات السفر. هل هي طريقته لإيصال صوت المواطن؟ يسارع للإجابة بأنّ «تجربة اليوتيوب بالنسبة إليّ، متنفّس شخصي. قوبل فيديو أزمة الجوازات بانتقادات كثيرة، إذ اعتبر بعضهم أنّني ألمّع صورة المؤسسات الرسمية. لكن كل ما فعلته أنّني وضعت الجهات المسؤولة عن منح جوازات السفر أمام سؤال واضح: متى ستُحلّ هذه الأزمة؟ بعد 15 يوماً، انتهت الأزمة فعلاً، انسجاماً مع التصريحات التي أدلى بها بعض المسؤولين والضبّاط. لكن نظرية المؤامرة رائجة بين الناس، إضافة إلى إطلاق الأحكام المسبقة والتصنيفات الحادة». ويضيف: «أعمل على تقديم وجهة نظر مستقلة، كوني على تماس مباشر مع الناس بسبب وجودي لأكثر من ستة أشهر سنوياً في سوريا… لديّ هذا المنبر، الذي أستطيع طرح الهم العام عبره، وكلّ ما يتعلق بذكرياتنا، وخصوصاً أنّ قرابة ثلث الشعب السوري صار مغترباً».
سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية