| محمود الصالح
افتتح وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين بحضور نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري ومعاون وزير الخارجية الهندي أوصاف سعيد والقائم بأعمال السفارة الهندية في دمشق ورئيس جمعية مهاوير الهندية، المعسكر الثاني لتركيب الأطراف الصناعية الذي يستهدف أكثر من 500 شخص بحاجة إلى تركيب هذه الأطراف ليمارسوا حياتهم بشكل طبيعي.
وأكد سيف الدين على العلاقة القوية بين البلدين، والتي عززتها استمرارها خلال فترة الحرب على سورية والدور الايجابي للحكومة الهندية المتمثل في الخطوات الايجابية المساندة للشعب السوري، والتي يشكل هذا المعسكر إحدى محطاتها، وأشار إلى استمرار التعاون بين سورية والهند في شتى السبل الإنسانية والاجتماعية.
وقال سيف الدين استذكر أصداء التأثير الذي أحدثه المهاتما غاندي على البشرية هذه الأصداء التي تتردد عالمياً متجاوزة الحدود الوطنية حتى بعد مرور أكثر من سبعين عاماً على رحيله، ويتجسد ذلك بإسهاماته المتنوعة العميقة في التنمية البشرية والحياة الإنسانية، وإن مسيرة حياته تشكل نموذجاً مشرفاً لقصة كفاح بطولي يهدف إلى ترسيخ قيم الصدق والسلم في حياة الإنسان حيث استطاع من خلال نشاطه وإنجازاته أن يتبوأ مقاماً رفيعاً كأول زعيم لحركة استقلال الهند وأصبح بعد ذلك رمزاً عالمياً لرفض الاضطهاد والظلم كما ونجح في تحقيق الاستقلال لبلاده الهند، من خلال الاعتماد على الأساليب السلمية دون استخدام أي نوع من الأسلحة أو القوة العسكرية. مضيفاً: ويعتبر معسكر تركيب الأطراف الصناعية بنسختيه الأولى والثانية تحية لرجل الحكمة العميقة الذي يبقى منارة للأجيال ليبث فيهم روح الأمل والثقة والعزيمة لتحقيق الإنجازات.
ووجه وزير الشؤون الاجتماعية والعمل الشكر بالنيابة عن كل شخص من الأشخاص ذوي الإعاقة المستفيدين من المعسكر الأول والآن المعسكر الثاني لتركيب الأطراف الصناعية لجمهورية الهند الصديقة على هذه المبادرة الإنسانية المهمة والتي تشكل نوعاً من أنواع الدعم والمواساة للشعب العربي السوري الذي عانى ولا يزال يعاني ويلات الإرهاب منذ ما يزيد على عقد من الزمان هذه الحرب الإرهابية الشرسة التي دمرت البنى الاجتماعية والاقتصادية وأزهقت حياة الآلاف من الأبرياء وحولت جزءاً منهم لأشخاص من ذوي الإعاقة. وزاد من حدة آثار هذه الحرب التدابير الاقتصادية القسرية غير القانونية أحادية الجانب المفروضة على الشعب السوري.
نائب وزير الخارجية والمغتربين بشار الجعفري قال: هذا المعسكر الثاني من نوعه لتركيب الأطراف الصناعية الذي تنظمه الحكومة الهندية الصديقة بإشراف وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل هو رسالة إنسانية من الحكومة الهندية الصديقة، ويتزامن مع ذكرى ميلاد المهاتما غاندي الذي كان رمزاً للسلام، وهذه المبادرة الرمزية الإنسانية لها مغزى سياسي وإنساني يتعلق بتاريخ الهند.
وأضاف الجعفري: نحن كحكومة سعداء جداً بهذه المبادرة الهندية، وعلاقاتنا الثنائية ممتازة وندعم بعضنا بعضاً في المحافل الدولية، مشيراً إلى موقف الهند المبدئي والثابت في مواجهة الحرب الإرهابية على بلادنا، وكان للهند موقف لثلاث مرات في مجلس الأمن خلال الأزمة، وكانت داعمة لموقف الحكومة السورية واستقلال ووحدة ترابها الوطني واستقلالها السياسي. مشيراً إلى أن سورية تربطها مع الهند علاقة قديمة لم تهزها الضغوط الغربية ولا الإجراءات القسرية الأحادية الجانب.
معاون وزير الخارجية الهندي أوصاف سعيد في تصريح لــ«الوطن» أكد اهتمام الحكومة الهندية بهذه الفعالية ومن خلالها بالعلاقة مع سورية، وقال: إن الحكومة الهندية تربطها مع سورية علاقات متميزة وهذا مصدر سعادة كبيرة لنا، وما نجده من تعاون كبير من الحكومة السورية وخاصة وزارتي الخارجية والشؤون الاجتماعية، إضافة إلى بعض الجهات الأخرى لتحقيق رسالتنا الإنسانية في إنجاز هذا المشروع.
وأعرب معاون وزير الخارجية الهندي عن سعادته بتزامن يوم افتتاح المعسكر الثاني مع يوم مميز ليس بالنسبة للهند فحسب إنما لجميع العالم وهو ذكرى ميلاد المهاتما غاندي، وكذلك مصادفته ليوم السلام العالمي، ولذلك أردنا في هذه المناسبة أن نعلن من دمشق هذا المشروع الإنساني.
وعن وجود تعاون في المجال الدوائي بين سورية والهند قال سعيد: قدمنا خلال جائحة كورونا عدة أصناف دوائية للعديد من البلدان ومنها سورية بطبيعة الأمر.
واليوم استلمت طلبات لأصناف مختلفة، وكما تعلمون فالهند لديها صناعة دوائية متنوعة وكبيرة جداً، وسنكون سعداء بتلبية كل حاجات سورية الدوائية.
الرئيس التنفيذي لجمعية «مهاوير» الهندية لتأهيل المعوقين ساتيش تشاوند مهتا قال لــ«الوطن»: هذه الجمعية تعتبر من أكبر الجمعيات في العالم تهتم بتوفير الأطراف الصناعية، حيث قامت حتى الآن بتركيب أطراف صناعية لأكثر من مليوني شخص، وفي سورية هذا هو المعسكر الثاني الذي تقيمه الجمعية، حيث كان المعسكر الأول في نهاية عام 2019 استفاد منه 550 شخصاً من خلال تركيب الأطراف الصناعية لهم، والمعسكر الثاني يستمر مدة أربعين يوماً ونأمل أن يتم تركيب أطراف صناعية لأكثر من خمسمئة شخص.
وبين مهتا أن هذا المعسكر مدعوم من وزارة الشؤون الخارجية الهندية، وهي طريقة للتعبير عن محبة حكومة وشعب الهند لحكومة وشعب سورية، وأضاف: إنه يأمل أن يكون خلال الفترة القادمة مركز دائم للجمعية في سورية لتركيب الأطراف الصناعية.
وبين الرئيس التنفيذي أن المستفيدين من هذا المعسكر يستطيعون العودة إلى حياتهم الطبيعية، حيث تمكنهم من القيام أعمالهم بشكل صحيح وممارسة الرياضة والسباحة، ولذلك فإن هؤلاء سيعيشون حياتهم بشكل طبيعي، وأعرب عن سعادته لتطبيق التكنولوجيا الهندية في خدمة أبناء الشعب السوري.
عدد من المستفيدين من الأطراف الصناعية أكدوا لــ«الوطن» سعادتهم الكبيرة، لأنهم من خلال هذه التقدمة استطاعوا العودة إلى ممارسة حياتهم الطبيعية والعودة إلى أعمالهم التي كانوا يقومون بها قبل تعرض أرجلهم للبتر، وبالتالي لن يكونوا عالة على المجتمع ويمكنهم إعالة أسرهم بشكل طبيعي.
سيرياهوم نيوز3 – الوطن