تنفيذاً لتوصيات قمة تحويل التعليم المنعقدة في نيويورك خلال الفترة ١٦-١٩/ايلول /٢٠٢٢ بتعزيز الانسجام بين متطلبات العملية التربوية من كفايات المعلمين ومهاراتهم من جهة، والإعداد الأكاديمي للمعلمين في المرحلة الجامعية من جهة أخرى، وضرورة وضع خطة عمل مشتركة للتعاون بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي .
انطلقت فعاليات ورشة العمل الوطنية التي تقيمها وزارة التربية يوم الخميس ٢٦ /كانون الثاني بالتعاون مع وزارة التعليم العالي والبحث العلمي وشبكة الآغا خان للتنمية في سورية بعنوان: تحويل التعليم.. ضرورة ملحة لمستقبلنا المشترك، بحضور عمداء كليات التربية والآداب والعلوم الانسانية،وممثل عن نقابة المعلمين في سورية- عضو المكتب التنفيذي عبد السلام الحداد، ومديري الإدارة المركزية والتربية في المحافظات، وممثلي المنظمات الشعبية المعنية.
وزير التربية الدكتور دارم طباع خلال الافتتاح أكد أهمية العمل التشاركي بين وزارتي التربية والتعليم العالي والبحث العلمي ليكون العمل استراتيجياً، ويحقق العمل المؤسساتي، لافتاً إلى أن مايصدر عن الورشة من نتائج ستعرض من خلال مذكرة أولية تناقش عبر فريق عمل، وتعرض لاعتمادها وتطويرها؛ لتعكس ما تم العمل عليه في سورية، ولتكون من أوائل الدول التي بدأت بالتحويل في التعليم.
وقدم الوزير طباع عرضاً بعنوان التحويل في التعليم خطوات لبناء مجتمع افضل؛ تناول فيه التعليم من أجل التحسين، وأن التربية والتعليم خدمة مقدمة بموجب عقد اجتماعي، وأهمية الحكمة المهنية للتكيف مع الظروف المهنية، بالإضافة إلى أهمية الدليل التجريبي في حل المناهج المتنافسة وتوليد المعرفة التراكمية، وتجنب البدع والتوهم والتحيز الشخصي، مستعرضاً التغيرات الجذرية في العالم، ومقترحات لتجديد أساليب التربية والتعليم، والجامعات المبدعة والمبتكرة، و عناصر تجديد التعليم عبر الأساليب التربوية والمناهج المدرسية والتدريس وفرص التعليم الكثيرة والمتنوعة و المتاحة في مختلف نواحي الحياة.
فيما أكد وزير التعليم العالي والبحث العلمي الدكتور بسام إبراهيم أهمية هذا اللقاء لتقييم الواقع التربوي لاسيما المناهج والخطط الدرسية… بحيث تواكب متطلبات القرن الواحد والعشرين في مجال التحول الرقمي والتنمية المستدامة عبر الاعتماد على أساليب التحليل والتركيب والإبداع والتميز والابتعاد عن التلقين، مبيناً أن الفرق الفنية المجتمعية وجدت من خلال وضع رؤى واسترتيجية مستقبلية، وصولاً لتحديد إجراءات تنفيذية في وزارة التربية ثم وزارة التعليم العالي والبحث العلمي؛ كون مدخلات التعليم العالي هي مخرجات التربية، وبالتالي مخرجات التعليم العالي تصب في التربية.
وأضاف ابراهيم نعمل بالتنسيق مع النقابات والقطاعات المختلفة لتكون سياسة الاستيعاب الجامعي و الخريجين مرتبطين بسوق العمل، والعمل جار على ردم الهوة وتقليصها بين الخريجين وسوق العمل.
من جهته الممثل المقيم لشبكة الآغا خان للتنمية في سورية غطفان عجوب أوضح أن فلسفة الشبكة تقوم على أن التعليم هو الحامل الرئيس للتنمية لاسيما بعد النزاعات او الحروب، وعليه يقع على عاتق التعليم ضمان إعادة هذه المناطق إلى وضعها الطبيعي، لذلك فإن وكالة مدارس الآغا خان التي تدير اكثر من مئتي مدرسة في العالم، وبرنامج الأكاديميات حيث يوجد حالياً خمس اكاديميات كبيرة تدرس إضافة للمناهج الوطنية منهاج البكالوريا الدولية التي تهدف إلى رفع مستوى المدرسين والطلاب ليكونوا بمستوى يجاري التحولات المختلفة في التعليم، لافتاً إلى أن العمل الحالي للشبكة موجه نحو التنمية المجتمعية والاقتصادية والثقافية، لاسيما إدخال هذه البرامج التعليمية إلى سورية…
بدوره مدير التخطيط والتعاون الدولي بوزارة التربية غسان شغري قدم فكرة موجزة عن تحويل التعليم وبداياته لاسيما خلال أزمة كورونا، والبدء بالتعليم اون لاين، واستمرار العملية التعليمية في سورية، والعمل على إعادة النظر بمنظومة التعليم كاملة، ثم عقد ورشتي عمل تشاورية تحضيراً للمشاركة في القمة وصولاً إلى تشكيل الوفد السوري للمشاركة بورقة تحت عنوان تطوير التعليم التحويلي في ظل الحروب والكوارث-التربية والتعليم في الجمهورية العربية السورية مثالاً.
وقدمت مديرة المركز الوطني لتطوير المناهج التربوية الدكتورة ناديا الغزولي عرضاً تناولت فيه معايير التحول في التعليم، ومبادئ إعادة التفكير في هدف التعليم في القرن الواحد والعشرين، و المجالات التي يدعمها التحول في التعليم وهي: نتعلم كيف نتعلم، نتعلم كيف نعيش معاً، نتعلم أن نكون، نتعلم أن نفعل، وتعزيز التعليم كمسمى عام مصلحة مشتركة للجميع.
و بعد العرض شُكلت مجموعات عمل وفق محاور للنقاش هي: تطبيق مهارات القرن الواحد والعشرين و المجالات الأربعة للتعلم مدى الحياة، والمسارات التعليمية، والبيئة المدرسية، وطرائق التدريس.
و استعرض مدير مركز القياس والتقويم التربوي الأستاذ رمضان محمد درويش دراسة بعنوان تحويل أنظمة التعليم لتلبية أغراضنا العليا أوضح فيها أن أنظمة التعليم تحتاج إلى التكيف مع المهارات المتنوعة المطلوبة في المجال المهني، وتطوير المواد والموارد التعليمية لعكس هذه التحولات، وإتاحة الفرصة أمام المتعلمين والمعلمين لظهور الإبداع والابتكار عبر مجموعة من الخطوات.
ولفت درويش إلى الإجراءات الأساسية الواجب اتباعها لتحقيق التحول في التعليم، وكيفية تحويل أنظمة التعليم لتلبية أغراضنا؛ وذلك عبر عقلية جديدة قادرة على التخطيط السليم والتنبؤ بالتغير واستشراف المستقبل.
وشكلت بعد العرض مجموعات عمل للنقاش وفق محاور هي:التقويم في المناهج المدرسية، ونظم التعلم، والتقويم البنائي وقياس المهارات والأنشطة، والتقويم الوجداني الاجتماعي، والتقويم الرقمي، وتطوير اختبارات نهاية كل مرحلة، والتقويم المهني
كما استعرض المشرف العلمي لمركز الفيزياء التطبيقية باسل سلطان برفقة الطالب المتميز أحمد صادق أيمن البساتنة تجربة رعاية المواهب في المركز، واقتراح تطوير التجربة لتعميمها.
وتتناول الورشة التي تستمر خلال يومي ٢٦-٢٧/كانون الثاني محاور حول: إعادة التفكير في هدف ومحتوى التعليم في القرن الحادي والعشرين، و تحويل أنظمة التعليم لتلبية أغراضنا العليا، تسخير الثورة الرقمية لصالح التعليم العام، والاستثمار بشكل أكثر إنصافاً وكفاءة في التعليم.
(سيرياهوم نيوز4-المكتب الصحفي)