مهند الحسني
عندما تكون البدايات جيدة وصحيحة لابد أن نكون على موعد مع نهايات سعيدة وجميلة، وها هي سلة رجال نادي الوحدة تخطو خطوات صحيحة ومثالية وتحتفظ بلقب دوري سلة المحترفين للمرة الحادية عشرة في تاريخها والثانية على التوالي، مؤكدة حسن عملها الاحترافي وبأنها ستبقى رقماً صعباً في المعادلة السلوية.
تمكن رجال سلة الوحدة من إضافة لقب بطولة الدوري الحادي عشر إلى خزائن ناديهم بعد موسم طويل وشاق عبر خلاله الفريق عدة مطبات، وتجاوز الكثير من المعوقات، وظهر واضحاً أهمية تكامل الأدوار الإدارية مع الفنية، وهو ما افتقدته أغلبية المنافسين التي كانت إدارتها عبئاً على فرقها وتسببت بتشتت التركيز وضياع فرص المنافسة.
ففي الوقت الذي انشغل فيه المنافسون بين هذا وذاك وفي إدارة معارك لا مبرر لها سوى تبرير الفشل هنا وهناك، كانت إدارة نادي الوحدة وخصوصاً مدير الفريق عمر حسينو ومشرف اللعبة عارف درويش ومن ورائهما رئيس النادي غياث الدباس في حالة صمت كامل، وناءت بنفسها عن المناوشات وركزت على تدريباتها ومتطلبات الفريق للظفر باللقب، فسار الفريق نحو اللقب بهدوء وثقة واتزان.. وعلى الرغم من قوة المنافس في النهائي واستعداده الجيد وانسجام لاعبيه، إلا أنه عجز عن الفوز في دمشق وحمص، وفاته حسن إدارة الثواني الحاسمة والأخيرة من المباريات الأربع.
عوامل الفوز باللقب كانت حاضرة من خلال المشاركة الخارجية في بطولة الشارقة وصولاً إلى استقطاب لاعبين أجانب على أعلى مستوى، ونجاح إدارة النادي في التعاقد مع لاعبين محليين في جميع المراكز، وكان واضحاً عدم وجود أي ثغرة في هذه الانتقاءات وتقارب مستوى البدلاء مع اللاعبين الأساسيين، ما أوقع المنافسين بإرباك نتيجة صعوبة توقع أو رقابة لاعب واحد أو لاعبين، وكان لكل مباراة من المباريات النهائية نجم دائم هو الروح الجماعية للاعبين والتنفيذ الدقيق للتعليمات الفنية ونجم متغير لكل مباراة من المباريات، فمرة كان القصبلي وأخرى كان جنبلاط وثالثة كانت للعربشة ورابعة كانت للجابي، فكان كل لاعب من لاعبي الفريق ناجحاً في أداء مهامه ملتزماً تعليمات المدرب مخلصاً لقميص ناديه وخلف كل ذلك إدارة سخرت كل جهدها وإمكانياتها لتلبية احتياجات اللاعبين وتوفير عوامل النجاح لهم، للخروج بفوز.
في سلسلة أربع مباريات متتالية في حالة تعكس أحقية الفريق بالفوز وجدارة إدارته في بناء فريق منافس تجاوز مطبات الموسم الشائكة والتفت نحو هدفه بتحقيق بطولة غالية تضاف إلى ما بدأه الجيل الذهبي لنادي الوحدة في التسعينيات.
فوز جدير
نجح رجال نادي الوحدة الدمشقي أمس الأول في المحافظة على لقب بطولة الدوري لخزائنه بعد غربة طويلة، بعدما تغلب في اللقاء الرابع ضمن سلسلة النهائي على فريق الكرامة المجتهد بفارق ست نقاط 107-101 بعد مباراة مثيرة بمجرياتها غريبة بتقلباتها غنية باللمحات السلوية الجميلة، تعادل الفريقان في الوقت الأصلي بنتيجة 87-87.
إنجاز الوحدة جاء عبر لوحة رائعة بألوانها تجسدت في صالة الفيحاء، ورسم فيها فوزاً مستحقاً وجديراً اعتلى منصة التتويج عن جدارة واستحقاق مع الأخذ بالحسبان أن فريق الكرامة مفاجأة الموسم تفوق على نفسه وتقدم بفارق 12 نقطة ولكن خبرة الوحدة والقراءة الجيدة والصحيحة لمدرب الوحدة جعلناه يفرض نفسه بقوة ويمنح فريقه الأفضلية عبر التسجيل وتقليص الفارق ومن ثم التقدم وسط ذهول وتراجع وارتباك بأداء لاعبي الكرامة الذين بدوا وكأنهم يفتقدون أبجديات كرة السلة حيث انقطعت خطوط الاتصال بينهم وبين مدربهم فبدا الفريق بأكمله خارج التغطية.
لوحة جميلة
معادلة الأداء والنتيجة ذكرتنا بأداء الجوقة الوحداوية أيام الخوالي، حيث بلغت مجموعته درجة الإقناع والإمتاع، ونجح العربشة وزملاؤه في رسم لوحة أنيقة زينتها أبراجه العالية، الوحدة أثبت أنه الأكثر تحضيراً والأفضل تركيزاً والأميز جماعية من خلال انضباطه التكتيكي داخل الملعب في الشقين الهجومي والدفاعي، وظهرت مقدرة لاعبيه على التحكم بمجريات أي لقاء واستعادة أي فارق وامتلاك الدفة والعودة بقوة.
يوم الثلاثاء الفائت كان يوماً استثنائياً لسلة الوحدة، حيث اعتلت منصة التتويج مرتين على التوالي، وأرادها ختاماً كان أشبه بكرنفال شهد فصوله الجميلة عشاقه ومحبوه، فمبارك لسلة الوحدة إنجازها، ومرحى لها على سلامة خطواتها الاحترافية.
سيرياهوم نيوز1-الوطن