علي عبود
في الوقت الذي لاتزال تُهدّد فيه أمريكا روسيا والصين بالمزيد من العقوبات والحصار الاقتصادي والتجاري، تردّ موسكو بهدوء: انتظروا انجاز أقوى كاسحة جليد نووية في العالم عام 2030!
قطعا، فإن روسيا لاتخطط لغزو عسكري للمحيطين الأطلسي والهادئ، وإنما لزيادة حجم التجارة في الممر الشمالي الذي يربط بين هذين المحيطين.
وإذا صحت التوقعات وارتفع حجم النقل عبر الممر الشمالي إلى 100 مليون طن بعد خمس سنوات، فهذا يعني تفريغ العقوبات الأمريكية من أهدافها، وفقدانها لتأثيراتها التي هدفت أمريكا أن تكون قاتلة ومدمرة للإقتصاد الروسي.
ومن الملفت أن تدخل شركة “دي بي وورلد” الإماراتية على خط تطوير الملاحة في الممر الشمالي بواسطة ترانزيت الحاويات من خلال عقد شراكة مع شركة “ روساتوم” الروسية حيث سيوفر المشروع 800 ألف حاوية.
ولن يمر وقت طويل حتى تنتعش منطقة القطب الشمالي الروسية، فقد أقر مجلس الإتحاد الروسي قانونا يتضمن توسيعها ومواصلة تنميتها وخاصة أنها غنية بالموارد الطبيعية.
ونشير إلى أن منطقة القطب الشمالي تحتوي على 40 % من احتياطات روسيا من الذهب و90 % من الكروم والمنغنيز و47 من البلاتين، كما يتم استخراج 60% من النفط وحوالي 80 % من الغاز.
وإذا كانت كاسحات الجليد الروسية أتاحت شحن البضائع عبر ممر الملاحة الشمالي على مدار اليوم منذ العام 2024، فإن الإنتهاء من بناء أقوى كاسحة جليد نووية في العالم سيزيد من إمكانية توسيع حجم النقل عبر هذا الممر على مدار الساعة أكثر فأكثر .
وما يزيد من أهمية هذه الكاسحة ـ مع سابقاتها ـ أنها ستؤمن ممرا للملاحة طوله 5556 كيلومترا وهو أقصر طريق بين العالم القديم ودول منطقة آسيا والمحيط الهادئ.
ويمتد ممر الملاحة الشمالي عبر الدائرة القطبية الشمالية ويربط المحيطين الأطلسي والهادئ ، ويُعدّ أقصر طريق مائي بين الجزء الأوروبي من روسيا والشرق الأقصى، ويقع بالكامل داخل المياه الإقليمية والمنطقة الخاصة لروسيا، وهذا في غاية الأهمية، فهو ممر آمن كليا للشركات أو الدول التي تخشى عبور ممرات غير معرضة دائما للنزاعات والحروب.
ويربط الممر بحر بارنتس ومضيق بيرينغ، وهو أقصر طريق بين أوروبا وآسيا وأقصر طريق بحري بين الشرق الأقصى والجزء الأوربي من روسيا.
واشارت مجلة “إنفوبريكس” الصينية إلى تزايد الاهتمام في آسيا بممر الملاحة الشمالي، في ظل التوترات في الشرق الأوسط، والتي قد تؤدي إلى عرقلة طرق التجارة التقليدية المؤدية إلى أوروبا، بينما تنخفص فترة الرحلة من آسيا إلى أوروبا بمقدار النصف إذا تمت عبر الممر الشمالي.
ورأت المجلة أن توقف الشحن عبر منطقة الشرق الأوسط لعدة أشهر سيكون له عواقب كبيرة، وفي ظل ذلك، فإن الصين والدول الآسيوية الأخرى مهتمة بتطوير ممر الملاحة الشمالي لضمان تدفق البضائع دون عوائق.
ونشير إلى إن عددا كبيرا من المستثمرين أظهروا منذ عام 2021 اهتماما متزيدا في مشاريع القطب الشمالي طويلة الأجل التي تتضمن استخدام ممر الملاحة الشمالي على مدار العام باعتباره شريان نقل رئيسي لتصدير المنتجات من منطقة القطب مباشرة إلى الأسواق الخارجية.
الخلاصة: إذا أضفنا إلى تفعيل ممر الملاحة الشمالي على مدار العام مشاريع، النقل الضخمة التي تنفذها روسيا كمد خطوط السكك الحديدية من سيبيريا شرق روسيا إلى منغوليا والصين وموانئ المحيط الهادئ جنوبا.. الخ، فنحن أمام إنبعاث منطقة تجارية جديدة وحيوية وضخمة وغير مسبوقة في العالم الجديد.
(موقع اخبار سوريا الوطن-2)