تتميز الخطوط الحديدية بالأمان والسرعة وإمكانية نقل كميات كبيرة من البضائع المختلفة وكذلك الركاب بأقل تكلفة من وسائل النقل الأخرى، لكن السؤال هل مازالت السكك الحديدية تتمتع بالميزة ذاتها؟ أم إن الحرب أدت إلى تراجع في عملها وأدائها؟
80 % من البنى التحتية مدّمرة
مدير عام المؤسسة العامة للخطوط الحديدية الدكتور مضر الأعرج أشار في تصريح خاص لـ«تشرين أن 80% من البنى التحتية للمؤسسة دمرت خلال الحرب، إضافة إلى سرقة المستودعات والمخازن..
د. الأعرج: 60 تريلون ليرة خسائر الخطوط الحديدية خلال الحرب.. وخطة لتنفيذ بعض المشاريع في المرحلة القادمة وتأهيل الخطوط الحيوية والإستراتيجية
لافتاً إلى أنّ ذلك أدى إلى خروج 2026 كم من الخط الحديدي عن الخدمة من إجمالي طول الشبكة البالغ 2552 كم، منها 1500 كم خارج الخدمة لغاية تاريخه ، كاشفاً أنّ خسائر المؤسسة خلال الحرب وصلت إلى حوالي 60 تريليون ليرة، علماً أن المؤسسة أعادت إصلاح وتأهيل المحاور والتفريعات السككية في المناطق المحررة ليصبح الطول الإجمالي للشبكة العاملة حالياً /1052/ كم فقط أي ما نسبته 41 % من كامل الشبكة.
صيانة الخطوط
وذكر د. الأعرج أنّ المؤسسة تعمل على صيانة وتأهيل خطوطها والبنى التحتية التي دمرها الإرهاب والتي تعدّ شرياناً حيوياً وإستراتيجياً فاعلاً في عمليات التطوير والتنمية ولاسيما في المرحلة القادمة التي تتطلب نقل حجوم كبيرة لإعادة الإعمار والنهوض بالاقتصاد الوطني من خلال إعادة تشغيل وتفعيل الفعاليات الاقتصادية ومراكز الإنتاج والمدن الصناعية وتفعيل عملية النقل على كافة المحاور الممكنة، إضافة إلى إعادة تأهيل الخطوط ومرافقها وأدواتها المحركة والمتحركة بالإمكانات المتاحة وبخبرات وطنية لتتمكن من تسيير القطارات بشكل آمن ومستقر، ومنها خط: حلب – دمشق الذي يستثمر حالياً لنقل البضائع ، / خط طرطوس – اللاذقية فهو مخصص لنقل البضائع والركاب / وخط طرطوس – حمص – مهين – الشرقية يستثمر حالياً لنقل البضائع، أما / خط حلب – جبرين – تل بلاط، فيستثمر لنقل البضائع والركاب، منوهاً بأنّ المؤسسة تقوم بتلبية كافة طلبات النقل الواردة إليها ويتم بشكل رئيسي نقل المواد الإستراتيجية أهمها /الفيول: من مصفاتي حمص وبانياس إلى محطات توليد الكهرباء وكذلك إلى معمل إسمنت طرطوس، / الحبوب: من مرفأي اللاذقية وطرطوس إلى صوامع ومطاحن الحبوب في المحافظات، / الإحضارات الحصوية: من مقالع حسياء إلى محافظتي طرطوس واللاذقية، / الفوسفات: من مناجم الشرقية إلى صوامع مرفأ طرطوس.
المؤسسة أعادت إصلاح و تأهيل المحاور والتفريعات السككية في المناطق المحررة ليصبح الطول الإجمالي للشبكة العاملة حالياً /1052/ كم فقط
إضافة إلى نقل مواد إنشاء وصيانة الخط الحديدي والمازوت والزيوت والحديد والمواد المختلفة. علماً أن المؤسسة تعمل على تسيير قطارات الركاب على محور طرطوس – اللاذقية وبالعكس بواقع 6 رحلات يومياً وعلى محور حلب – جبرين وبالعكس بواقع 4 رحلات يومياً وذلك لتلبية نقل المواطنين وخاصة الطلاب والموظفين.
رؤية لتنفيذ المشاريع
وبيّن د.الأعرج أن المؤسسة وضعت رؤيتها لتنفيذ مشاريعها خلال المرحلة القادمة وفقاً للاعتمادات المتاحة، حيث اقتصرت على تنفيذ المشاريع التي تعمل على تلبية متطلبات النقل المتزايدة وتحقق زيادة في الإيرادات، وأيضاً استكمال تنفيذ المشاريع المباشر بها سابقاً والتي ستدخل في العملية الإنتاجية وأهمها: الانتهاء من إعادة تأهيل وتجهيز /7/ قاطرات 2800 حصان، وكذلك الانتهاء من تعديل الصفة الفنية للشاحنات ذات الجوانب إلى شاحنات قلاب عدد/75/ لزوم نقل الحصويات والفوسفات ومتابعة الإعلانات والتعاقد على توريد قطع تبديلية.
أما في مجال البنية التحتية للخط الحديدي فأوضح أنّ المؤسسة تولي الأهمية القصوى لمشروع إعادة تأهيل وتطوير محور مرفأ طرطوس– حمص – مهين – الشرقية – مناجم الفوسفات، ومشروع دراسة وإنشاء خط حديدي جديد على مقطع الشرقية – تدمر – البوكمال للوصل مع العراق، كما تتم متابعة تنفيذ الصيانات الجارية والدورية للخطوط الحديدية العاملة لرفع المستوى الفني والحفاظ على أمان سير القطارات واستمرار عمليات النقل، ومتابعة تنفيذ أعمال صيانة وإعادة تأهيل بعض الجسور السككية والأبنية السكنية والخدمية المتضررة من جراء الزلزال.
مضيفاً: كما نقوم بمتابعة إعادة تأهيل بعض التفريعات السككية المخدمة للفعاليات الاقتصادية مثل: (معمل الإسمنت بعدرا – مصفاة حمص ومعمل مزج الزيوت – صوامع الغزلانية بريف دمشق)، واستكمال تنفيذ أعمال تفريعة الخط الحديدي للمنطقة الصناعية والمرفأ الجاف بحسياء، وإعادة تشغيل خط الفوسفات من مناجم الشرقية إلى مرفأ طرطوس.
10 مليارات ليرة أرباح المؤسسة العام الماضي وهي المرة الأولى منذ العام 2010
من العجز إلى التعافي
مدير عام مؤسسة الخطوط الحديدية ذكر أنه تم إنجاز الميزانية الختامية للمؤسسة عن عام 2023 والتي خلصت إلى تحقيق ربح مقداره /10 مليارات ليرة سورية/ مم يوضح انتقال المؤسسة من مرحلة العجز والخسارة إلى مرحلة التعافي والربح لأول مرة منذ عام 2010، مشيراً إلى أنه نظراً للجهود المبذولة من أجل رفع الجاهزية الفنية للبنية التحتية وللأدوات المحركة والمتحركة، الأمر الذي انعكس على تنفيذ حجوم النقل المطلوبة والتي بلغت خلال عام 2024 (110 آلاف راكب، و710 آلاف طن من البضائع)، وبالتالي عادت على المؤسسة بإيرادات حققت الاكتفاء الذاتي.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين