قال الرئيس الأمريكي جو بايدن في مقابلة مع شبكة (سي.إن.إن) الإخبارية أذيعت اليوم الأحد إن إسرائيل والسعودية أمامهما طريق طويل للتوصل لاتفاق لتطبيع العلاقات بينهما يتضمن معاهدة دفاعية وبرنامجا نوويا مدنيا من الولايات المتحدة.
ويتفاوض مسؤولون أمريكيون حاليا في محاولة للتوصل إلى اتفاق تطبيع بعيد المنال بين البلدين.
وقال بايدن في المقابلة مع برنامج (جي.بي.إس) الذي يقدمه فريد زكريا “ما زلنا بعيدين جدا عن ذلك (الاتفاق). لدينا أمور كثيرة لمناقشتها”.
وكان وزير الطاقة الإسرائيلي قد عبر الشهر الماضي عن معارضته لفكرة تطوير السعودية برنامجا نوويا للأغراض السلمية ضمن أي اتفاق تتوسط فيه الولايات المتحدة لإقامة علاقات بين البلدين.
وأشار بايدن إلى القرار الذي اتخذته السعودية عشية زيارته للمملكة الصيف الماضي والذي قضى بفتح مجالها الجوي أمام جميع شركات الطيران، مما يمهد الطريق لمزيد من الرحلات الجوية من إسرائيل وإليها.
ونوه أيضا إلى الجهود المبذولة من أجل وقف إطلاق النار في اليمن بصورة دائمة، وهو الصراع الذي أودى بحياة عشرات الآلاف ويُنظر إليه على نطاق واسع على أنه حرب بالوكالة بين السعودية وإيران.
وقال بايدن في المقابلة “إننا نحرز تقدما في المنطقة. وهذا يعتمد على التصرفات وما هو مطلوب للاعتراف بإسرائيل”.
وأضاف “بصراحة تامة، لا أعتقد أن لديهم مشكلة كبيرة مع إسرائيل. وبخصوص ما إذا كنا سنوفر لهم وسيلة تمكنهم من الحصول على طاقة نووية مدنية أم لا، وما إذا كان بإمكاننا تقديم ضمانات لأمنهم، فإنني أعتقد أن هذا بعيد المنال قليلا”.
وتقول إسرائيل إنها تتوقع أن تستشيرها واشنطن بخصوص صفقة أمريكية سعودية تؤثر على أمنها القومي. ويُعتقد على نطاق واسع أن إسرائيل تمتلك أسلحة نووية. ولم تنضم إسرائيل لمعاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية وليس لديها طاقة نووية.
وبالنظر إلى ما حدث في العراق وليبيا، فإن إسرائيل تشعر منذ وقت طويل بالقلق من أن الدول المجاورة لها والتي يُحتمل أن تحمل شعورا معاديا تجاهها قد تستخدم الطاقة النووية المدنية وغيرها من المشاريع الناشئة عن معاهدة حظر انتشار الأسلحة النووية المبرمة عام 1970 كغطاء لصناعة قنابل في الخفاء.
وتوجه بايدن الأحد إلى بريطانيا حيث سيلتقي الملك تشارلز الثالث قبل أن يشارك في قمة حلف شمال الأطلسي (ناتو) في فيلنيوس بليتوانيا.
وأقلعت الطائرة الرئاسية الأميركية من قاعدة عسكرية في ديلاوير. ويختتم بايدن جولته بزيارة فنلندا، العضو الجديد في الحلف الأطلسي.
الى ذلك بايدن، أنه لا يرى وحدة بين دول “الناتو” فيما يتعلق بقضية انضمام أوكرانيا المحتمل إلى الحلف.
وقال بايدن، في مقابلة مع وسائل إعلام غربية: “لا أعتقد أن هناك موقفًا بالإجماع في الناتو بشأن ما إذا كان ينبغي دعوة أوكرانيا إلى أسرة الناتو الآن، في هذه اللحظة، وفي خضم الحرب”.
وأشار بايدن إلى أنه أجرى محادثة مفصلة مع فلاديمير زيلينسكي، حول هذه القضية، وأوضح أن أمريكا ستواصل ضمان أمن أوكرانيا وتزويدها بالسلاح.
وأضاف: “مع ذلك، أعتقد أنه من السابق لأوانه التحدث والدعوة للتصويت، حيث يوجد عدد من المتطلبات الأخرى التي يجب الوفاء بها”.
وأوضح بايدن أنه متفائل بشأن احتمالات انضمام السويد إلى “الناتو”، في المستقبل القريب، في ضوء القمة المقبلة للحلف في فيلنيوس.
وسيلتقي الاثنين الملك تشارلز الثالث في قلعة وندسور للمرة الأولى منذ تتويجه الذي حضرته السيدة الأولى جيل بايدن نيابة عن الرئيس الأميركي.
ووفق البيت الأبيض، سيناقش الرجلان خصوصا القضايا البيئية. ومن المقرر أن يلتقي الرئيس الأميركي بعد ذلك رئيس الوزراء ريشي سوناك في داونينغ ستريت.
لكن العنصر الأساسي في جولة جو بايدن هو حضوره قمة الناتو يومي الثلاثاء والأربعاء في العاصمة الليتوانية فيلنيوس، حيث سيناقش الحلفاء الغربيون دعمهم لأوكرانيا ضد الغزو الروسي.
يأمل الرئيس الأميركي اغتنام الفرصة لإقناع تركيا بقبول ترشيح السويد لعضوية الحلف التي تتطلب إجماع الأعضاء.
وخلال زيارته لفيلنيوس، سيلقي جو بايدن أيضا خطابا بشأن السياسة الخارجية في جامعة المدينة.
وتأتي جولته الدبلوماسية بعد وقت قصير من القرار الأميركي المثير للجدل تزويد كييف ذخائر عنقودية، وهي محظورة من معظم أعضاء الناتو لكن الولايات المتحدة تواصل استخدامها.
وينهي الرئيس الأميركي جولته بزيارة هلسنكي عاصمة فنلندا التي وضعت حدا لحيادها بانضمامها إلى الناتو بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
سيرياهوم نيوز 4_راي اليوم