أحمد يوسف داود
لاأَحدَ يَدري كيف سيَكونُ مَوقِفُ كَثرةٍ منَ العَربِ حَيالَ الضُّغوطِ الأميركيّةِ عليهم بِوُجوبِ قَبولِهم تَرحيلَ سُكانِ غَزّةَ بَعيداً عن أَرضِ فلسطينْ، كي تَستَطيعَ دَولةُ (الكَيانِ الصَّهيونيِّ) أَنْ تُنهيَ حَركةَ حَماسْ وكتائبَ القَسّامِ، مِنْ دونِ إثارةِ أَيِّ تَعاطُفٍ مَعَها من قِبلِ تِلكَ الجِهاتِ العَربيّةِ، أَو حتَّى غَيرِ العَرَبيَّةْ!.
ويُقالُ: إنَّ كلَّ مَنْ طُلبَتْ مِنْهُمُ المُوافَقةُ على ذلكَ منْ بُلدانِ العَربْ، لم يُبْدِ أيٌّ مِنْ حُكّامِها أيّةَ استِجابةٍ لِذلكَ الطَّلَبْ، رَغمَ استِمرارِ الضُّغوطِ عَلَيهم منْ قِبَلِ رِئاسةِ الوِلاياتِ المُتّحِدةِ، حتّى الآنْ!.
وقد يَكونُ هذا الطَّلبُ جُزءاً مُبكِّراً من حَملةِ الدِّعايَةِ الانتِخابيَّةِ لحِزبِ الرئيس جو بايدنْ الذي سَبقَ لَهُ أَنْ أَمرَ بإرسالِ أَعتى قوةٍ عَسكرِيَّة عِندَهُ إلى البَحرِ الأبيضِ المُتَوسِّطِ، بَعدَ هُجومِ كَتائبِ القَسّامِ على قِسمٍ من الأَرضِ المُحتَلَّةِ كما صارَ مَعروفاً، فلم تُثِرْ أيَّ اهتِمامٍ منْ قِبلِ خُصومِ دَولتِهِ الكِبارْ: روسيا والصّينِ خُصوصاً، فبدا ذلك الإِرسالُ لَوناً منْ ألوانِ الاستِعراضِ المُثيرِ لِلسُّخرِيَةِ ذاتِ الطّابَعِ الدِّعائيِّ لِحِزبِهِ الدّيموقراطيِّ، حَيثُ ستَنتَهي فَترةُ رِئاستِهِ قبل نهاية العام القادم ويَخوضُ الحِزبَانِ الأَكبرُ في أَميركا: الجُمهوريُّ.. والدّيموقراطيُّ، قريباً حَملةَ انتخاباتِ الرِّئاسَةْ، فيَكونُ طلبُهُ سابقُ الذِّكرِ أَيضاً طلَباً ذا طابَعٍ دِعائِيٍّ انتِخابيٍّ مُبكِّرْ، عِلماً بأَنَّ حِزبَهُ الدّيموقراطيَّ لَيسَ أكثرَ اهتِماماً منْ خَصمِهِ: الحِزبِ الجُمهوريِّ بدَولةِ هذا (الكَيانِ الصُّهيونيِّ) ولا أَقلَّ عَداءً لِعَربِ فلسطينْ، أو أَقلَّ خِدمَةً للِدَّولةِ العِبريّةِ مِنْ حِزبِهْ!.
وفي سِياقِ هذا كُلّهِ يَبدو جَيشُ تلك (الدَّولةِ الصَّهونيّةِ) عاجِزاً إلّا عنْ قَتْلِ المَدنيّينَ كِبارِ السِّنِّ والأطفال والنِّساءِ كما تَبيَّن في غَزّةَ وسِواها، حَسبَما فَعلوا قبلاً!.
مانَتمَنّاهُ هوَ أَنْ يُصِرَّ قادةُ الدُّولِ العَربيّةِ الذين لم يَستَجيبوا لِما طَلبَهُ بايدن منهم على مَوقفِهِمُ الرَّافضِ لِطلَبِهْ، عٍلْماً بأنَّ قُوةَ جَيشِ الصّهايِنَةِ قد بانَ حَجمُها إذْ إِنَّ قُوّتَهُ لم تَظهَرْ إلّا عَلى الرِّجالِ كِبارِ السنِّ والنّساءِ والأطفالِ في غزَّةَ وباقي المَناطِقِ الأُخرى في القِطاعْ، كما ذَكرْنا قَبلاً!.
ولَكنْ، حتّى لو أَجْبرَ بايدنْ تلك الدُّولَ العَربيَّةَ التي لم تأخذ، حتى الآنْ، بِطَلَبِهِ فإنَّ ذلكَ لَن يُضيفَ قُوةً ذاتَ شأنٍ على قُوّةِ (جَيشِ الصّهايِنةِ) في جَولةٍ أخرى منَ الحربِ على حَماسْ وكَتائِبِ القَسّامْ، فلنَنْتَظِرْ إذاً ماسَيَكونْ، فإنَّ غداً لِناظرِهِ قَريبْ!.
(خاص لموقع سيرياهوم نيوز ١)