آخر الأخبار
الرئيسية » الإفتتاحية » بحرنا..والوجع المزمن !!

بحرنا..والوجع المزمن !!

 

رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد

 

منذ خمسة عقود وبحرنا المتوسطي يستقبل مكرهاً مياه الصرف الصحي الموجهة اليه من بلديات محافظتي اللاذقية وطرطوس المطلة عليه حيث تصب فيه مباشرة بدل ان تنتهي الى محطات معالجة ومن ثم اليه كما في اغلب المدن الشاطئية ..وللأسف لانعرف كم من السنوات القادمة سيبقى بحرنا في حالة من الوجع الذي يعانيه في ظل هذا الواقع المؤلم سيما وأن أصحاب القرار المتعاقبين ذوي العلاقة أفلحوا في التصريحات والوعود وفشلوا في التنفيذ والمصداقية !

 

نعم نعود للقول انهم فشلوا فشلاً ذريعاً على مدى نحو خمسة عقود مضت (اي قبل الازمة والحرب ومن ثم خلالها وحتى الان)في انجاز المشاريع التي تعاقدت عليها الدولة لحماية هذا البحر – بمياهه وثماره ورماله – من التلوث ،وكانوا كلما سألناهم عن مشروع محطة رفع أو ضخ هنا,وعن مشروع محطة معالجة هناك يتهربون تحت حجج مختلفة ,أو يجيبوننا بكلام إنشائي معسول يفتقد للدقة والمصداقية وهذا ماأثبتته الأيام والسنون ,وأكده واقع هذه المشاريع المتوقفة أو المتعثرة ليس خلال فترة الأزمة والحرب التي نعيشها إنما قبلها بسنوات وسنوات!

 

الأمثلة معروفة للجميع,وواضحة وضوح الشمس ,بدءًا من محطة ضخ مشوار في مدينة طرطوس  التي مضى على البدء بتنفيذها نحو الخمسة وأربعين عاماً ,مروراً بمحطة رفع الغمقة ومحطة ضخ العجمي,وعدة محطات شمال وجنوب طرطوس التي مضى على المباشرة فيها بضعة عقود ,وليس انتهاءً بمحطة المعالجة الرئيسية للصرف الصحي بالمدينة التي وضع حجر الأساس لها رئيس مجلس الوزراء الأسبق عام 2008  عند مكتب نقل البضائع شمال المدينة على ان تنفذ خلال 4 سنوات لكن العمل توقفت فيها دون ان ينفّذ فيها أي شيء يذكر

 

لقد أنفقت الدولة المليارات على مشاريع الصرف الصحي الهادفة لإنهاء التلوث عن البحر وتخليصه من الأوجاع المؤلمة,وبسبب عدم استثمارها وفق الدراسات الفنية التي سبقت التعاقد وتركها عرضة للعوامل الجوية ,فقد تمّ هدر الكثير من المبالغ المالية التي صرفت عليها سواء في خطوط الضخ من الغمقة ومشوار حتى محطة المعالجة,أو في غيرها الكثير..ولا ندري إن كان مسلل الهدر سيستمر ,إلى جانب مسلسل التأخير والتعطيل والإهمال وعدم المساءلة والمحاسبة البارعين في كتابته وإخراجه وعرضه !

 

وأختم بالقول أن الكثير مما شهدته وتشهده طرطوس في هذا المجال شهدته وتشهده بقية بلداتنا ومدننا البحرية التي جعلت بحرنا المتوسطي الجميل مصباً لصرفها اللاصحي ثم تركته يئن ويعن ويناشد من بيده الحل والربط لإنقاذه دون جدوى حتى تارخه ..وياللأسف!

(سيرياهوم نيوز ٣-الثورة)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

متطلبات تمتين جبهتنا الداخلية

  رئيس التحرير:هيثم يحيى محمد بغض النظر عن الع.دوان الاس.رائيلي الغاشم على كل من غ.زة ولبنان والحرب الطاحنة التي تتعرض لها فلسطين المحتلة ولبنان (شعباً ...