آخر الأخبار
الرئيسية » عالم البحار والمحيطات » بحر الجنوب يُقاوم أيضاً: سلاحف وغوص و… «برونزاج»

بحر الجنوب يُقاوم أيضاً: سلاحف وغوص و… «برونزاج»

آمال خليل

 

امتد العدوان الإسرائيلي إلى موسم البحر في جنوب لبنان. الشاطئ بين مدينة صور وبلدة الناقورة الحدودية، يعد من الأقل تلوثاً. لذلك كان يستقطب آلاف السياح والزوّار سنوياً. الاعتداءات الإسرائيلية القريبة أثّرت على حركة الروّاد، ولا سيما على شواطئ القليلة والمنصوري والبياضة والناقورة. تراجع حفّز أهالي المنطقة على تكثيف أنشطتهم البيئية والسياحية على تلك الشواطئ، لتعويض تقلّص الزوار من جهة ولتحدي إسرائيل من جهة أخرى.حول العلم اللبناني، تحلق عدد من الشبان والفتيان والأطفال على شاطئ المنصوري مساء أول من أمس. انتظروا بأن تقوم مريم بزي بإلقاء السلاحف الصغيرة من الدلو إلى العلم ومنه تحبو نحو الشاطئ الرملي والبحر. تساعد مريم والدتها الناشطة البيئية فاديا جمعة في الاهتمام بأعشاش السلاحف البحرية بعد إباضتها على شاطئ حمى المنصوري. أورثت جمعة ذلك الاهتمام إلى أولادها وهي ورثتها عن الناشطة منى خليل التي أسّس حمى المنصوري قبل 21 عاماً واهتمت بالسلاحف منذ مرحلة الإباضة والتفقيس والعناية بها حتى تصبح جاهزة لسبر غور البحر. تشهد مقاطع عدة من الشاطئ اللبناني، موسم تكاثر السلاحف البحرية بين شهرَي أيار (مايو) وتشرين الأول (أكتوبر) من كل عام. بسبب ظروف صحية، انقطعت خليل عن حمى المنصوري قبل أربع أعوام. وبشكل قسري، أهمل الحمى وسلاحفه، لعامين متتاليين إلى أن قررت جمعة إكمال مسيرة خليل. ولفتت في حديث إلى «الأخبار» إلى أنها تواصلت العام الماضي مع رئيس اتحاد بلديات صور حسن دبوق للتنسيق معه في استئناف متابعة موسم تكاثر السلاحف. وأفادت من مشروع Blue tyre للتنمية البحرية للشواطئ، بدعم من فوج كشافة الرسالة الإسلامية في بلدة المنصوري في ظل استقالة المجلس البلدي فيها. تزامن بدء العدوان مع انتهاء الموسم الماضي، لكنه امتد حتى بداية الموسم الحالي. لم تتخلف جمعة عن موعد بدء التحضيرات اللوجيستية والبيئية للموسم المقبل منذ بداية العام الجاري. رغم الغارات والقصف على المنصوري وعلى التلال المقابلة من الناقورة إلى حامول ومجدل زون، أصرت جمعة على الحضور الدائم إلى الشاطئ من مكان إقامتها في صور. ولاحقاً، تشكّل فريق من المتطوعين عاونها في حماية الأعشاش وتنظيف الشاطئ وتوفير الظروف الملائمة لإباضة السلاحف من الظلام والهدوء ليلاً. مراراً تسمع عبارة: «ماذا تستفيدين مما تفعلين؟!. قد تستهدفك إسرائيل وأنت على الشاطئ أو في طريقك من صور إلى هنا». لكن جمعة تجد بأن ما تفعله مع أولادها «فعل مقاومة وتصد لإسرائيل التي تعتدي على البيئة أيضاً عبر القصف بالقذائف الفوسفورية وإشعال الحرائق». قائد فوج المنصوري في كشافة الرسالة عبد عمار المشارك في فريق المتطوعين، لفت إلى أن متابعة موسم تكاثر السلاحف ليس تفصيلاً في ظل العدوان القائم. يقول: «المواقع الإسرائيلية تشاهدنا ونحن نقف على بعد كيلومترات قليلة عن الحدود. لكننا نصر على صنع هذا المشهد من الأهالي الصامدين الذين يرتادون الشاطئ للسباحة ومن الناشطين الذين يحافظون على بيئتهم بخلاف ما يريد العدو».

في البحر المقابل، يقاوم يوسف الجندي أيضاً. لا يكتفي مدير «المركز اللبناني للغوص» بممارسة الغوص ومشاركة زملائه والهواة الغوص في بحر مدينة صور، بل يصطحبهم بمركبه للغوص في بحر الناقورة كما كان يفعل قبل العدوان. يجد الجندي في ما يفعله «التزاماً لإظهار الحق المكتسب لنا ببحرنا وأرضنا في كل الظروف». منذ بدء الصيف، نظم مع هيئات محلية وناشطين، أنشطة بيئية متنوعة «تهدف إلى إظهار صمود الجنوبيين وإصرارهم على ممارسة يومياتهم رغماً عن نوايا إسرائيل بتهجيرهم»، منها نشاط نُظّم في الشهر الجاري برعاية وحضور وزير البيئة ناصر ياسين لتنظيف قاع بحر صور من الملوثات.

 

سيرياهوم نيوز1-الاخبار اللبنانية

x

‎قد يُعجبك أيضاً

فرنسا.. مصرع 10 مهاجرين إثر غرق قارب في بحر المانش

أعلنت السلطات الفرنسية غرق قارب كان يقل مهاجرين غير نظاميين في بحر المانش بين فرنسا والمملكة المتحدة، ما أسفر عن مصرع 10 أشخاص، وفقا لتقديرات ...