آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » بخلاف ( الفاو ) .. خسى الجوع ..؟!

بخلاف ( الفاو ) .. خسى الجوع ..؟!

 

سلمان عيسى

اكدت منظمة الأغذية والزراعة التابعة للأمم المتحدة “فاو” إن قيمة واردات الغذاء في العالم قد تصل الى تريليوني دولار في هذا العام، وان هذا قد يزيد الضغط على الدول الفقيرة..

واكدت المنظمة ان قيمة المستوردات من الغذاء بلغت ١،٩٤ تريليون دولار مشكلة زيادة تقدر ب ١٠ % عما كان سابقا بحسب ( رويترز ). وقد ارتفعت ألاسعار خاصة بعد التدخل العسكري الروسي في أوكرانيا، وهي التي تعتبر منتجا رئيسيا للحبوب والبذور الزيتية..

وتؤثر هذه الزيادة بشكل أكبر على الدول الفقيرة اقتصاديا، ومن المتوقع استمرار ذلك في العام المقبل على الرغم من أنه من المنتظر أن يتحسن الوضع الكلي للإمدادات الزراعية. وتعتبر الفاو ان هذه المؤشرات مقلقة بالنسبة للأمن الغذائي العالمي

وأشارت إلى أن أحجام واردات الغذاء في البلدان منخفضة الدخل انكمشت بمقدار 10 في المائة مع بقاء فاتورة الغذاء هذا العام دون تغيير تقريبا، الأمر الذي يشير إلى تنامي مشكلات الحصول على الغذاء.

وقالت فاو “ : يواجه المستوردون صعوبة في تمويل التكاليف العالمية المتزايدة، مما قد يشير على الأرجح إلى صعوبة في مواجهة ارتفاع الأسعار العالمية”.

وبالنسبة لمدخلات الإنتاج الزراعي مثل الأسمدة، التي تحتاج إلى الكثير من الطاقة لإنتاجها، ذكرت فاو أن تكاليف الاستيراد العالمية تتجه نحو زيادة حوالي 50 في المائة هذا العام لتصل إلى 424 مليار دولار، مما يجبر بعض البلدان على التقليل من شراء واستخدام ألاسمدة.

وتقول المنظمة أن هذا سيؤدي إلى انخفاض الإنتاجية وتقليل الطعام المتوافر محليا اضافة الى التداعيات السلبية على الإنتاج.

وبناء على ذلك ترى الفاو أن إنتاج القمح سيقفز 0.6 في المائة على أساس سنوي ليبلغ مستوى قياسيا عند 784 مليون طن، مع ملاحظة أن الزيادات المتوقعة ستكون في الصين وروسيا إلى حد كبير، مما يعني انخفاض المخزونات في بقية أنحاء العالم بنسبة 8 % .

بالنسبة لنا، كنا ننتج من هذه الفاتورة العالمية بين ٤ – ٤.٥ ملايين طن من القمح سنويا .. وهذا العام كان الانتاج المسلّم لمؤسسة الحبوب أقل من (٦٠٠) الف طن فقط .. اي اقل من ١٥ % من انتاج ايام زمان ..وبحسب تقرير الفاو فأن بلدنا من الدول الفقيرة التي يخشى عليها عالميا من الجوع .. ومع خوف الفاو ايضا من الاقلال من استخدام السماد بسبب ارتفاع تكاليف انتاجه، فهذا يعني حتمية عدم انتاج كميات جيدة في وحدات المساحة ..

وعلى ما يبدو لا توجد هناك نوايا طيبة للوصول الى كميات آمنة من القمح .. اذ ان تشغيل معمل السماد الوحيد الذي تملكه الدولة .. وتخصيص انتاجه للزراعة المحلية، مع قليل من المستورد .. وتسهيل انتاج البدائل الطبيعية .. كل هذا سيكون من وسائل الامان التي تقينا من توجسات الفاو .. وتحقق فعلا الامن الغذائي حتى بدون استيراد ..

لو كان هناك فعلا نوايا صادقة للوصول الى الامن الغذائي، لكانت الحكومة تدخلت .. بل سارعت الى شراء كامل انتاج موسم الذرة الصفراء .. في الغاب اكثر من ٤٠ الف طن .. وفي ريف حلب عشرات آلاف الاطنان وفي الرقة بدأ القطاف، وهناك دعوات .. بل وتوسلات لتشغيل المجففات لاستقبال الانتاج علما ان ما ينتج في الرقة اكثر بكثير مما ينتج في الغاب وريف حلب .. وللعلم ايضا فان زراعة الذرة عادت بقوة هذا العام وباجتهاد شخصي من الفلاح السوري النشيط .. ليس عيبا ان نأكل خبز الذرة مع ان جداتنا تحدثن لنا عن مذاقه وسهولة انتاجه، والاعتماد عليه في مراحل زمنية قد تكون مشابهة .. قلة القمح ..

بخلاف كل الدول .. الفقيرة، او التي تملك امكانية تمويل مستوردات الغذاء، فان بلدنا يمكنها ان تقف في وجه الجوع وتوقعات الفاو للدول الفقيرة فيما لو اعتمدت على مواردها الذاتية من مستلزمات الانتاج الزراعي .. فهذه الارض الطيبة .. وهذا الفلاح النشيط يمكن ان يصرخ باعلى صوته ( خسى الجوع ) .. شريطة تزويده بكل مستلزمات الانتاج .. واهمها السماد والبذار الجيد .. ؟!

(سيرياهوم نيوز3-خاص بالموقع12-11-2022)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية: بين المشورة واتخاذ القرار

  حسان نديم حسن في ظل التطورات السريعة التي يشهدها العالم وتنامي أهمية المؤسسات التشاركية، تبرز المجالس الاستشارية والمجالس التمثيلية كأدوات حيوية للإدارة وتقديم الخدمات ...