فتح الفنان التشكيلي عمار حسن نوافذ عديدة على عوالم الطبيعة بفطرتها الأولى من خلال معرضه بعنوان (بدء) لتكون دعوة لكل من استهلكت أرواحهم الحياة المعاصرة ليعودوا إلى النقاء الأول وجمالياته التي لا تنتهي.
المعرض الذي تستضيفه صالة عشتار حالياً يضم أكثر من 90 لوحة بأحجام متنوعة و بتقنية الاكريليك والأحبار بأسلوب خاص يخلط بين الواقعي والتجريد بثيمة أساسية هي الطبيعة عبر حالات ومشاهد متعددة التقطت بعين متأملة ويد حساسة.
وعن المعرض قال الفنان حسن في تصريح لـ سانا “الطبيعة بالنسبة لي هي الأم والرحم الأول لنا جميعاً ومفرداتها هي المفهوم الذي أقدمه في لوحاتي حيث تأتي عندي بحالتها البدئية لحظة الولادة فأحاول التواصل معها لأكون جزءاً منها”.
وأوضح حسن أنه بعد سنوات طويلة من الاشتغال على ثيمة الطبيعة اكتشف أن هذا العالم أعمق مما نراه بشكل مباشر ما أعاده إلى ذاكرة الطفولة الأولى لديه مشيراً إلى أنه سعى لكي يعيد على سطح لوحاته مشاهداته للطبيعة وتواصله معها ضمن رؤية عميقة.
حسن المعروف في الوسط التشكيلي السوري كناقد يرى في الطبيعة خصوصيتها بما ترمز له كأم و أنثى فتولد عنده وعياً جديداً للتداخل معها على مستوى الجماليات للتعبير عن حالات التكوين والمخاض والولادة معتبراً أن اتحاده مع الجانب الأنثوي في الطبيعة يسمح له بتجاوز ذاته الفردية للوصول إلى الخيال الواعي والفطري البعيد عن التشويش والتشويه الذي تسبب به الإنسان المعاصر.
ويدعو حسن عبر لوحاته للعودة إلى الإنسانية الأولى بجمالياتها لتكون جزءاً من الطبيعة الأم من خلال التأمل مبيناً أن لوحاته تشكل نوافذ في جدران المدينة للتواصل مع الحالة الروحية والفطرية لكل منا.
التشكيلي عصام درويش مدير صالة عشتار عبر عن مدى تطور التجربة التشكيلية عند الفنان حسن لافتاً إلى أن الفنان يرسم الطبيعة الموجودة في أحلامه الطفولية وليست كما هي عليه في الواقع مستفيداً من بعض مفردات الطبيعة المرتبطة ببيئته الريفية الساحلية ليقدم خلطة فنية جميلة بين التجريد والواقعية والسريالية.
محمد سمير طحان
سيريا هوم نيوز _ سانا