توحي مداخلة وزير الخارجية الأردني أيمن الصفدي مجددا بمناسبة يوم التضامن العالمي الفلسطيني بأن الازمة بين عمان وتل أبيب في الواقع ذهبت الى اتجاهات عميقة جدا.
ويوحي كلام العاهل الأردني الملك عبدالله الثاني مساء السبت مع نائبة الرئيس الأمريكي كامالا هاريس في قمة المناخ بأن الإشتباك الأردني مع السردية الإسرائيلية متواصل لا بل تقرر ان لا يتوقف.
المعنى أن الدبلوماسية الأردنية مهتمة للغاية باعادة انتاج موقف المجتمع الدولي من العدوان الاسرائيلي على قطاع غزة والترتيبات التي يدعمها جيش الاحتلال امنيا في الضفة الغربية والقدس تحت عناوين هذه السياسات وسحب البساط او محاولة سحب البساط من تحت شرعيتها.
وزير الخارجية الاردني سجل ملاحظات خشنة للغاية وقاسية ضد السلوك الاسرائيلي في الاجتماع الدولي قياسا ببقية وزراء الخارجية العرب.
وتحدث عن ضرورة اخضاع اسرائيل في سلوكها في بالاراضي المحتلة عموما الى القانون الدولي واعتبر بأن الشرعية الدولية امام اختبار قاس بسبب الاسرائيليين معبرا في رسالة سياسية ودبلوماسية عمليا غير مسبوقة في تاريخ العلاقات الاردنية الاسرائيلية عن اهتمام بلاده بتسليط الضوء على المفارقة التي تشعر بها المجموعة العربية حيث ساهم الغطاء الامريكي الذي تم توفيره مع بعض الدول الاوروبية طبعا للسلوك العدواني العسكري الاسرائيلي في قطاع غزة بتاسيس حالة غير مسبوقة قوامها ان اسرائيل لا تخضع لقرارات مجلس الامن.
عمان شعرت مجددا بعد زيارة أنتوني بلينكن الأخيرة لتل أبيب بأن واشنطن تصر على منح الجيش الإسرائيلي تفويضا جديدا هذه المرة خلافا للتفويض الذي حصل عليه سابقا بنيامين نتنياهو.
سأل الأردن خلف الستائر الأمريكيين: إلى أين بصورة محددة تفترضون انكم ستصلون؟.
لا تحصل عمان على أجوبة محددة لكن الإستراتيجية الوحيدة المتاحة دبلوماسيا حسب وزير سابق للخارجية تحدث لرأي اليوم هي البقاء في حالة تذكير للمؤسسات الأمريكية على أمل التوصل إلى خلاصات فكرتها ان تلك الحرب “عبثية”.
استعمل وزير الخارجية الأردني مفردة “عبثية” قبل يومين في وصف استئناف العملية العسكرية ضد المدنيين في قطاع غزة.
لكن في أبو ظبي وعلى هامش اللقاء مع هاريس شددت القيادة الأردنية على ما يصفه دبلوماسيون ب”الخطر الأكبر” وفكرته انتقال الصراع إلى الضفة الغربية وهو أهم ما يشغل المؤسسات الأردنية سياديا وأمنيا وعسكريا ايضا لأنه يعني بكل بساطة سيناريو “الفوضى الشاملة”.
وعاهل الأردن قالها بوضوح مساء السبت لنائبة الرئيس الأمريكي عازلا بلاده عن أي مشروع يمكن أن يؤدي ل”فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة” والأهم أردنيا أن استمرار حرب غزة سيؤدي إلى خروج الوضع عن السيطرة في الضفة الغربية حيث لدى عمان تقارير ميدانية مقلقة للغاية بالخصوص جراء تصرفات المستوطنين بعد تسليحهم والعمليات العسكرية المباشرة ضد اهالي مدن الضفة واحدة من رسائل التحذير الأردنية كانت تلمح عمليا إلى ان خروج الوضع عن السيطرة في الضفة الغربية تستفيد منه حماس بصورة مباشرة أو اليمين الإسرائيلي.
سيرياهوم نيوز 2_راي اليوم