بقلم:ناظم عيد
إن كان بعضنا يأخذ على بعض السّادة الوزراء وقوعهم في غواية السرد و الاستعراض الإعلامي و”امتطاء” مختلف وسائل الميديا بما فيها صفحات ما يسمى ” الفضاء الأزرق” ..فلابد أن نأخذ ونأخذ و نأخذ .. على وزراء آخرين صمتهم المطبق والمريب والمستفز لتساؤلات لابد أن نطرحها بإملاء مهني لا يجوز تجاهله..محورها ماذا يفعلون..وبماذا يملؤون يومياتهم الطويلة ؟؟ فهمنا وقدّرنا أنها جذوة المنصب وما تفتحه من شهية حتى الشراهة لممارسة الشغف بالسلطة وامتيازات الحقيبة وما تنطوي عليه من صلات بعالم العلاقات العامة المغري..لكن السؤال هنا.. ألا يملون من ذات الطاولة وذات الكرسي والجدران ذاتها وربما ذات الأشخاص الذين يترددون إليهم إن على سبيل التواصل الودي أو المصلحي ؟؟ هل تخشون الخطأ والانزلاق الكلامي وتتوجسون من أن تكونوا فريسة تلوكها ألسن الفيسبوك مثلاً؟…رغم أن المسؤول يجب ألّا يخشى في الحق لومة لائم..حتى ولو تناوله بعضهم فسينصفه بعضهم الآخر..لأن صاحب القرار عندما يصدر قراره يكون نصف المجتمع ضده، كالقاضي تماماً بما أن ثمة متضرر ومستفيد من أي حكم. أم أنه الإفلاس وقلة الحيلة وغياب أي رؤيا من النوع الذي كنا نسميه “مبادرة” فتحول إلى مغامرة في عرف من لا يحبذون الضوء وحفظوا – عن ظهر قلب – المثل الانكليزي الذي يرى أنه ” إذا كان الكلام من فضة فإن السكوت من ذهب”..؟ تمر الأشهر تلو الأشهر بلا صوت ولا صورة ولاحس ولا خبر ..إلا ما ينقله الزوار الخاصة من مقتطفات ليست للنشر..تماما كما الدراما التاريخية التي لا تسمح بتجسيد أشخاص لهم رمزيتهم الدينية و يُكتفى بنقل أحاديثم بطريقة “قال عن قيل”!!! أيّ وجوم هذا الذي تسمحون له أن يجتاحكم أيها السادة..وأي قلق- على كآبة – تنشروه بصمتكم بين من ينتظرون منكم ..كلمة ..موقف..تبرير..تطمين..توضيح ؟؟ هل تستوي استحقاقات المنصب الرفيع وتوفى كفايتها عندما تكون المسؤوليات محصورة بحضور جلسة الثلاثاء وبضعة اجتماعات تقليدية باتت بروتوكولية أكثر مما هي عملية؟ الوزير والوزارة كمصطلح ومفهوم من الوزر أي العبء والمسؤولية..والمسؤولية في مثل ظروف بلدنا الجريح، متعددة الملامح يختلط فيها السياسي بالتعبوي المعنوي بالاقتصادي بالفني المندرج في سياق اختصاصات كل وزارة..مسؤولية خلاصتها اجتماعية بالمطلق وقصارى أبعادها المواطن الذي كان ومازال أحدى ركائز ثلاثية الصمود ..الجيش والقائد والشعب. من تخلّى عن حيثية المسؤولية في أدائه فقد اكتفى بالامتياز وحسم الجدل القديم حول إذا ما كان المنصب مسؤولية أم امتياز.. ولعلنا في هذا البلد لم نعد نفتقر إلى غواة الامتياز ..بل نحن بحاجة وبأمس الحاجة إلى هواة مسؤولية لأن الاستحقاقات باتت من طراز تقيل ثقيل.. نصيحة..اخرجوا على الإعلام علنا..بقراراتكم بمعالجاتكم بحضوركم حيث يجب أن تحضروا ولو على طريقة ” أظهر عذرك ولا تظهر بخلك” ..أو كما تتداول العامة “لاقيني ولا تطعميني” إذا كان بالفعل ليس لديكم ما تقدموه، وهذا ما نشك به، لأن ثمة مبادرات و أفكار كثيرة تُطرح إن في الإعلام أو على شكل ” نصائح صديق” لكنها تُهمل لأسباب مجهولة لكنها لا تدعو للاطمئنان بتاتاً. نختم بتسجيل تقديرنا لكل السادة الوزراء الذين كان الميدان خيارهم..ولم يترددوا في قول الحقائق وبنبرة تصالحية غير استعدائية قبلها الجميع ..ولم يكترثوا للفورات الفيسبوكية مهما غالت وعلت ..أي واجهوا مسؤولياتهم بجرأة وصراحة واحترافية..بالفعل يستحقون الشكر رغم أنه لا شكر على واجب..لكن تقصير من قصروا جعل الثناء واجباً للإنصاف. هامش: يحدث التكلس عندما يمر الجسم بإضراب معين يؤدي إلى تراكم الكالسيوم في أنسجة الجسم غير المناسبة لتخزينه، ما يؤدي أحيانًا لانسداد في الشرايين، وتكلسات في الكلى، أو أيٍ كان. هامش 2- قال أحد الحكماء: من لم يكن وجوده مكسباً .. لن يكون غيابه خسارة . هامش 3- علينا ألا ننسى أن ” الأمل بالعمل” …وللعمل رواده وللمسؤولية رجالاتها.
(سيرياهوم نيوز-الخبير السوري٤-٩-٢٠٢١)