كنت في الصف الحادي عشر عندما سيطرت( داعش) وحلت لعنة الإرهاب على محافظة دير الزور، كنت آنذاك طالباً مجداً ومثابراً ويمتلك أحلاماً بحجم البلد ، وبسبب خارج عن إرادتي وإرادة الجميع وبسبب لعنة الحرب أغلقت المدارس ومنع التعليم, وبسبب الحصار الخانق أغلقت المعابر و المنافذ ,و حتى إن سمح لنا بالخروج إلى المحافظات الأخرى إلا أن تأمين التكاليف الباهظة كان ضرباً من الخيال ، لأنه في وقت بالكاد كان كل منا يؤمن فتات خبز يجعله كائناً حياً على قيد الحياة….(هذا مضمون شكوى وردتنا من أحد الطلاب من دير الزور)
حال هذا الطالب حال ١٣٠ طالباً وطالبة للصف ذاته (حسب ما ورد في الشكوى ) ذهبت أحلامهم أدراج الرياح ,لأنه منذ ذلك الوقت لا دراسة ولا تعليم.
يقول: راجعنا مديرية التربية مرات ومرات ولم يستطع أحد المساعدة …
المطلوب نريد العودة لمقاعد الدراسة . نريد من ينعش أحلامنا ويعيد إلينا الأمل بالمستقبل , كما هي حال عشرات الطلاب في كل منطقة تعرضت للإرهاب، وللعنة خفافيش الظلام، والنتيجة حرمانهم من إتمام تعليمهم.
لا يخفى على أحد حجم المعاناة والأوجاع وويلات الحرب الضروس التي عانت منها محافظة دير الزور منذ سيطرة( داعش) إلى أن تم فك الحصار عنها بفضل بطولات جيشنا الباسل ، لكن تبعات تلك الحرب اللعينة على الطلاب كانت أخطرها على مختلف المراحل, علماً أن الجهات المعنية عملت ما بوسعها لاستيعاب تلك التبعات وعودة الطلاب إلى مدارسهم, لكن ما زال هناك من يشعر بالظلم لعدم تمكنه من العودة لمدرسته وعلى مختلف المراحل ، بدليل صرخة هذا الطالب وطلبه المساعدة بأي طريقة كانت, فهل تدرس وزارة التربية وضع مثل هؤلاء الطلاب وتعمل بالتنسيق مع الجهات ذات الصلة لإعادة هؤلاء وأمثالهم للمدارس وإنعاش أحلامهم حتى لو بمنحهم فرصة واحدة قبل أن ترمي بهم الظروف إلى مستنقع الجريمة والفساد أو حتى التطرف.؟
(سيرياهوم نيوز-تشرين)