من الكويت ٢٠١٣ – ٢٠١٤ – ٢٠١٥ إلى لندن ٢٠١٦، وصولاً إلى بروكسل المقر المقيم لمؤتمر “المانحين الدوليين الداعمين للإ.ر.هاب” منذ ٢٠١٧ وحتى ٢٠٢٢، لم يتغير الكثير في المشهد، ولم تتبدل مسارات الوهم والتسييس، سوى أن النسخة الجديدة من مؤتمر بروكسل أضافت إلى مهمة المجتمعين البعد الأوكراني لممارسة الضغط على موسكو. بهدف جمع المساعدات والتبرعات للسوريين، عقدت الاجتماعات والمؤتمرات التي كان يدعى لها بطلب أميركي دائما، وبما يخدم أجندة واشنطن في كل مرحلة من مراحل العد.و.ان على سورية، وتحت مسميات دعائية كاذبة كان المجتمعون يتبادلون الأدوار التمثيلية على خشبة المسرح الذي ما أخفت ستارته يوماً فصول المؤامرة على سورية، بمقابل التبني الوقح لمشروع القتل والتمزيق والفدرلة والاخضاع تأسيسا على ما تجاوزته الوقائع “جنيف ١ انموذجا”. “بروكسل ٦”، النسخة المكرورة في الطرح والتوجه والتوصيات، و كمنصة دائمة جاهزة حاضرة لانطلاق وإطلاق البرامج الدعائية وحملات الاستهداف السياسية تحت عناوين إنسانية، يبدو أنه قطع شوطاً إضافياً لجهة قيامه برفع سقف النفاق والكذب الذي درج عليه، فعنوانه “دعم مستقبل سورية والمنطقة” فيما كان أبرز ما يميز رسائله السياسية أنها أضعف من مرسليها، لا تدل إلا على مستويات جديدة من العجز وأخرى من النفاق الذي يرسم ذروة لمكاسب سياسية واهمة لن تتحقق يوماً. إذا كان مؤتمر “بروكسل ٦” راوح في أوهام من جمعتهم محاولات #تسييس الملفات، فإن أفضل تعبير توصيفي لحالهم كان ربما ذلك الذي صدر عن موسكو: “هو تجمع لشلة_من_الغربيين ليس له أي قيمة مضافة”، فمع استبعاد روسيا وعدم توجيه الدعوة لها، وبغياب الرعاية الأممية للمؤتمر، ومع لاءات الأوروبيين: لا لرفع العقوبات عن سورية، لا لتطبيع العلاقات معها، لا لوقف تعطيل عملية إعادة الإعمار فيها، لا يكون”بروكسل ٦” إلا التجديد الحقيقي للحرب، وإلا التجديد الفعلي لدعم الإ. ر.هاب، أو هو أمر العمليات الجديد لإعادة إنتاج وتدوير حثالاته وتنظيماته المدحورة، وقد حمل كل ذلك، وهو الأمر العملياتي بتجديد الحرب، ودعم الإ. رها.ب بإعادة إحياء فصائله. حدود النفاق تكون مفتوحة على لا سقوف عندما يجري الحديث عن “مانحين، مساعدات إنسانية، التخفيف من المعاناة، دعم المستقبل، مكافحة الإر.ها .ب”، بينما الواقع يحدث بتشديد العقوبات وتجديدها، بمنع عودة اللاجئين والمهجرين، بمنع إعادة الإعمار، و بتسييس متهور يتجاوز ربما وقاحة جمع الأموال لتوظيفها بكل الاتجاهات التي تعزز ممارسة كل أشكال الإ.ر.ها.ب الإقتصادي على التوازي مع تغذية وتسليح فصائل الإ.ر.ها .ب العاملة تحت الإشراف الأميركي. إن جمع الأدلة التي تؤكد بلوغ النفاق_والتسييس مستويات غير مسبوقة ليس أمراً صعباً، بل إن التصريحات والبيانات الصادرة عن الأمم المتحدة وبعض الأطراف المشاركة بهذه الإجتماعات والمؤتمرات تؤكد غياب الأثر الإيجابي لكل المليارات التي جمعت، ما يعني أنها أما سرقت أو جرى #توظيفها في غير ما أثير من ادعاءات أثناء جمعها، أي أنها ذهبت وتذهب مباشرة لتجنيد وتدريب وتسليح فصائل الإر.ها. ب وتنظيماته، بدليل أن إدارة إنفاق هذه الأموال تبقى مجهولة على الأقل بالنسبة لمجالس إدارات الصناديق الأممية ذات الاختصاص!. فضيحة “بروكسل ٦”، ربما كانت أعظم من سابقيه ليس فقط لأنه استبعد دعوة موسكو، بل لأن ذريعة_الاستبعاد تلخصت بإعلان أن الدعوات وجهت فقط للشركاء الذين لديهم المصلحة الحقيقية للمساهمة بارساء السلام العالمي .. هل هناك حدود_للنفاق عندما يتبجح الغرب بادعاء الحرص على السلام، بينما يتخذ قرار تجديد الحرب، بالعقوبات كار. ها.ب إقتصادي، وباعادة انتاج أذرعه الإر. ها. بية؟!.
(سيرياهوم نيوز6-الثورة16-5-2022)