آخر الأخبار
الرئيسية » حول العالم » بريطانيا تقود «حزب الحرب»: لكسر «الخطوط الحمر» مع روسيا

بريطانيا تقود «حزب الحرب»: لكسر «الخطوط الحمر» مع روسيا

سعيد محمد

لندن | يبدو رئيس الوزراء البريطاني، كير ستارمر، عازماً على استعادة الدور الذي قام به ملهمه، توني بلير، في التمهيد للعدوان الأميركي على العراق؛ إذ انتقل إلى واشنطن، مع نهاية الأسبوع الماضي، بغرض الضغط على إدارة الرئيس جو بايدن، علّها تسمح للجيش الأوكراني باستخدام صواريخ هجومية طويلة المدى من طراز «ستورم شادو» ضدّ أهداف في الداخل الروسي. ولم يعلن بايدن أو ستارمر بعد اجتماعهما في البيت الأبيض، عن أيّ إجراءات محدّدة في اتجاه اتّخاذ مثل تلك الخطوة – التي تدعمها فرنسا أيضاً -، وأبقيا على تصريحاتهما في إطار العموميات، متعهّدَين بـ»دعم ثابت لأوكرانيا». لكن الصحف نقلت عن مسؤولين على جانبَي المحيط الأطلسي، قولهم إنه على الرغم من عدم إصدار أيّ إعلان حول مسألة الصواريخ، إلا أن بريطانيا ودولاً غربية أخرى بدأت بالفعل في تقديم معدات عسكرية جديدة لأوكرانيا، يُعتقد أن من بينها «ستورم شادو»، من دون الإعلان عن ذلك. وممّا قاله رئيس الوزراء البريطاني للصحافيين في البيت الأبيض، إنه أجرى «نقاشاً واسع النطاق حول الشؤون الاستراتيجية» مع الرئيس الأميركي، «بما في ذلك أوكرانيا، والشرق الأوسط، ومنطقة المحيطَين الهندي والهادئ». وأشار ستارمر إلى أنه وبايدن سيناقشان خططهما حول أوكرانيا مع جهات عدة على هامش اجتماعات الجمعية العامة للأمم المتحدة في نيويورك، والتي ستعقد خلال أقل من أسبوعين.وكان الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، قد استبق القمة البريطانية – الأميركية بالإعلان عن أن موسكو ستعتبر قراراً من هذا النوع بمثابة دخول لـ»حلف شمال الأطلسي» في أتون الحرب الأوكرانية، المتواصلة منذ شباط 2022. لكن الرئيس الأميركي سخر من تصريحات نظيره الروسي على هامش اجتماعه مع ستارمر، مشيراً إلى أنه «لا يعبأ كثيراً في شأن فلاديمير بوتين»، ولا يَعتبر استخدام أوكرانيا لـ»ستورم شادو» تورّطاً مباشراً في الحرب، مخالفاً بذلك تصريحات أدلى بها منسق الاتصالات الاستراتيجية في مجلس الأمن القومي، جون كيربي، قبل ساعات من لقاء القمة، قال فيها إن «الولايات المتحدة تأخذ تهديدات بوتين على محمل الجدّ». في هذه الأثناء، أبلغ سفير موسكو لدى الأمم المتحدة، مجلس الأمن الدولي، أن تخفيف القيود المفروضة على استخدام الصواريخ البعيدة المدى، سيمثّل تصعيداً إلى مستوى «حرب مباشرة» بين بلاده و»الناتو». كما حذّر نائب وزير الخارجية الروسي، سيرغي ريابكوف، من أن الحكومتَين الأميركية والبريطانية تدفعان بالصراع نحو «تصعيد كبير خارج السيطرة».

وحضر الاجتماع مع ستارمر، وزير خارجيته ديفيد لامي، الذي كان قام بزيارة خاطفة للعاصمة الأوكرانية كييف، برفقة نظيره الأميركي أنتوني بلينكن، الأسبوع الماضي، قبل انتقالهما إلى واشنطن. ووفقاً لخبراء، فإن «ستورم شادو» تحديداً كان موضوع تلك الزيارة، حيث يضغط الرئيس الأوكراني، فولوديمير زيلينسكي، منذ أشهر، للحصول على إذن باستخدامها ضدّ أهداف داخل روسيا، علماً أنه يمكن لهذا الطراز من الصواريخ أن يطاول تحصينات الجيش الروسي وقواعده الجوية والصاروخية في مدى 250 كيلومتراً، ويعرّض وجوده في شبه جزيرة القرم لخطر شديد. ويتمّ تصنيع «ستورم شادو» من قِبَل مشروع شراكة بريطانية – فرنسية – إيطالية، فيما بعض مكوناته تأتي من الولايات المتحدة، ما يمنح كلاً من الدول الأربع حقّ الاعتراض على استخدامه.

موسكو تجنّبت إلى الآن الردّ على الغرب خارج حدود أوكرانيا

 

وبحسب خبراء عسكريين، فإن الجيش الروسي شرع في اتّخاذ إجراءات احترازية، ونقل معدات استراتيجية خارج نطاق «ستورم شادو» في حال إطلاقه من أيّ نقطة من الأراضي الأوكرانية. ومع ذلك، لا يعتقد هؤلاء الخبراء بأن تلك الصواريخ كافية لتغيير مسار الحرب بشكل جذري ما دامت ليست ضمن خطة حرب شاملة، ولكنّها بالتأكيد ستجعل القتال «أكثر كلفة بالنسبة إلى روسيا»، أقلّه وفق ما يزعم زيلينسكي. وكان الأخير قد أصدر بياناً حثّ فيه قمّة واشنطن على اتخاذ القرار، وجاء فيه أن «أيّ شخص يتأمّل خريطة المنشآت العسكرية التي تشنّ منها روسيا ضرباتها، وتدرّب فيها قواتها، وتحتفظ فيها باحتياطياتها، وماهية الخدمات اللوجستية التي تقدّمها، سيفهم بوضوح لماذا تحتاج أوكرانيا إلى قدرات قصف بعيدة المدى». ولفت الرئيس الأوكراني إلى أنه سيلتقي بايدن في وقت لاحق من هذا الشهر لتقديم ما سمّاه «خطّة النصر» حول كيفية إنهاء الحرب مع روسيا، والتي ستتضمّن ما قال إنها «مجموعة من الحلول المترابطة التي ستمنح أوكرانيا قوّة كافية لوضع هذه الحرب على مسار السلام».

من جهته، قال رئيس الوزراء البولندي، دونالد توسك، تعليقاً على المداولات الأخيرة: «لن أعلّق أهمية مفرطة على التهديدات الأخيرة للرئيس بوتين، إذ إنها تظهر الوضع الصعب الذي يواجهه الروس على الجبهة». لكن المستشار الألماني أولاف شولتس كان أكثر حذراً، إذ أكد أن بلاده لن ترسل صواريخ بعيدة المدى طلبتها أوكرانيا، قائلاً: «لقد اتّخذت ألمانيا قرارات واضحة في شأن ما سنفعله وما لن نفعله. وهذا القرار لن يتغيّر»، علماً أن برلين تمتلك صواريخ كروز طويلة المدى من طراز «توروس». واتبعت الولايات المتحدة وحلفاؤها، خلال 30 شهراً من الحرب، سياسة تصعيد تدريجي في نوعية دعمها العسكري لنظام كييف، والذي شمل الدبابات والطائرات المقاتلة والصواريخ وأنظمة الدفاع الجوي. وعلى الرغم من التهديدات الروسية السابقة، فإن موسكو تجنّبت إلى الآن الردّ على الغرب خارج حدود أوكرانيا، واكتفت دائماً بتحييد المعدات الجديدة في أرض المعركة. لكن تصريحات بوتين، وهي الأكثر مباشرة له حتى الآن في شأن دور حلف «الناتو» في الحرب، نبّهت إلى أن الغرب سيتعيّن عليه ليس فقط تزويد أوكرانيا بالصواريخ، ولكن أيضاً بالاستخبارات والتكنولوجيا لتمكينها من استعمال هذا السلاح، ما يغيّر طبيعة مشاركته في المجهود الحربي ضدّ روسيا، واستتباعاً جوهر الصراع ذاته بشكل كبير.

وسخرت السفارة الروسية في لندن، بدورها، من سعي حكومة حزب «العمل» البريطانية إلى نقل صواريخ ثقيلة إلى أوكرانيا، وقالت إن بريطانيا ستهدر في ذلك الأموال العامة، في وقت تقرّر فيه الحكومة رفع الدعم المخصّص للتدفئة في فصل الشتاء عن البريطانيين المتقاعدين وكبار السن. وأتى هذا في وقت ألغت فيه روسيا اعتماد ستة ديبلوماسيين بريطانيين في موسكو بتهمّة التجسس. وقالت وكالة المخابرات الداخلية الروسية (الجمعة) إنها تحرّكت بناءً على وثائق تُظهر أن أطرافاً في الجهاز الديبلوماسي البريطاني تساعد في تنسيق ما وصفته بأنه «تصعيد الوضع السياسي والعسكري» في أوكرانيا. وردّ الناطق باسم الخارجية البريطانية على تلك الاتهامات بالقول إنه «لا أساس لها من الصحة على الإطلاق»، وأكد أن الوزارة «لن تعتذر عن قيامها بحماية مصالح بريطانيا الوطنية».

 

 

 

 

سيرياهوم نيوز١_الأخبار

x

‎قد يُعجبك أيضاً

الرئيس الإيراني يدعو بابا الفاتيكان لحث زعماء العالم للوقوف بوجه جرائم “إسرائيل”

  فرانسيس الثاني أنّ إيران مُستعدّة للتعامل البنّاء مع الفاتيكان من أجل تعزيز السلام والعدالة في العالم.     أكّد الرئيس الإيراني، مسعود بزشكيان، اليوم ...