من خيرات وأعشاب الأرض تستمر النساء الريفيات بمشاريعهن، وهنّ اللواتي آمنّ بما تنتجه الأرض، حيث ينتظرن بفارغ الصبر أزهار وأعشاب الربيع فيجمعونها بكل حب وعناية، ليصنعن منها ما استطاعت أيديهن صنعه من كريمات تجميل وصابون وعطور وشامبو وزهورات طبيعية.
مشروع ذو دخل اقتصادي
فمن الأعشاب الطبيعية العطرية والطبية انطلقت بمشروعها التي بدأته منذ أكثر من خمسة عشر عاماً، فكان مشروعاً اقتصادياً جيداً للسيدة ثناء جعفر من قرية عين التينة، والتي تتواجد يوم الثلاثاء من كل أسبوع في سوق الضيعة في حديقة السلطان في الكورنيش الغربي بمدينة اللاذقية، والتي تعمل بتقطير الأعشاب والنباتات الطبية والعطرية، وفي حديثها لـ”تشرين” أكدت أن مشروعها حقق دعماً اقتصادياً لها لتعيل أسرتها مع زوجها، وتؤمن متطلبات أولادها الأربعة .
وأضافت جعفر: أستفيد من نباتات الطبيعة المتنوعة وأزرع نبات الزعتر و إكليل الجبل واللافندر، أحب كثيراً النباتات الطبية، ونحن الآن في فصل غني بنباتاته الطبية و العطرية، حيث نقطر الآن النارنج وماء الزهر الذي له فوائد كثيرة منها معالجة آلام المغص، وصناعة الحلويات وكذلك لمعالجة مشاكل البشرة(تقشير البشرة).
وتابعت، أنها تستغل موسم إكليل الجبل لفوائده العديدة، حيث تعمل على تقطيره لاستخدامه بمعالجة التصبغات الجلدية، كما يضاف له نبتة القريص والأوليفيرا ونبتة ذيل الحصان لمعالجة تساقط الشعر وصنع الشامبو منه، وكذلك تعمل على تقطير الزعتر الذي يستخدم لآلام البلعوم ومعالجة السعال.
مشيرة أنه في موسم النباتات العطرية لا توجد صعوبة في إيجاد تلك النباتات، وهي مشروع يؤمن دخلاً اقتصادياً جيداً إذا ما تأمنت المواد الأولية.
ولفتت جعفر إلى دعم دائرة المرأة الريفية في مديرية الزراعة لمشروعها من خلال عرض منتجاتها ضمن صالة العرض، و كذلك تنسيق المعارض الأخرى، ودعوتها للمشاركة فيها لتسويق منتجاتها.
وأشارت جعفر إلى الإقبال على هذه المنتجات، ولكن تتمنى أن يتم الدعم من أي جهة حكومية لتأمين المواد الأساسية، حيث إن غلاءها أثر في كمية الإنتاج لديها، وكذلك للحصول على سجل تجاري للمنتجات.
صورة مصغرة عن وطني
بدورها، بينت المهندسة تهامة يوسف التي بدأت عام ٢٠١٢ بصنع الإكسسوارات من المواد الطبيعية، ولأن بيعها خفيف و إقبال الناس عليها محدود، بالرغم من مهارة صنعها جعلها تتجه لصناعة الزعتر والزيوت الطبيعية والمنتجات الطبيعية من الكريمات والصابون التجميلي للبشرة والشامبو، حيث إن هذه المواد أكثر استخداماً من قبل الزبائن كما تقول، حيث تنوّع يوسف باستخدام الأعشاب من إكليل الجبل و الريحان و الحلبة و البابونج القريص لصناعة منتجاتها .
وأشارت أن تسويق منتجاتها عن طريق المعارض التي تدعى لها ليس كما يجب، حيث تفتقر أغلب المعارض للدعاية والإعلان بالشكل الكافي بالرغم من أن المنتجات كثيرة، وتأمل تهامة أن تلاقي المنتجات سوق تصريف مناسباً لها.
و بينت يوسف أن سورية قوية بتنوع مواردها الاقتصادية، وحاولت أن أكون صورة مصغرة عن وطني و كنت أنوع في منتجاتي حسب طلب الزبائن، مشيرة إلى أن أسعار المواد ارتفعت كثيراً، وتتجاوز كبقية النساء العاملات في صنع النباتات الطبية والعطرية بصعوبة هذه المشكلة, حيث إن ارتدادات الأزمات بدأت تظهر وتؤثر في الوضع الاقتصادي.
وأكدت استمرارها في مشروعها، مادامت الطبيعة تعطيها تلك الأعشاب و النباتات ذات الفوائد الكبيرة.
سيرياهوم نيوز 2_تشرين