صعوبة الظروف الاقتصادية دفعت الكثير من النسوة “ربات البيوت” إلى العمل في مشاريع متناهية الصغر رأسمالها منتجات بسيطة متوفرة لديها لا تحتاج إلى الكثير من المال، وتحقق لها مصدر رزق جيداً.
السيدة عفراء من أهالي قرية شريفة في ريف اللاذقية وجدت في إعداد المونة مشروعاً رابحاً يحقق إيراداً جيداً لها ولعائلتها، إذ تؤكد في حديث لـ”تشرين” أنه في أواخر فصل الصيف يبدأ التجهيز لمؤنة الشتاء، وفي مقدمتها المكدوس بالإضافة لأنواع مختلفة من المربيات وغيرها.
وأشارت عفراء إلى أنها تزرع في حديقة منزلها الباذنجان والفليفلة، وتقوم بإعداد المكدوس حسب التواصي، مشيرة إلى أن المكدوس أصبح مكلفاً ما جعل عائلات عدة تحجم عن إعداده كمؤنة للشتاء كما جرت العادة.
وأضافت: كانت هناك عائلات يطلبون مني تجهيز بين ٢٥- ١٠٠كيلو مكدوس، لكن في الوقت الحالي تراجع الإقبال على طلب المكدوس لتكلفته العالية، فهناك عائلات أحجمت عنه نهائياً، وهناك عائلات باتت تكتفي بطلب بين ٥-١٠ كيلوات فقط، مدللة بارتفاع سعر “بادون” زيت الزيتون إلى ١.٣ مليون ليرة، كيلو الجوز ١٦٠ ألف ليرة، كيلو الباذنجان ٤ آلاف ليرة، كيلو الفليفلة ١١ ألف ليرة.
وحسب عفراء، لم يقتصر مشروعها المنزلي على إعداد المكدوس، بل يشمل أيضاً دبس البندورة ودبس الفليفلة، بالإضافة لأنواع مختلفة من المربيات، مؤكدة أنّ العمل بإتقان والبيع بأسعار مناسبة زاد من إقبال الزبائن ما ساهم بتوسع مشروعي وجعلني أستعين بسيدات في العمل، حيث قمت بتخصيص غرفة في منزلي بمثابة ورشة صغيرة تستوعب أصناف المونة المتعددة.
من جهتها، بينت الخبيرة في إدارة المشاريع الصغيرة ميرفت جماز أن الواقع الاقتصادي الصعب جعل فكرة المشاريع الصغيرة مصدر دخل للكثير من السيدات اللواتي يجدن صعوبة في إيجاد العمل المناسب لهن، لذلك فكرة دعم وتنمية عملهن المنزلي وتحويله من عمل فردي ذاتي إلى مشروع ربحي يحقق دخلاً لا بأس به للأسرة حيث يمكن عدّ فكرة هذه المشاريع مجدية ومربحة، فمن خلال مشاريع كهذه استطاعت نساء كثيرات إعالة أسرهن.
كما أشارت إلى توفير فرص عمل لشرائح عدة من المجتمع من خلال مشروع صغير تطور إلى ورشة كبيرة وأحياناً إلى منشآت، مشددة على أهمية التوجه نحو هذا النوع من المشاريع متناهية الصغر للنهوض الاقتصادي في أي مجتمع .
سيرياهوم نيوز 2_تشرين