عبير صيموعة
باتت ظاهرة تقديم الاستقالات من العمل الوظيفي وطلب الانفكاك من العمل من دون بلوغ السن التقاعدي واقعاً ملموساً في الدوائر الحكومية في السويداء وخاصة لدى القطاع الصحي.
وأكد رئيس اتحاد عمال السويداء هاني أيوب لـ«الوطن» التسرب الكبير من القطاع العام سواء بالاستقالات أم طلبات التقاعد حسب سنوات الخدمة وليس العمر الوظيفي، الأمر الذي ينذر بخطر تفريغ القطاع العام من عمالته، وخاصة أن المسابقة المركزية لم تغط النقص الحاصل في جميع المؤسسات كما أن التأخير في تأشيرة الجهاز المركزي لعقود الناجحين ضمن تلك المسابقة وخاصة للفئات الثالثة والرابعة والخامسة أدى إلى التأخير في التحاق الناجحين بوظائفهم رغم مرور أشهر على صدور نتائج المسابقة.
وأشار إلى أن عدد العمال المتسربين من المؤسسات الخدمية في المحافظة سواء عن طريق الاستقالات أم التقاعد منذ بداية العام الحالي وحتى نهاية الشهر الرابع منه وصل إلى 400 عامل منهم أكثر من 111 عاملاً في قطاع الصحة وحدها، لافتاً إلى أن هذه الأرقام لا تشمل عدد الاستقالات في القطاع التربوي والتي توازي القطاع الصحي أو تزيد عليه.
وأوضح أيوب أن هذه الأرقام تعتبر مؤشراً خطيراً وخاصة أنه وبحسبة صغيرة يتبين أن عدد المتسربين يصل وسطياً بالشهر إلى 100 موظف، الأمر الذي يفرض بالضرورة أن تكون هناك إجراءات سريعة وقرارات جريئة من الحكومة تضمن تأمين العمالة وخاصة العمالة الشابة للقطاعات الإنتاجية وإلا فإننا ذاهبون إلى إفراغ القطاع العام وإفراغ البلد من العمالة، وبجميع الفئات وخاصة الشبابية منها.
وأكد على ضرورة الإسراع بعملية تأمين النقل الجماعي للعاملين جميعاً وخاصة أن أجور النقل باتت تستحوذ على القسم الأكبر من الراتب مع التأكيد على زيادة قيمة تلك الرواتب والأجور بما يتناسب مع الأسعار لأنه وضمن الظروف المعيشية الصعبة والواقع الاقتصادي الضيق فكثير من الموظفين أكدوا للنقابات التي يتبعون إليها أن الجلوس في المنزل مع ما سيحصلون عليه من رواتب تقاعد مبكر سيكون أكثر ربحاً من الذهاب إلى العمل يومياً.
وأشار عدد كبير من العاملين في القطاعين الصحي والتربوي ممن التقتهم «الوطن» أن أسباب تقديم استقالتهم إنما تعود إلى الأوضاع الاقتصادية وغلاء كل سبل المعيشة وعدم تحقيق الراتب حالة الاستقرار المعيشي مع الالتزامات المادية الكبيرة المطلوبة مع عجز الراتب عن تأمين أبسط متطلبات الحياة المعيشية من مأكل وملبس وطبابة وخاصة أن القسم الأكبر منه يذهب أجور تنقلات إلى وظائفهم، الأمر الذي دفعهم إلى تقديم الاستقالات أو طلبات التقاعد المبكر والبحث عن فرصة عمل لدى القطاع الخاص أو البحث عن فرص عمل خارج البلاد بعقود عمل مقبولة.
سيرياهوم نيوز1-الوطن