آخر الأخبار
الرئيسية » كلمة حرة » ( بس هيك ) .. ؟!

( بس هيك ) .. ؟!

 

سلمان عيسى

كتب الشهيد احمد حسين ديوب من قرية شباط بمحافظة طرطوس قبل دقائق من استشهاده في الاكاديمية العسكرية بحلب في محادثة مع صديقه قبل فجر يوم الرحيل (ان المسلحين القتلة لا يبعدون عن الاكاديمية سوى ١٥٠ مترا) ..وسأكتبها كما كتبها الشهيد ( خيي : نحنا ممنعرف ولا بيهمنا اللي عم يصير .. منعرف شغلة وحدة – اجرياتنا حفرنالهن بالارض وسقيناهن ليشرشو فيا .. بس هيك )
يعني اننا لا نلتفت إلى ما يحكى فقد حفرنا لأقدامنا في التراب وسقيناها حتى تنمو جذورها.. بس هيك .. بكل هذه البساطة وبكل هذه الثقة وهذه الروح التي لم .. ولن تهزم أو تخسر ..
شاب في مقتبل العمر وهو في السنة الدراسية الأخيرة يرى أن الجذور التي نبتت في سورية ستبقى خضراء يانعة عصية على الإرهاب وكل من يدعمه ويقدم له العون للنيل من بلد عمرها من عمر الزمان ..
بس هيك .. يختم الشهيد محادثته التي تساوي الف عنوان وعنوان.. هذه البساطة في التعبير وهو يدرك أنه لن يعيش الا وقتا قصيرا .. يكتب بهذه البساطة دون أن يرتعش أو يخاف أو ترتجف يده لا خوفا من موت أو قاتل عديم الرحمة قد يكون إرهابي سوري أو عربي أو آسيوي.. ايغوري أوكراني تركي .. أو موساد إسرائيلي..
لم يتسن لأحد أن يذكر ويسجل شجاعة الشهيد احمد ورفاقه في مواجهة هذه التنظيمات الإرهابية الحاقدة – لكن من يكتب تلك الكلمات بكل هذه الصلابة لا يمكن أن يقنص في الظهر .. لأن الأبطال لا يديرون ظهورهم .. صدورهم هي التي تتلقى الرصاص والطعنات..
بامثال الشهيد احمد ورفاقه على كل الجبهات سيتحقق نصر سورية المؤزر على كل الحاقدين – دولا وتنظيمات إرهابية حاقدة ومأجورة ..
في تاريخ جيشنا العربي السوري الذي وعيناه منذ حرب تشرين التحريرية مرورا بكل الحروب التي خاضها هذا الجيش هناك ملاحم حقيقة وبطولات تسجل بأحرف من ذهب ونور – أن كانت فردية أو جماعية .. هي دروس في التضحية والصمود والاندفاع.. عقيدة راسخة في وجدان كل جندي شريف ..
في أعوام الحرب على الإرهاب التي يقارب عمرها أربعة عشر عاما .. هناك قديسون لم ترتجف قلوبهم وهم يقاتلون اكفر عصابة إرهابية عرفها التاريخ ..
الشهيد احمد هو من اولئك القديسين الذين حفروا لأقدامهم في التراب وسقوها بدمائهم.. الطاهرة والماء السوري النقي والصافي كقلوب هؤلاء الابطال( لتشرش ) وتنمو جذورها في هذه الارض الطاهرة .. المنتصرة بقوة الله وعزيمة احمد ورفاقه الذين سبقوه في ميدان الشهادة ومن سيلحق بهم من الأبرار.. بس هيك ..؟!
(موقع اخبار سورية الوطن-2)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

ننتظر الصباح ..!!

  سعاد سليمان   لم يصل بعد .. أراه يقف بعيدا حيث الغيوم السوداء .. يختبئ خلفها , يجعلها سدا منيعا أمام عيون المنتظرين .. ...