سلمان عيسى
كتب الصديق والزميل فواز خيو في زاوية ابجد هوز في الصفحة الاخيرة بصحيفة الثورة(الذي كان أحد كتابها المبدعين) عن ضبط مواطن في احدى الدول يرعى في الحدائق العامة، وأن الأمر وصل الى رئيس حكومة تلك الدولة، فطلب لقاء ذلك الرجل و عندما صار بين يديه سأله عن الاسباب التي دفعته الى الرعي في الحدائق العامة .. وبعد أن استوضح الاسباب واقتنع بها، وجه بتأمين الطعام والشراب والمأوى له ..
ويقول في ذات الزاوية، ان رئيس حكومة ( مشرقية ) شاهد من شباك مكتبه الفاخر، مواطناً يرعى العشب في الحديقة المواجهة للمكتب .. فقام على الفور بطلب ذلك المواطن وهرعت الحاشية والحراس الى اقتياد الرجل الى حضرة رئيس الحكومة .. وفورا بدأ باستجوابه عن سبب وجوده في هذا المكان .. ولماذا يرعى ( عشب الحكومة ) .. وعندما سرد المواطن اسبابه، ضحك سيادته ملئ شدقيه وسحب ورقة كتب عليها يسمح له بالرعي في كافة حدائق الجمهورية ..
لا مجال للمقارنة بين الحالتين، فالأولى تبدو اكثر انسانية، والثانية قد تبدو نكتة للضحك، لكن المضمون يكشف عن سواد بهيم سببه الفقر والقرارات الجائرة وغير المدروسة ..
ما سبّبه اعلان ( تجميل السبع بحرات) في دمشق من انتقادات .. على شاكلة ان هذا ليس من الاولويات .. وان ( المتمولين ) الذين سيدفعون كلفة التحسين، دفع بالكثيرين للقول :”يفترض ان يقوم هؤلاء بتوفير الغذاء والكساء والدفء للمحتاجين بدل القيام بمثل هذه الأعمال في هذه الظروف البالغة السواد” ..
قد تبدو الاحداث غير مترابطة، لكن اذا علمنا ان مجلس مدينة طرطوس ينفذ الآن عملا مشابها لما تقوم به محافظة دمشق .. تسوير الكورنيش البحري وتلبيسه بالحجر .. في غير الزمان المناسب، لأن هناك اولويات كثيرة يعلمها مجلس المدينة والتي تتعلق بالنظافة وتحسين الشوارع المحفّرة وتأمين وسائط النقل الجماعي ..الخ
البعض يتحدث عن صاحب هذا المشروع الذي قد يمتد الى الحدائق الاخرى خاصة حديقة الباسل .. ويتحدثون عن المتعهد السخي الذي يقوم على تنفيذه .. وكيف قفز الى اولى الاوليات لدى مجلس المدينة .. ؟
نعتقد ان مجلس المدينة يعلم ان حديقة الباسل و جوانب الكورنيش والمساحات الخضراء فيه كانت مسورة .. وقد ازيلت هذه الاسوار منذ زمن بعيد .. فما الذي حصل الآن حتى يعاد زرع الاسوار ..؟!
لا يطل اي مكتب من مكاتب المعنيين في مجلس مدينة طرطوس على اي حديقة .. لذلك يصعب عليهم .. بالجملة والمفرق مشاهدة ماذا يجري في حدائق المدينة او بعضها .. لذلك فهم وفي اجراء احترازي يقومون سلفا بمنع اي مواطن من الاستلقاء على المساحات الخضراء التي تنصب لها حاليا اسوار من رخام .. او اللعب مع الاطفال على هذه المروج..ولا نقول انها تمنع من الرعي في حدائق المدينة رافعة بذلك البطاقة السوداء في وجه المواطنين.. مخالفة بذلك قيام احد رؤوساء الحكومات المشرقية بالسماح لمواطن غلبان بالرعي في كل حدائق الجمهورية .. على رأي صديقنا المميز فواز خيو .. ؟!
(سيرياهوم نيوز1-خاص بالموقع)