آخر الأخبار
الرئيسية » الأخبار المحلية » بعد أن خاطب الرئيس الشرع الشعب السوري كخادم وليس كحاكم ..كيف ومتى يبدّد خوفهم ويمنع جوعهم ..؟

بعد أن خاطب الرئيس الشرع الشعب السوري كخادم وليس كحاكم ..كيف ومتى يبدّد خوفهم ويمنع جوعهم ..؟

 

 

عبد اللطيف شعبان

 

 

كان السيد الرئيس أحمد الشرع رئيس الجمهورية العربية السورية في المرحلة الانتقالية موفقاً جداً عندما خاطب المواطنين السوريين في خطابه قائلا لهم: إني أقف أمامكم اليوم بقلب ملؤه الأمل والعزيمة، موجهاً كلمتي إلى كل السوريين والسوريات …. وتابع قائلا : إني أخاطبكم كخادم وليس كحاكم ، وقد تطابق كلامه هذا مع المثل الشعبي المُجمع عليه ” كبير القوم خادمهم ” وكم سيكون سيادته ناجحا في مهمته عندما تتكلل مسؤوليته الميدانية بتلاقي الخدمة مع الحكمة على كافة الأصعدة ( قكلمة حاكم مشتقة من كلمة حكَمَ المشتقة منها كلمة حكمة ) وكم سيكون المواطنون ممتنون وفي غاية السرور عندما يتلمسون هذا التلاقي الذي سيثمر عن تجذير الثقة عندهم بأنهم انتقلوا من سيئ إلى أحسن

وأيضا ورد في مقابلته الصحفية قوله – بما معناه – إنني أنظر إلى المواطنين السوريين بمعيار الآية الكريمة ” وأطعمهم من جوع وآمنَهم من خوف ”

 

جميل جدا ما ورد على لسانه في ظل المسؤوليات الصعبة الكبيرة الملقاة على عاتقه في هذه المرحلة الدقيقة، ولكن الأمل قائم بأن هذه الصعوبة الكبيرة ستتلاشى تدريجيا بمقدار ما يتحلى به من حكمة عند تأدية كل خدمة، بدءا من تبديد الخوف من نفوس جميع المواطنين الذين من حقهم أن يعيشوا آمنين، في ظل وعود يأملون أن تتكلل بالوفاء، لا أن يكون مصيرها المزيد من الجفاء الذي طال الكثير منها في زمن الطغمة البائدة.

 

فمن أجل الإطعام من جوع لا يخفى على السيد الرئيس أن النسبة الأكبر من جميع المواطنين السوريين الذين كانوا من العاملين في الجهات الرسمية التي تم حلها كليا ( الجيش والجهات الأمنية والأحزاب والمنظمات التابعة لها …) والجهات العديدة الأخرى الذين تم تخفيض أعداد عمالها بنسب معينة لسبب أو لآخر، ليس لديهم أي مصدر دخل سوى الراتب المعتاد الذي كانوا يحصلون عليه في أول كل شهر، وقد انقطع هذا الراتب عنهم ونفذت أغلب الادخارات التي كانت بين يدي القليل منهم، تلك التي مكنتهم من الصبر خلال الشهرين الماضيين، ما سيترتب أن يصبح أغلبهم في حالة الخوف من الجوع، لأن الدخل الثانوي الإضافي للراتب المعتاد غير موحود لدى الكثير منهم، وما هو موجود لدى البعض لا يرقى إلى حد الكفاية في كثير منه، فقطع الراتب عن هذه الأعداد الكبيرة له منعكساته الخطيرة المتنوعة لأشهر فكيف إذا استمر لسنوات، فكثير من الأسر التي لديها دخل توقفت عن إرسال طلابها إلى الجامعات لعدم توفر السيولة المالية اللازمة بسبب الارتفاع الكبير في أجور النقل، ومن المؤكد أن من انقطع الراتب عنهم كلية هم في حالة أسوا، ولا يخفى أن هؤلاء مواطنون سوريون من كل سورية كانوا يعملون في مؤسسات الجمهورية العربية السورية بصفتها الوطنية لا بصفة الفساد الذي كانت تمارسه بعض قيادات السلطة البائدة، وأغلبهم أناس خيرون.

 

واقع الحال يتطلب المزيد من الحكمة في معالجة حالات العاملين الذين تم فصلهم وقد يكون من المناسب أن يتم الحل الجزئي بإعادة قسم منهم للعمل ( خاصة النزيهين منهم وذوي الخبرة والأقل سنا ) في ظل التشكيلات الجديدة للإدارات العامة، واعتبار البقية بحكم المتقاعدين براتب قانوني في ضوء سني الخدمة، مع المزيد من تهيئة الظروف الاقتصادية والبنية التحتية لتنشيط القطاع الخاص بغية تمكينه من تشغيل نسبة كبيرة منهم وتأمين متطلبات من يعمل لتأسيس عمل خاص به يدر عليه دخلا، ومدعاة للسرور أنه قد تم إعادة العديد من العاملين في العديد من الجهات، ومشكور السيد وزير التربية الذي عالج حالات الكثير من الذين كانوا معينين خارج محافظاتهم.

 

اما معالجة الأمن من الخوف فالحالة لا تقل أهمية عن سابقتها، فما حدث من تصرفات خاطئة لبعض العناصر الأمنية وللبعض للآخر الذين واجهوها في أكثر من محافظة مدعاة قلق كبير، وما يتم من تعديات واغتيالات تمارسها جهات مجهولة مدعاة قلق أكبر، عدا عن التعديات الإسرائيلية الأخطر، بالتوازي مع الخطورة التي ستنجم عن أية احتجاجات جماعية قد يتخللها من لا يحسن المطالبة بالحقوق المشروعة بشكل سلمي ومن قد يستغلها بقصد التجييش الجرمي، ومن المقتضى أن تكون جميع هذه الحالات قيد الاهتمام المتتابع للجهات المعنية بها في القيادة

وعلى كل قارئ للخطاب أن يتوقف مليا عند قول سيادته

” سنشكل حكومة شاملة تعبر عن تنوع سوريا

بناء الوطن مسؤوليتنا جميعاً لا فساد ولا رشاوي

وحدة الأراضي السورية وبناء مؤسسات الدولة وإرساء دعائم اقتصاد قوي من أولى الأولويات..”

وتوجيه سيادته العقلاني الموضوعي بمنع نشر العلم السوري الذي عليه صورته

والأمل بأن تنزين الشوارع والساحات (ومدخل كل جهة رسمية ومكتب كل مسؤول ) بصورة خريطة سورية الواحدة الموحدة وعلمها المرفرف.

 

الكاتب:عضو جمعية العلوم الاقتصادية السورية – عضو مشارك في اتحاد الصحفيين

(موقع اخبار سوريا الوطن-١)

x

‎قد يُعجبك أيضاً

كوريا الجنوبية: نمضي قدماً لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا

    أعلنت كوريا الجنوبية اليوم، عزمها المضي قدماً لإقامة علاقات دبلوماسية مع سوريا.   وقالت وزارة الخارجية الكوريّة الجنوبيّة في بيان نقلته وكالة “يونهاب”: ...